|
التداعيات المستقبلية للتقارب الاثيوبى الاريترى على مصر والسودان بقلم ادروب سيدنا اونور
|
01:53 PM July, 22 2018 سودانيز اون لاين Adaroub Sedna Onour- مكتبتى رابط مختصر
لايمكن إغفال أن زيارة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى مؤخراً للسودان, باعثها الوحيد هو محاولة مصرية متأخرة جداً لإصلاح رؤى الدولة المصرية الخاطئة والمجتزأة والإستعلائية فى التعامل مع السودان , وذلك لكفكفة وإحتواء ماقد تفرزه المصالحة التأريخية بين اثيوبيا وإرتريا والتى تمت بسرعة مريبة وبإشراف وضغط أمريكى مباشر ,فاجأ القيادة المصرية وسبب لها إرباكاً كما خلط اوراق القيادة السودانية لحدما .والخطأ الإستراتيجى الفادح الذى وقع فيه النظامان المصرى والسودانى هو تعاطيهما بتراخ ولامبالاة مع المشروع الأمريكى للشرق الاوسط الجديد, الآخذ فى التشكل تحت ناظريهما مفرزاً معطيات جديدة كل الجدة لن يسلما من تداعياتها , من إعادة إصطفاف وتبديل ولاءات وإعادة رسم خرط وخلق كيانات جديدة الخ . بمعنى أن المشروع قيد التنفيذ حسب أُطره الزمنية المعلنة .ومن المفروغ منه أن المشروع الذى خطط له أشهر المخططين الإستراتيجيين وجهابذة المنظرين العالميين , للهيمنة على هذه المنطقة التى تشكل قلب العالم(وتحوى النفط والغاز؟) والممتدة من بحر قزوين حتى شواطىء الأطلسى مروراً بالمحيط الهندى والبحر الأحمر والخليج الفارسى, لن ينتظر موافقة أنظمة مفلسة ومنهارة كمصر والسودان أو غيرهما ممن يرفضون-عبثاً- السلوك فى منظومته أو التماهى مع صيغه التوافقية والقبول بمرجعياته الفكرية أو-على الأقل- التساوق معها . فمن يعسر عليه تشوف ماحدث, ولازال يحدث, من تدمير للعراق وسوريا واليمن وليبيا وفصل جنوب السودان عن الوطن الام وإشعال الفتن بين بقية مكونات السودان ,دون المساعدة فى إزاحة النظام بل إضعافه وممارسة الضغوط عليه وإبتزازه لتنفيذ أجندة تصب فى مصلحة المشروع التفتيتى , ثم لايستبصر ماقد يحوق به إن تلكأ فهو وشأنه؟ فالمنطقة كلها تم تفكيها الآن وإرجاعها لمكوناتها الأُولى من قبلية ومناطقية وطائفية وعشائرية ومذهبية , ولم يبق غير إدارة أزماتها بالإشعال حيناً والإخماد حيناً آخر وهذا مايفعله القائمون على تنفيذ المخطط الآن ,لدرجة أن من يسمونهم بالإرهابيين يتم ترحيلهم بالحافلات من منطقة إلى أخرى وبإشراف الأمم المتحدة ليواصلوا الإقتتال العبثى المجنون فى المكان الذى يحدده لهم من يدعون محاربة الإرهاب ,كما يحدث فى سوريا الآن ؟ دع عنك ما حدث بين كلاً من قطر من جانب والسعودية والامارات والبحرين ومصر من جانب آخر , بعد إكتشاف الدول الأربع أن ماقامت وتقوم به قطر وبوقها الإعلامى (قناة الجزيرة ) تسبب فى زعزعة المنطقة من كل أركانها . وللأسف مصر الرسمية التى تنبنى سياستها على إضعاف السودان ستكتشف –بعد فوات الأوان – أن ضرب إستقرارها سيتم من خاصرتها الجنوبية بعد إنهاكها بما تسميه الآن حربها ضد الإرهاب فى سيناء , وهى حرب مدروسة ومخطط لها بعناية وممولة من حماة ورعاة مشروع الشرق الاوسط الجديد , لو تأملنا زمانها ومكانها . ومن يباركون الآن ما تصوره على انها حرب ضد الإرهاب سينقلبون عليها ويغيرون مواقفهم حين تستنفد تلك الحملة اغراضها , لأنهم خططوا سلفاً للخطوة التالية التى ستتولاها عنهم أدواتهم وآلياتهم الأممية المطواعة الخاضعة لهم , فهى من تجعل المقاومة إرهاباً والإرهاب مقاومة ودفاعاً مشروعاً عن النفس, حسب مشيئة سادة النظام العالمى الجديد ؟ أما السودان الذى فقدت عصابته الحاكمة الخارطة الإدراكية –بعد موت الساحر الملهم – فسيصعب على متنفذيه الآن فك طلاسم معضلة تحول النظام الإرترى وقائده الحربائى من مناوىء ومعرقل للهيمنة الإمبريالية على البحر الأحمر والمنطقة ككل ,إلى طرف داعم لها وحليف متعاون و صاحب مصلحة مستعد لتنفيذ كل مطلوباتها . وقد تألمت كثيراً لسماع ما نقل على لسان الرئيس الاريترى ,الذى قيل أنه رد على إعادة فتح السودان مجدداً لحدوده مع إرتريا بالقول : هم من يغلقون حدودهم ويفتحونها ولاشأن لنا بذلك ؟؟ ولو كان صادقاً وأميناً لشكر السودان الذى يستورد بالعملات الصعبة ويسمح بتهريب مايستورده لدويلته التى تشتريها بعملة لم يسمع بها العالم ناهيك عن أن يتعامل بها , بيد أن هذا ليس خطأ أفورقى فنظامنا يدير خده االاخر حتى لصفعات صنائعه, وهاهو يتقلى الصفعات من افورقى جزاءاً وفاقاً ,وهو نفس الشخص الذى ساعده نظام الإنقاذ الحالى فأزاح له كل خصومه ومهد له الأرض هنا وهناك حتى تحكم فى كل إرتريا فطغى وتجبر وإستفرد بحكمها وأبعد وصفى أخلص رفقاء السلاح ممن كانوا يكتفون بأكل الطمى حين لايجدون مايأكلونه .لذلك من الطبيعى أن يدير ظهره للإنقاذ , كما فعل مع ثوار جبهة الشرق فباعهم بحفنة دولارات وسيارات كالتى إستقبل بها الرئيس الأثيوبى . وأفورقى قد يجترىء علي السودان إن تم إغراؤه بذلك من حلفائه الجدد , فهو يملك الأعوان والنفوذ فى شرق السودان .و نختم بمصر المرعوبة من التحركات والترتيبات الامريكية التى تجاوزتها , ونجزم بأن التقارب الاثيوبى الاريترى قد تم خصماً على الدورين المصرى والسودانى فى المنطقة ,فإرتريا ستؤجر ميناء عصب لإثيوبيا وتكسب اموالاً تحتاجها بشدة ,لأن الحاجة للدولار والهراوة الامريكية هما من أعادتا افورقى لرشده , وهو ماتريده اثيوبيا لقرب عصب ,و حتى لاترهن الانسياب السلس لوارداتها من مدخلات التنمية والمواد الضرورية لموانىء السودان المضطرب وشبه المنهار ,ناهيك عن الكلفة المرتفعة وبعد المسافة . ختاماً , تبقى مصر هى الخاسر الأكبر , لأنها لن تصلها بعد إكتمل السد نقطة مياه واحدة زائدة بلا مقابل, كما كان فى السابق , وهذا هو هاجسها الأكبر , علماً بأن أثيوبيا غرضها الأساس من إنشاء السد هو توليد الكهرباء وليس حجز المياه , لأنها لاتحتاج لمياه فلديها منها مايكفى,وهاهى بعد أن إكتفت من الكهرباء تبيع الفائض منها لجيبوتى والسودان , بعد أن ثبت أن سد مروى كذبة كبرى ,كبقية أكاذيب نظام كذبة الحبيس والرئيس.
ادروب سيدنا اونور
|
|
|
|
|
|