البرامج الانتخابية والوكز بالكوع بقلم د.أمل الكردفاني

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 03:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-22-2018, 11:24 AM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البرامج الانتخابية والوكز بالكوع بقلم د.أمل الكردفاني

    11:24 AM June, 22 2018

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر






    اعلن البعض من السياسيين بدء حملتهم للترشح في سباق الرئاسة 2020 ؛ وبغض النظر عن رفضي لهذا الاتجاه خصوصا على مستوى الاحزاب ، فإن هناك برامج انتخابية واعدة قد تم طرحها منذ الآن ، ويلاحظ ان السيد عادل عبد العاطي وهو مرشح مستقل كان شيوعيا ثم تحول الى الليبرالية ثم هاهو يطرح برنامجه ذو النزعة الاشتراكية اواللبرالية الاجتماعية على طاولة الانتخابات. وهو برنامج رغم ما يكتنفه في بعض الاحيان من مبالغات الا انه ايضا ينبئ عن نزعة للعمل المؤسسي في بناء الدولة. وهو برنامج طموح اتمنى ان يسلط عليه الاعلاميون الضوء رغم شكي في بيئة الاعلام السوداني الذي تسيطر عليها الشللية والاقصاء.
    رغم ذلك فأنا ارفض المشاركة في انتخابات معروفة النتائج سلفا ، ليس فقط لأنها مسرحية بائسة وهزلية ومكشوفة ومكررة ومعادة من النظام ولكن لأنها من ناحية معنوية تقر بقاء النظام حتى ذلك الوقت ، فهذه الانتخابات كغيرها لن تستطيع منح النظام شرعية شعبية والشعب كله يتضور جوعا الا حفنة من انصار النظام .
    هذه البرامج الانتخابية طموحة جدا ولكنها برامج أيضا تتجاهل حقيقة جوهرية ؛ وهي أنها برامج تصلح للتطبيق في دولة طبيعية ، أما السودان نفسه فهو دولة لم تهنأ بالحياة الطبيعية ابدا منذ الاستقلال وحتى اليوم . هناك قضايا صارت فيروس يأكل مناعة الدولة ، ويقضي على كل نمو للخلايا الحية ، هذا الفيروس يتمثل في الطبيعة النفسية للشخصيات التي تتحكم في العمل السياسي والمسلح ، وهذه الشخصيات لم تقبل أبدا بحد ادنى من التشارك للخروج بالدولة من عنق الزجاجة ، ففي ظل الدموقراطيات كانت تمارس حربا شعواء على كل نبت حسن ، مستهدفة اي محاولات لترقية الاداء السياسي والاداري ونشر الوعي بالدموقراطية والتعايش السلمي . لا يمكننا ان نتجاهل كيف كانت مطالب الجنوبيين بسيطة عقب الاستقلال ، وكيف ان النخبة المسيطرة تجاهلت حتى حضور الاجتماع المقرر لرسم موقف الدولة من الجنوب ، ولا يمكننا ان نتجاهل ان السيد الصادق المهدي وفي وثيقة أتذكر ان الزميل السر الشيخ عرضها علينا كان اول من اعتبر حركات التمرد الجنوبية حركات ارهابية هذا قبل حتى ان يستخدم الغرب هذا المصطلح المطاط كمبرر لصراع الحضارات ، ولا ننسى موقف النظام الحالي والذي شكلته نخبة الحركة الاسلامية من الجنوبيين حين اعتبرتهم كفارا واعداء للاسلام يجب اعلان الجهاد ضدهم ، ثم لا ننسى موقف النظام بعد المفاصلة حين عمد الى اشعال التفرقة العنصرية عبر وسائله الاعلامية واعتبر الجنوبيين عنصرا شاذا لا ينتمي الى الشمال (فليذهبوا بعرقهم اي رائحتهم النتنة وعرقيهم اي الخمر) . هذه فقط اشكالية الجنوب التي كان يمكن حلها منذ الاستقلال بجرة قلم ، فما بالنا بمشاكل أخرى لا زالت القوى السياسية حتى الآن لا تتجرأ لتقضي برأيها فيها كمشكلة دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان ، وقضايا التمييز العنصري وحقوق الانسان وعلاقة الدين بالدولة ، والعديد من الايدولوجيات التي تستخدم كسلاح للصراع حول السلطة والثروة.
    نعم برامج المرشحين جميلة وربما رائعة ، لكن هذه البرامج لا يمكننا الجزم بأنها قابلة للتطبيق مهما كانت تتمتع بالشفافية والعلمية ، لأن الاشكالية لا تكمن في انعدام البرامج إنما تكمن في الطبيعة النفسية للنخب السياسية والتي لن تسمح أبدا بسطوع نجم لشخصية كمهاتير محمد او غاندي او مانديلا او دينج...الخ في السودان .
    في عام 2010 ذهبت مجموعة من المستنيرين الشباب للقاء ياسر عرمان حينما كان في الخرطوم مشاركا في السلطة ، امتنع ياسر عرمان حتى عن الخروج اليهم لالقاء السلام ، عرمان كباقي الرموز السياسية يخشى من عملية ما أسماه الزميل علم الهدى (الوكز بالكوع) ، وكان ذلك حال جميع السياسيين ، لقد انشق العديد من الاشخاص النبيهين من حزب الأمة حينما وجدوا ان السيد الصادق المهدي يعمد الى تجاهلهم ويركز كل الاضواء حوله وحول ابنائه . قامات من المثقفين والعلماء اضطروا للانشقاق عن الصادق المهدي والانضمام لركب المؤتمر الوطني بحثا عن دور سياسي لهم كان يتم اجهاضه بشكل مستمر وهم داخل حزب الأم ومن اهم من فهموا خوف الامام من (الوكز بالكوع) ، كان السيد وزير العدل الأسبق محمد علي المرضي وهو من كبار المحامين والقلة من الذين تم تسجيل اسمائهم من قبل قضاة المحكمة العليا في الاحكام القضائية. نفس الحال في البيت الميرغناني. ثم المؤتمر الوطني نفسه ، فكل من تم قمع طموحاتهم السياسية الشخصية انشقوا عن هذه البيوتات المغلقة على شخصيات محددة بعينها. فلا يوجد شخص ينضم الى حزب سياسي ليكون مجرد خادم للقوم فيه والا كان مغفلا نافعا كما يقول الشيوعيون. فالطموحات السياسية والتقدم الى الأمام امر مشروع ، وكل من يعتقد في نفسه الكفاءة له الحق في ان يحصل -عبر حزبه السياسي هذا- على فرصة الظهور لكن هذه النخب كانت تقمع كل من تسول له نفسه محاولة مد قدمه داخل الدائرة. وسياسة الاقصاء هذه انتقلت الى الحركات المسلحة كلها ، والخوف من الوكز بالكوع ظل مسيطرا على جميع السياسيين وحملة السلاح. بل ان الخوف من الوكز بالكوع متأصل في الشخصية السودانية حتى على مستوى المدراء والموظفين في القطاعين العام والخاص ، ولذلك قد يرفض مسؤول ما تعيين شخص في مركز ما اذا كان هذا الأخير مؤهلا أكثر من المسؤول ، ففي الكثير من الأحيان يتم تعيين منعدمي الكفاءة في مناصب اكبر من امكانياتهم فقط خوفا من الوكز بالكوع. وهكذا تضييع فرص حقيقية على الدولة كان بامكان اقتناصها تطويرها اقتصاديا واداريا وقانونيا على نحو مذهل.
    كما قلت كثيرا إن السودان هو الدولة التي ليس بها اي مشاكل سوى انسانها فهو المشكلة الكبرى فيها. فالسودان دولة ثرية وغنية وواسعة ، لكن أفق الانسان السوداني ضيق جدا ، ولا أدري لماذا؟ ولا اعرف لماذا يركز السياسيون على انفسهم تحت الأضواء متجاهلين الصلحة القومية العليا. ولا أدري لماذا يتبنى الجميع سياسة الهدم بدلا عن سياسة البناء . لكل هذا ولغيره فإن برامج المرشحين الانتخابية الطموحة لن تجد اي اهتمام لا من الاعلام السوداني ولا من السياسيين ولا حتى من جماهير الشعب بحيث تكون دافعا لرسم علامة صاح على دائرة ورقة الاقتراع لمصلحة مرشح ما . فالانتخاب هنا يتم بناء على معايير اخرى مختلفة تماما... اما معايير دينية ، او معايير فئوية او معايير مصالح شخصية او حفاظا على نفوذ سياسي وسلطوي ما.
    فلا تتعبوا أنفسكم.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de