حالة الطوارئ هي حزمة تدابير إستثنائية تتخذها السلطات بهدف ضبط الأمن والحفاظ علي النظام العام وذلك علي إثر وقوع احداث إستثنائية تهدد الأمن والسلامة العامة كحالة الشغب والانفلات الأمني او الكوارث بوصفها العام. وطبيعة هذا الحزمة الاستثنائية وحساسيتها تجاه سلطات مطلقة تقيد حرية المواطنيين فهي بالضرورة مؤقتة ومراقبة بهذه المقدمة ندلف للإجابة علي السؤال أعلاه هل هناك دواعي منطقية لفرض حالة الطورائ في ولاية كسلا من الأساس قبل تمديدها لاحقاً من المعلوم أن ولاية كسلا ولاية حدودية لدولتين هما اريتريا وأثيوبيا والطبيعة الجغرافية والديمغرافية أدت الي تداخل سكاني وإقتصادي قديم جداً واذكر ونحن أطفال في مدينة كسلا كانت معظم إحتيجاتنا المدرسية تأتي من (جوة) وكلمه جوة لأهل كسلا كانت تعني اثيوبيا واريتريا واذكر جيداً كان حجم التبادل التجاري كبير فكان يوجد في الطابق الأرضي لمبني القنصلية الاثيوبية مقابل سوق الخضار المركزي توجد الشركة الحبشية فهي بلغة الْيَوْمَ مركز تجاري به كل البضائع حتي المستوردة من اوروبا ، وإستمر هذا التبادل التجاري عبر القنوات الرسمية وغير الرسمية منذ زمن طويل ويعتمد عدد كبير من سكان كسلا وأريافها علي حركة التجارة البينية مع دول الجوار ، ففي فترة اندلاع العمل العسكري في الجبهة الشرقية توقف الحركة التجارية بشكل ملحوظ وكذلك نتيجة لإنتشار الألغام في المنطقة الحدودية اثرت بشكل مباشر علي الحركة التجارية هذا يعني ان مايشاع بأن هناك تهريب بشكل كبير للسلع من مدينة كسلا وتأثيره علي الاقتصاد الكلي للبلاد امر مضحك في ظل تهريب الذهب بالأطنان عبر مطار الخرطوم في ظاهرة ادهشت العالم ولو كان التهريب يستدعي حالة الطوارئ كان مطار الخرطوم أولى بها، اما تهريب البشر نعم هذه ظاهرة تقلق العالم كله وعلاجها بتوطين الديمقراطية والحياة الكريمة حالة الطوارئ لن تحد منها لان من يشتغلون بها بعضهم نظاميون يتبعون للاجهزة الأمنية اما انتشار السلاح نعم هو منتشر بين أيدي من سلحتهم الحكومة وهي تعلم من هم ان أردت جمعه ، ففي كسلا مليشيات قبلية سلحتها الحكومة بحجة حراسة الحدود اذا كانت الحكومة جادة فالتنزع سلاح هذة المليشيات وان تعيد انتشار مليشيات الجنجويد خارج حدود ولاية كسلا . بالنظر للوضع الأمني في دول الجوار وما تشهده العلاقات الاثيوبية الإريترية من تحسن مما سينعكس إيجابا علي ولاية كسلا سقطت كل دواعي تمديد حالة الطوارئ بولاية كسلا ويتبقى هدف الحكومة وهو إعطاء الطاغية جماع صلاحيات مطلقة لقهر شعب ولاية كسلا لكن هذا الوضع لن يستمر بل سينقلب وبالاً علي النظام لان الاحتقان يولد الإنفجار ودولة الظلم ساعة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة