.. كندا حسم مكتب السيد الصادق المهدي من مقر اقامته في العاصمة المصرية الاخبار التي ترددت عن استقبال سيادته لوفد من التنظيم السياسي الحاكم بالخرطوم ومايسمي بالمؤتمر الوطني بتاكيد سيادته علي استقبال الوفد وتوج الامر بصدور بيان مهور بتوقيعة تداولته العديد من الاوساط السودانية اكد فيه المهدي اتفاق حزب الامة مع ممثلي النظام السوداني علي ما وصفه بتهيئة المناخ والالتزام بخارطة طريق وموجهات الوساطة الافريقية . اشار بيان مكتب الصادق المهدي الي اللقاء الذي تم بينه وبين الفريق الهادي عبد الله مندوب المؤتمر الوطني واحد العسكريين المعروفين الذين ارتبط اسمهم بنظام الانقاذ منذ ايامه الاولي وتسلم منه دعوة للمشاركة في استكمال مسيرة السلام . ويتلاحظ ان صيغة البيان الصادر عن مكتب الصادق المهدي في هذا الصدد تجاهلت الظرف السياسي الراهن في البلاد والازمة الاقتصادية وتداعيتها الكارثية المستمرة الي جانب عدم التوفيق في توقيت اللقاء مع الوفد الحكومي في الوقت الذي تعيش فيه البلاد ذكري شهداء رمضان من ضباط الجيش السوداني الذين تصدوا في فترة مبكرة لمخطط جماعة الاخوان تفكيك مؤسسات الدولة القومية واقامة نظام عقائدي متسلط علي الطريقة الخمينية يسدد ثمنها الشعب السوداني حتي هذه اللحظة. الصادق المهدي واخر رئيس وزراء سوداني منتخب لم يشارك في النظام القائم في السودان علي اي مستوي ومع ذلك تعتبر الطريقة التي يتعامل بها مع النظام مثيرة للجدل والشقاق في الكثير من الاحيان في بلد توجد فيها معارضة حد ادني تفتقر الي المؤسسية والتحليل السليم للازمة السياسية المحكمة والمزمنة التي اصبحت تمثل تهديدا مباشرا للمتبقي من كيان الدولة السودانية الي جانب انه معارض يتميز بالانتشار الاعلامي الواسع بصورة شبه يومية وينشط علي مدار الثانية في مهاجمة النظام القائم في الخرطوم. لايزال من المبكر رصد ردود افعال بعض الكيانات والقوي السياسية السودانية علي لقاء الصادق المهدي وممثلي النظام السوداني وان كان الامر في مجملة سيكون عديم التاثير علي المشهد السوداني الذي يتجه عمليا الي مصير مجهول تحف به المخاطر من كل الانحاء ويحتاج الامر معجزة وصيغة عقلانية تستوعب كل النواقص وعجز النظام الحاكم التام عن ادارة البلاد وفشل الموجود من القوي السياسية في تقديم تصور مقنع لحكم وادارة السودان بعد سقوط النظام والتعامل مع التراكم والتعقيد المحيط بالقضايا والملفات ذات الصلة بالامن والعدالة والاقتصاد. Sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة