العيد أيام زمان في مدينة المجلد . . ! بقلم الطيب الزين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-22-2018, 11:18 AM

الطيب الزين
<aالطيب الزين
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العيد أيام زمان في مدينة المجلد . . ! بقلم الطيب الزين

    11:18 AM June, 22 2018

    سودانيز اون لاين
    الطيب الزين-السويد
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بهذه الحروف أتوسل الذاكرة، عسى ان تسعفني ببعض الذكريات عن أيام زمان،
    أيام الطفولة، تحديداً في مدينة المجلد، على إمتداد ديار المسيرية، حيث التلاقي والتعايش بين كل مكوناتها بكل عفوية وصفاء سريرة.
    أستطيع أن أقول: بكل ثقة وإطمنئان أن رحابة صدر أهلها، وعفويتهم تصلح ان تكون نموذجاً للتعايش بين كل أبناء الشعب السوداني، الحياة كانت قائمة على البرءاة والبساطة والصدق والأمانة والكرم والنخوة وعزة النفس والشجاعة والبسالة والفروسية، والبشاشة التي تجعل من يعيش فيها لن ينساها أبداً . إنها دينقا أم الديار ، لذلك يقولون عنها أهلنا العرب العطاوة :
    "العين ما شافتها عميانة، والأضان ما سمعت بيها طرشانة"
    كما تشهد الطبيعة أن لها نكهة خاصة في كل المواسم ، بخاصة موسم فصل الخريف، الذي يخفف عنها وطأة العطش، ويجعلها ترتدي ثوب الخضرة والاخضرار ، وترتسم على أفقها لوحة جميلة، تتشكل من أشعة الشمس وهي تلملم اطرافها معلنة الرحيل في كل مساء، وهي تودع المدينة وسكانها محاطة بالسحب المحملة بالمطر.
    في أحيان كثيرة كنا نَسمع أصوات الرعد ونرى مناظر البرق، هكذا كنا نستمتع برؤية هذه اللوحة الجميلة في نهايات كل صيف وبدايات ونهايات كل خريف، حينما تهب رياح الردت، معلنة اقتراب موسم الحصاد وازدهار الافراح، فوق العتامير وضفاف الرهود والبواط وسباق الخيل في وسط المدينة.
    في العيد أيام زمان، كانت مدينة المجلد تكتسي بحلة مزدانة بالألق والجمال، رغم أن اغلب بيوتها كانت مبنية من الغش والجالوص وفي كل حوش تتوسطه راكوبة كبيرة للقاء الأسر والجيران ، لشراب الشاي والقهوة ، لا فرق كبير بين أحيائها، بدءاً من حي النظار، الذي كان يسكنه الراحل الكبير النظار بابو نمر، الذي كان بيته بمثابة قاعة مفتوحة لعمد وشيوخ القبائِل، ليس للقبائل العربيّة فحسب، بل كان بيتاً لكل أهل المدينة، بخاصة أهلنا الدينكا، والنظار دينق مجوك وأسرته، هناك يجتمعون الناس، كما يجتمعون تحت الأشجار الكبيرة الظليلة للتفاكر وتبادل الاّراء، وحل المشاكل، حي النظار يقع في الجزء الشمالي من سوق المجلد المسمى، ب "سوق فجق تني" أي وطئت قدمي، من شدة زحمته، وإكتظاظه بالناس في يوم الخميس، خاصة وقت الخريف، وقتها تكون الظعائن قد حطت رحالها عند أطراف المدينة من كل جهاتها الأربع، عندها تصبح المدينة اكثر جمالاً وبهاءاً وتدب فيها الحياة بوتيرة أسرع ، ترى النساء والرجال والأطفال وهم على ظهور البهائيم من حمير وثيران وخيول والبعض يمشون على الأقدام ، بالذات الشباب ، وأمامهم بهائيهم التي يجلبونها لبيعها في سوق البهائيم يوم الخميس، هذا المنظر، تراه في الصباح، وفي المساء حينما يغادرون المدينة ودوابهم محملة بحاجياتهم من السكر والشاي، والزيت والتمور والعطور وكل مايحتاجونه من زاد ، انها لوحة جميلة مازالت ترتسم في الذّاكرة.
    انها لوحة تعكس مفردات حياة المدينة واهل البادية بكل تفاصيلها المرهقة من جراء حياة التنقل والترحال بحثاً عن الماء والكلأ .
    في ذلك الزمان هناك مخبزاً أو مخبزين، في وسط المدينة، يتقاطرن اليه النساء من كل الأحياء قبل حلول العيد، بيوم او يومين ورؤوسهن محملة بصواني الخبيز، والأطفال يجيبون السوق مع آبائهم لشراء أحذية وملابس العيد، التي لا تتجاوز الشباطة والمراكيب، والملابس اغلبها جلابيب مخيطة من قماش الدمورية والدبلان. رغم بساطة الحياة في ذلك الوقت، الا انه كان للعيد طعماً ومذاقاً خاصاً، أيام زمان.
    العيد ايام زمان كان مناسبة للفرح والتلاقي والتواصل بين الناس، وتصفية النفوس وتنقيتها وتجديدها، كان العيد فرحاً كله. كانت فرحته مطرزة بالبساطة والعفوية وصدق المشاعر، والبراءة، كنا ندخل اغلب بيوت المدينة بلا إستئذان، للحصول على نصيبنا من النقود، أي " العيدية" والخبائز والحلويات.
    كنا نعانق آبائنا وأمهاتنا وخالاتنا وعماتنا وحبوباتنا وأجدادنا وكل الاهل والجيران، كنا نجري في طرقات المدينة بكل براءة، بلا تكلف، أو إصطناع للفرح، بلا زيف أو رياء. كنا هكذا نفرح بالعيد.
    فرحنا أيام زمان رغم بساطته، حتماً ليس كفرح أهل هذا الزمان.
    يومئذ. . كانت بلادنا عامرة، وحياتنا رخية، وعملتنا قوية. كنا نطير من الفرح حينما نحصل على خمسة او عشرة قروش، لانها كانت تكفل لنا أجرة العجلة وشراء البلي.
    لم نكن نفكر في ماذا نأكل وماذا نشرب، وكيف ننام، كل شيء متوفر ورخيص. يومئذ كانت النفوس عامرة بالحب، والعقول نقية من الأثرة وحب المال.
    كنا نفرح بالعيد في مدينتنا، مدينة المجلد كما يفرح كل الأطفال في بقية مدن السودان الأخرى ، لكننا كنا في المجلد نحس بالعيد والحياة ان لهما طعماً خاصاً، لا أدري، لماذا . . ؟ ربما لأن مدينتنا، كانت تشكل شريان الحياة الرابط بين الشمال والجنوب.
    كما أنها شهدت الوقائع الأولى في منتصف السبعينيات يوم تم إعلان إكتشاف البترول في السودان، ومنذ يومها تعرفت المجلد على كل العالم من خلال شركات البترول التي جلبت العاملين في حقول البترول من بقاع العالم ، وعرفتها شركات شيفرون وباركر وغيرها من الشركات الامريكية والاوروبية بحيرة غنية بالنفط، في تلك الايام كنا اطفالاً لم نكن نعلم أو نعرف ان هناك بيننا ثمة أشخاص أشرار مسكونون بالحقد والكراهية، وسياتي يوماً ويسرقون خيراتنا ويصادرون حرياتنا ويقطعون شريان الحياة الرابط بين الشمال والجنوب . . !
    كنا تلاميذاً، كنا أطفالاً أبرياء نغني ونردد في فصول مدارس المجلد، الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية ومدرسة البندر، ومدرسة البنات الواقعة في وسط المدينة، كما يردد التلاميذ في كل مدارس السودان ، قصيدة: صديقنا منقو . . التي مطلعها،
    أنت سوداني، وسوداني أنا
    ضمنا الوادي فمن يفصلنا. . ؟
    نحن روحان حللنا بدنا
    منقو قل لا عاش من يفصلنا
    ها هو النيل الذي أرضعنا
    وسقى الوادي بكاسات المنى
    فسعدنا ونعمنا ههنا
    وجعلنا الحب عهدا بيننا
    أيها السودان دم أنت لنا
    أيها السودان دم أنت لنا
    واسقينا من نيلك العذب اسقينا
    وأبعث العزة في أشبالنا
    وأحفظ الشيب كراما بيننا
    يتغنون بأنغام المنى
    سوف نحمي دائماً سوداننا
    ونزيح السدر عن هذا الضنى
    ونغني بعد ذا من لحننا
    ليس يرضى الحر يوماً بالضنى
    أيها السودان دم أنت لنا
    أيها السودان دم أنت لنا.
    التحية لشاعر هذه القصيدة عبد اللطيف عبدالرحمن. الذي كتب هذه القصيدة حينما كان الوطن واعداً بالآمال والأحلام، ومتطلعاً ومشرئباً للمستقبل بكل عنفوان.
    كان الوطن أقل خراباً، لذلك كان العيد فرحاً كان تجديدًا وتجددا حضوراً ومشاركة، وليس أحزانا وأكفاناً ودموعاً وهموماً، كما هو اليوم. . ! إنني حينما أكتب عن العيد أيام زمان في مدينة المجلد، لا أنعي العيد، فهو مناسبة سامية في كل الاحوال ، لكن أنعي الوضع السياسي القائم الذي خذل أحلامنا وأحلام شاعرنا عبد اللطيف عبد الرحمن الذي تغنى للوطن ووحدته، كما أنعي الظروف والأحوال العامة التي أفقدت العيد طعمه ومعناه . . !
    الطيب الزين























                  

06-22-2018, 11:13 PM

إسحاق بله الأمين
<aإسحاق بله الأمين
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 1371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العيد أيام زمان في مدينة المجلد . . ! بقلم ا (Re: الطيب الزين)

    السلام عليكم ورحمة الله وكل عام وأنت بخير أخي الطيب الزين.
    موضوع جميل كجمال العيد ويهجته. كانت الدنيا كما ذكرت بسيطة والناس قانعون ومقتنعون بحياتهم وبما حباهم الله من خيرات. لم تكن الحياة مكلفة ولا مقلقة ولا صعبة، وكان شعارها البساطة والقناعة والرضا. كانت النفوس طيبة، لا حسد ولا غل ولا أحقاد. كنا صغارا نحسب للعيد السعيد، ولا ننام ليلته ، وكانت ملابس العيد الجديدة، والتي كانت لا تعدو جلبابا أو عراقيا وحذاء ( شدّة، شبط ، أو جزمة) ، وكان القماش من إنتاج مزارعنا وبلدنا دمورية أو دبلان. كنا نتسابق لمباركة العيد بعد صلاة العيد، وكنا نبدأ زيارة البيوت التي يكون أصحابها عرسان، لأنها تكون عامرة بالحلوى والكيك والكعك والشربات. وكنا نزور رواد "الإنداية "، وكانوا كرماء جدا، وكانو يفرحون بزيارتنا ، فيكرمونا باعطائنا النقود (القرش والقرشين والشلن والريال)، وكنا نفرح بعيديتهم، التي كنا نستخدمها في تأجير العجلات ولعب ( الظهر والبريمة وشراء الكرتلات). أما العيد في زماننا هذا، فقد طعمه ونكهته، فلم تعد النفوس كما كانت مليانة طيبة ومحنة وحنية، وانتشر الجفاء، حتي العيد الذي كان فرصة لدخول أي بيت في القرية، لم يعد كما كان أيام زمان ، وصارت البيوت تشكو قلة المعايدين.. لا شك أن للوضع الاقتصادي المتدهور، والغلاء الفاحش ، وتردي الأحوال المعيشية بوجه عام، سبب في ذلك، وعملت كل هذه الأسباب مجتمعة، على سلب الناس فرحة العيد، ومصادرة بهجتهم وابتهاجهم.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de