اليأس قتل الرغبة في الحياة الكريمة.. و استكان الناس للحياة تحت حمم المعاناة و صفعات المهانة و الاستبداد..
من الذي أحال السودانيين إلى موت الشعور بمآسيهم فيهم.. و التعايش مع الذل في بيئة لا تتسق مع كرامتهم..
( الغالي متروك) جملة تضحكني.. أقهقه قهقهة.. ثم أتريث، ثم أبدأ في جدولة ما ينبغي تركه إذا نفذت نظرية ( الغالي متروك) بإخلاص و أمانة.. ابتداء بالعلاج.. و الغاز / الفحم.. و البنزين و وسائل المواصلات..
الجدول يطول و يتمدد نحو كل ما في سوق السلع و الخدمات.. أسعار كل شيئ تطير " إلى السماء.. إلى السماء.. إلى السما.. لتنتقي سبب العناء لشعبنا!"
ندفع.. لا نناقش.. و شعارنا: البقع من السما تتلقاهو الواطة! و الاسعار لا تقع من سمائها العليا!
و أسعار اللحمة " استعصمت بالبعد عنا!" و لما طلبوا منا تركها.. تركناها، و مضينا إلى بدائلها.. فارتفعت أسعار بدائلها.. فتركنا البدائل و اتجهنا إلى بدائل البدائل!
إلى متى نظل نبحث عن قوت يومنا في البحث عن البدائل و بدائل البدائل التي لا تلبث أن تتبدل .. و إلى متى نظل نشارك الشاعر/أزهري محمد علي في مواساته حاجة آمنة: " حاجة آمنة اتصبري ....... بعد صراع وصراع طويل يا حاجة بينك والمحال ما لقيتى فى داك النهار شيتاً يجو ياكلوا العيال حبة عدس ما بسوى شيئ وينو البصل وينو اللحم حبة عجين ما بسوى شيئ وينو الدقيق وينو الفحم من جاى لجاى هبشتى جاى فتشتى جاى كان تلقى شيئ لازمك كتير شان تقدرى لازمك كتير .. اتصبرى"!!
و الكل يعلم أن حاجة آمنة و أمثالها لا تهمهم نظرية ( الغالي متروك ) المبنية على نظرية: ( الدفاع بالنظر..) و سيطرة العجز و الهوان.. لا تهمهم تلك النظرية لأنهم لا يملكون حق الاختيار..
قال لي، في غضب محشو باليأس، أنه كان في حافلة ركاب من أم درمان إلى الخرطوم حين طلب منه الكمساري مبلغ ٧ ألف جنيه فاحتج بشدة، و تفاجأ لما انبرى عدد من الركاب للدفاع عن الكمساري..
مواطنون مطحونون يتعاطفون مع أصحاب المركبات لأنهم مطحونون مثلهم، لكن في طلمبات الوقود.. و ربما يتعاطف موطنون آخرون مع الجزارين بسبب فوضى جبايات المحليات، جباية وراء جباية، في كل محلية تمر بها المواشي القادمة من مواقع تربيتها في الأقاليم..
إذا كان المطحونون يتعاطفون مع أمثالهم من المطحونين.. و الكل مطحون عدا الحرامية وأكلة فتات الحرامية، فما الذي يمنع المطحونين من الثورة على نظام الحرامية .. و إسقاط مصاصي دماء الشعب السوداني؟ و إلى متى نظل نغني: " حاجة آمنة اتصبري عارف الوجع فى الجوف شديد عارفك كمان ما بتقدرى!" إلى متى؟! إلى متى؟!
الأوضاع معوجة؛ و نظرية الغالي متروك نظرية بائسة أكثر من نظيرتها ( الدفاع بالنظر)..!! أيها الناس، اتفقوا على إسقاط النظام بدلا عن الكلام الخائب حول الاتفاق على ( الغالي متروك) ..!
المشكلة الناس التى إدعت مقاومة النظام جات و بقت شريكة فى النظام يعنى البلقى كدة بفك الباقين عكس الهواء و لا بأس الناس تقاوم بالأساليب الممكنة نعم نتعاطف مع الجزار لكن خلف الجزار مئة سمسار مواشى يقتات على ظهر البشر السماسرة الآن من الفئات الخطيرة التى يجب محاربتها الآن لا تستطيع أن تشترى أرضا أو بيتا أو سيارة إلا هناك عدة سماسرة خلف البيعة إذا أردت أن تستأجر منزلا أو شقة هناك شبكة سماسرة إذا أردت أن تبيع منتجك الزراعى لابد أن تبيعه للسماسرة و إلا لن يتشرى منك أحد لذلك يجب مقاومة الفساد الشعبى أيضا جنبا إلى جنب مع مقاومة الفساد الحكومى .
أردت أن تبيع منتجك الزراعى لابد أن تبيعه للسماسرة و إلا لن يتشرى منك أحد لذلك يجب مقاومة الفساد الشعبى أيضا جنبا إلى جنب مع مقاومة الفساد الحكومى . .. هذا موضوع قائم بذاته..يا عبد الله..! و لي معه حكايات لا تزال تؤرقني
أردت أن تبيع منتجك الزراعى لابد أن تبيعه للسماسرة و إلا لن يتشرى منك أحد لذلك يجب مقاومة الفساد الشعبى أيضا جنبا إلى جنب مع مقاومة الفساد الحكومى . .. هذا موضوع قائم بذاته..يا عبد الله..! و لي معه حكايات لا تزال تؤرقني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة