مرت أمس ذكرى الإنقاذ الوطني التي صارت يتيمة من سنوات عديدة لا يؤبه لها حتى أصحابها، وكأن الرحم التي ولدتها أنكرتها ونسيت أنها كانت بعض منها من أنسجتها ودمها ولحمها، تركوها على قارعة ا" /> الذكرى المنسية!! بقلم الصادق الرزيقي الذكرى المنسية!! بقلم الصادق الرزيقي

الذكرى المنسية!! بقلم الصادق الرزيقي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 11:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-01-2018, 10:08 PM

الصادق الرزيقي
<aالصادق الرزيقي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 289

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الذكرى المنسية!! بقلم الصادق الرزيقي

    10:08 PM July, 01 2018

    سودانيز اون لاين
    الصادق الرزيقي -
    مكتبتى
    رابط مختصر



    > مرت أمس ذكرى الإنقاذ الوطني التي صارت يتيمة من سنوات عديدة لا يؤبه لها حتى أصحابها، وكأن الرحم التي ولدتها أنكرتها ونسيت أنها كانت بعض منها من أنسجتها ودمها ولحمها، تركوها على قارعة الطريق، وتركوا حلم التغيير والثورة التي كانت وعداً بتغيير وجه السودان وصياغة مجتمعه على هدى جديد ورؤية جامعة، ففي تاريخ الثورات وعمليات التغيير السياسي والاجتماعي منعطفات ومآزق ومنعرجات وتراجعات، لكن لم نجد على طول مجرى التاريخ الإنساني ثورة تنسى ميقات ميلادها ويوم أن قُطع حبلها السري وأين دفنت مشيمة ولادتها!!
    > مرت إذن الذكرى أمس، وكأن صخب الأمس وأناشيده وحماساته الكبرى والصغرى، تتناثر في الطريق كريش طائر نافق، وعبثت الريح ببقية الخصلات غير الخضيبات البيض، وقد خطت تسع وعشرون سنة على مفرقي الثورة شيباً حزيناً، ورسمت أخاديد مبهمة على وجه امتلأ بالقروح والبثور من فعل الزمان الكؤود، لو أن أهل الإنقاذ يدرون ما لهذا اليوم من ثقل في الميزان لما تركوه وحيداً ضائعاً منفرداً في مهب النسيان، أو كالسيف وحده بين الأيام الراعشات، فهو اليوم الذي وهب عند بزوغه للقانطين اليائسين فرحهم المعربد، وللفقراء المعدمين بوابتهم للثراء، وللطامعين تخمتهم عند التهام السلطة، وهو الذي أهدى العيون بريقاً والثغور ابتساماً!!
    > في مسيرة الثورات والتحولات السياسية، يتشبث المبدئيون الآيديولوجيون بشعاراتهم واختياراتهم الفكرية والسياسية وشارات النصر والاستحقاق الأثير، لا يخلعون عباءة الذكرى عند أول زقاق وعند قارعة الطريق، الذكرى هي جلدهم الذي لا ينسلخون عنه، بؤبؤ عينهم التي يرون بها نجمة في مدار بعيد ترمز للنصر والأمل الوارف، لا يحجبهم عنها شيء سوى الطريق الطويل وغباره اللولبي العتيد وهم سائرون، فالإنقاذ لم تكمل مهمتها بعد، فكيف تتجاهل موعد تكوين هويتها السياسية؟ ولو كانت قد أنجزت كل ما وعدت ثم ترجلت عن صهوات النار والعزائم، لقلنا إنها تعبت وأُرهقت وتريد أن ترتاح من مغالبة براكين التحديات وامتطاء الشعارات، لكن ومن سنوات ليست بالقليلة، جعلت الثلاثين من يونيو يوماً عابراً تحييه مرات ببيان خجول أو إشارة عابرة وهي تمعن في تعفيره بترابِ الذبول.
    > ثورة أو سمها ما شئت، عبرت عبر فلواتها وزهت في فضائها وسمائها الآلاف من وجوه الشهداء، وسالت على جسدها الخشن الدماء الزكية وجرى الدمع السخين، وغنت الذراري في بيادرها، وأنشد وصدح في منائرها الحداة الهداة، كيف تنسى زفاف عرائسها وزفات ملائكتها الأطهار الصاعدين بأرواحهم إلى فياح الملكوت ..؟ أي عقل سياسي ذاك ركله الهدى حيناً ثم هداه للضلال فأهال التراب على الذكرى المنسية ومرقها في الوحل؟!
    > ما لم تفهمه ماكينة السياسة التي ظلت تدور وتدور طوال تسعة وعشرين عاماً، أن إحياء الذكرى بوهجها وتلاطم موجها، هو جزء من الحفاظ على القناديل المضيئة حتى لا تنطفئ فتذهب الريح وتتوارى حبات الندى، فقد حافظت الثورات الكبرى مثل الثورة الصينية على ذكراها، وثورة يوليو المصرية رغم تغير الجلود والأنظمة ظلت القاهرة تتمسك بها، وكان القذافي مستمسكاً بكلتا يديه بعيد ثورته حتى مات عليها، وثورة الخميني بعد مضي تسعة وثلاثين عاماً عليها لم تخبُ نارها وظلت كنار المجوس لافحة، وكذا الثورة الكوبية رغم ذهاب (كاسترو أخوان) مازالت ميادين هافانا تلهث خلفها، وحتى جيراننا الثورتين الإثيوبية والإريترية مازالت عصفورتاهما تشقشقان وقد حلتا على فنن!!
    > حزين يوم الإنقاذ لا بواكي له ولا زغاريد فيه، مثل رهو السحاب مر، كما تمر الأطياف والخواطر والأحلام والأسحار، متعجلة الخطى سريعة المشي، وممشى التاريخ العريض يخلو من صفير ونفير وأهازيج وأغنيات، كأن تلك الأحلام لم تولد بعد، ويا لها من مفارقة تلك القصيدة لمحمود درويش:
    يقول مسافر في الباص
    لا شيء يعجبني
    لا الراديو ولا صحف الصباح
    ولا القلاع على التلال
    أريدُ أن أبكي
    يقول السائق:
    انتظر لحظة الوصول إلى المحطة
    وابك وحدك ما أستطعت
    تقول سيدة:
    أنا أيضاً لا شيء يعجبني
    دللت ابني على قبري
    فأعجبه ونام ولم يودعني
    يقول الجامعي:
    ولا أنا لا شيء يعجبني
    درست الأركويولوجيا
    دون أن أجد الهوية في الحجارة
    هل أنا حقاً أنا..؟!
    يقول جنديٌ:
    أنا أيضاً أنا لا شيء يعجبني
    أُحاصر دائماً شبحاً يُحاصرُني
    يقول السائق العصبي:
    ها نحن اقتربنا من محطتنا الأخيرة
    فاستعدوا للنزول
    فيصرخون:
    نريد ما بعد المحطة فانطلق
    أما أنا فأقول:
    انزلني هنا
    أنا مثلهم لا شيء يعجبني
    لكني تعبت من السفر!!



    alintibaha























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de