ذا كان المجتمع الدولي والضمير الإنساني العالمي يحتفل في العشرين من شهر حزيران/ يونيو من كل عام، بذِكرى ما بات يُعرف بـ"يوم اللاجئ العالمي"، فإن مطالعةَ الأرقام الخطيرة التي يجري ذِكرها في سياق الاحتفالات التي تقيمها (المفوضية السامية لشؤون اللاجئين) - تجعل من الحدثِ "الاحتفالي" الذي تُخصص له الأموالُ الطائلة للاحتفال والتعريف به، حدثًا "مأساويًّا" بكل معنى الكلمة، في ظل الارتفاع المطرد في أعداد اللاجئين.
والغريب أن كلمة "لاجئ" التي خُصصتْ لها منظمةٌ مستقلة بذاتها، لا تشمل في تعريف الأمم المتحدة كثيرًا من أصناف المشردين بسبب الحروب، أو المجاعات والفقر، أو حتى الأسباب السياسية، كما لا تشمل أولئك الذين تشرَّدوا داخل أوطانهم، ولم يستطيعوا الهرب من ظروف المعيشة الصعبة التي تفرضها الحروبُ والنزاعات الداخلية أحيانًا. الحال أن الأموال التي تضخها الدول الغربية، التي ساهمت بشكل أو بآخر في ارتفاع أرقام ومعدلات طلب اللجوء الإنساني - لن تنجح - بحال من الأحوال - في محْو العار الذي يكلل جباهَ المتسببين في شقاء الأبرياء من أبناء الإنسانية في منطقتنا وغيرها من مناطق العالم، ما لم تكفَّ تلك الدول التي تهرع وتتسابق إلى "التبرع" بجزء من احتياجات أولئك اللاجئين، عن العبث بأمن واستقرار الدول التي نزح عنها أهلُها تحت وطأة الافتقار إلى ملجأ أو مأمن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة