يحاول النظام جاهدا اللحاق بركب العولمة دون التهيئة الجادة لها.. لا هم لكوادره المتنفذة سوى اصطياد الفرص للثراء من أي باب خشب أو أي باب اليكتروني يدخل الثراء إليهم.. و لا هم لكوادره الوسطى سوى ( الخم ) و الارتشاء... و ليس لكوادره الدنيا هم سوى لعب دور الوسيط بين الراشي و المرتشي.. و لعب الورق أثناء ساعات العمل.. و خلط الجد بالهزل.. و يتشابى النظام إلى خلق حكومة اليكترونية.. و ( زيرو كاش).. و في هاتف كل مواطن (( قروشي في موبايلي )) .. و كأننا تجاوزنا مراحل انقطاع تيار الكهرباء.. و طش الشبكات العنكبوتية.. و كأن الأمية قد غادرت السودان بلا عودة.. .. و كأن النظام أخذ موقعه بين أنظمةالدول الراشدة التي تبذل جهدها الجهيد لرفاهية شعوبها.. لكننا لا نزال: ( نحن يانا نحن.. يانا نحن.. يانا نحن! ).. في جمهورية ( بشيرستان)؛ ما جعل التقانة مصدر عذاب لكثير من العاملين و غير العاملين.. و قد عانت إحدى العاملات معاناة مريرة مع الصراف الآلي.. ذهبت لصرف راتبها قبل عيد الفطر.. و لم يخرج الراتب.. أعادت الكرة مرات.. و لم تصرفه حتى اليوم ٢٨/٦/٢٠١٨.. و في آخر محاولاتها أخرج لها الصراف الآلي مبلغ ١٥٠ جنيها باعتبار أنها سبق و صرفت راتبها ناقصا ١٥٠ جنيها..! قال مدير المصرف للعاملة التي ذهبت تشكو إليه أن هذا الأمر ( يحدث) لبعض الزبائن و يتم علاجه.. و أعطاها رقم الهاتف ٢٨٢٨ وطيب خاطرها بزعم أن كل شيئ سوف يكون عال العال! أتصلت بالرقم المذكور و كان في الجانب الآخر صوت مسجل لم تكن تعرف كيف تتعامل معه.. فاستعانت بي.. و ظللت مع الصوت المسجل إلى أن أتى أحد العاملين و وعد بإرسال رقم معين لتأخذه العاملة بعد ثلاثة أيام إلى مصرفها المعني بالأمر ..
و بعد زمن وجيز تسلمت العاملة رسالة باللغة الانجليزية جاء فيها: The No: of your dispute is ( و ذكر الرقم ). و العاملة لا تعرف من اللغة الانجليزية إلا القليل.. القليل.. و كم في السودان من لا يعرف من اللغة الانجليزية حتى القليل.. القليل؟!
أيها الناس ماذا يحدث في قطاع المصارف في السودان؟ لم يعد حر مالك الذي تودعه المصرف مالا حرا لك تطلبه متى شئت.. فقد صار المال مال الحكومة ( تمنحك) جزء منه إذا شاءت.. أو تحجبه عنك متى شاءت.. و قد يضيع منك و لا تتحصل عليه إلا بعد معاناة..
لقد فشلت المصارف السودانية في تحقيق الهدف من انشائها.. و دخلت في زمرة ( علي بابا و الأربعين حرامي) .. فابتعد عنها أصحاب المال و الأعمال و اتجهوا إلى الخزن الحديدية لحفظ أموالهم السائلة في بيوتهم.. و راجت تجارة الخزن و الاعلانات عنها.. حيث يتم الاعلان عن مواصفات خزن يتم فتحها بكلمة السر و أخرى تقاوم النيران الملتهبة لمدى ٢٤ ساعة.. و غير هذه و تلك من مواصفات لخزن يحتاجها أصحاب المال للابقاء على أموالهم تحت تصرفهم بعيدا عن تدخلات الحكومة و النظام المصرفي ( البلاع) للأموال.. لا شك في أن ( مفكري) نظام البشير قد سعوا _ و يسعون بسوء نية_ إلى القفز بالسودان إلى مصاف الدول المتقدمة.. و أخطأوا التقدير.. فوقعوا في شر أعمالهم.. و عادت البلاد إلى الخلف عقودا تكاد تفقر مصارفهم..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة