لا شك أن سقوط الضحايا من المواطنين برصاص الشرطة او بواسطة التعذيب يضع مهنية الشرطة السودانية على المحك، وقد لا يجدي محاكمة من يرتكبون تلك الجرائم من افراد وضباط الشرطة في تخفيف حزن اهل الضحايا فخلال شهر واحد اثنان من الشباب سقطا ضحايا للشرطة السودانية، وإذا كان سقوط سامر قد أخذه بعداً اعلاميا بسبب شهرة والدته القيادية بحزب الامة نهى النقر، لا بد للشعب السوداني أن يعلم أن هناك ضحية أخرى فقدت شبابها بسبب ممارسات شرطة النظام العام.
فهناك واقعة تقول أن شاباً فاضت روحه الطاهرة بعد أن قام بالقفز من عربة الشرطة بعد القبض عليه اثر مشاجرة مع اخر ونتج عن هذا السقوط من عربة الشرطة وفاته بعد اصابته بإصابات بالغة، أما سامر عبد الرحمن الجعلي فقد تم اطلاق النار عليه من مسافة قريبة واخترقت رصاصة صدره فاردته قتيلاً بحسب البيان الصادر من اسرته، ولا شك أن الشعب السوداني يتذكر ايضا حادثة عوضية عجبنا التي راحت هي الاخرى ضحية للشرطة السودانية التي تتخذ من مقولة " الشرطة في خدمة الشعب" لتتحول الى الشرطة من أجل قتل الشعب.
كل هذه الحوادث تثبت عدم مهنية الشرطة السودانية وبدلا أن تكون حارسة للأمن وللمواطن اصبحت مهددا لحياته ولطيش وجهل افرادها بتنفيذ القانون يسقط الضحايا، ويجب أن تمتثل الشرطة للقانون اثناء تنفيذها له فهي ليست الجهة التي تحاكم المجرمين وانما دور القضاء هي التي عليها محاكمة المتهمين.
دعونا نعود لعدم مهنية الشرطة في آخر واقعتين ، فمهما فعل د. سامر عبد الرحمن ومهما كانت درجة انتهاكه لقانون النظام العام سيئ السمعة والصيت لا يجوز للشرطة الحق بمطاردة سامر او أي شخص آخر بما يعرض حياته للخطر فقد كان سامر معرضاً للخطر اذا ارتكب حادث حركة مثلاً نتيجة للمطاردة البليدة والغبية التي قامت بها الشرطة، واثنا المطاردة كان يمكن لسامر وعربة الشرطة التي تطارده ان يرتكبوا حادثا ربما يقود لوفاة اشخاص ابرياء لا ناقة لهم ولا جمل في الجريمة التي تزعم الشرطة ان سامر قد ارتكبها، في الدول المتقدمة والتي تحترم مواطنيها يمنع على الشرطة مطاردة أي مجرم مطاردة عنيفة قد ينتج عنها اخطار على حياته وحياة. سامر كان يقود سيارته المملوكة له ومسجلة باسمه وكان يمكن للشرطة أن تكتفي بأخذ نمرة العربة ولاحقا يتم استدعائه لمقر الشرطة بعد الحصول اسم المالك وعنوانه من سجلات الشرطة وفتح ما تريد من بلاغات في مواجهته، ولكن البلادة اعييت من يداويها، وهو سوء تصرف متهور لا يليق بجهاز الشرطة أو بلغة الكورة الاحتكاك بإهمال مع الخصم "المتهم" .
اما حادثة الشاب الذي سقط من عربة الشرطة وفارق الحياة فأيضا تثبت عدم مهنية الشرطة فعند القبض على أي متهم يكون تأمين المتهم والحفاظ على حياته مسؤولية مباشرة للشرطة الى حين مثوله امام القضاء فلماذا تركت الشرطة المتهم دون ان تقوم بإدخال يديه في الكلبشات؟ وتركت له حرية الحركة حتى يقوم بالقفز من العربة، ولو كانت هناك مهنية لتم محاسبة افراد الشرطة الذين تركوا الشاب حراً بدون كلبشات أو حتى وضعه في وسط العربة بين فردين من الشرطة لمنعه من القفز.
وإذا كنت أجد العذر لأفراد الشرطة فإنني لا أجد عذرا لمدير شرطة ولاية الخرطوم هاشم في بيانه الاخير بخصوص واقعة وفاة د. سامر عبد الرحمن الجعلي، معظم افراد الشرطة السودانية مع الاسف من الفاقد التربوي والاغبياء فكل من يفشل في استكمال دراسته يتجه اما للجيش او للشرطة وهي الوظيفة المتاحة لأمثالهم بحسب تأهيلهم ومستواهم الفكري والدراسي.
على المستوى الشخصي فرحت جداً حينما اتخذت الانقاذ قرارها بوجوب حصول المتقدم لوظيفة ضابط بالشرطة على الشهادة الجامعية بدلاً من الشهادة الثانوية وقد كان لهذا القرار أثره فمهما حدث لك من مشكلات مع افراد الشرطة حينما تصل الى قسم الشرطة تجد شخص متعلم وفاهم يتفهم ما تقوله وقد ينهي المشكلة ان كنت برئياً، عكس تعامل الرعاع من افراد الشرطة العاديين من الفاقد التربوي والذين لا يتعدى فهمهم لمهامهم الا التعدي وانتهاك ادمية المواطن السوداني.
لقد حان الوقت للتدقيق في اختيار افراد الشرطة وتأهيلهم واقترح أن يتم قبول افراد الشرطة للالتحاق بالشرطة بعد الحصول على الشهادة الثانوية السودانية وبعد دراستهم لمدة سنتين في كلية الشرطة للحصول على دبلوم لمدة سنتين حتى يتمكنوا من اداء مهامهم بمهنية واحترافية عالية.
الشرطة السودانية محتاجة للتطوير والتأهيل حتى تؤدي وظيفتها في حفظ الأمن والحفاظ على حياة وممتلكات المواطنين، أما أن تستمر في حصد ارواح المواطنين نتيجة لسوء التصرف والبلادة فهذا أمر غير مقبول، ومن هنا هذا بلاغ ضد الشرطة السودانية مداده دماء سامر عبد الرحمن الجعلي وبقية الشهداء من ضحايا الشرطة.
اسأل الله ان يتقبل الشهيد د. سامر عبد الرحمن الجعلي ويعوض شبابه الجنة وان يلزم اهله وذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة