في يوم من الايام ساءت العلاقات بين الولايات المتحدة والهند لسبب ما ، لكن الخبث والدهاء الامريكي لايترك شيئا الا وقام بالمحاولة للنيل من العدو ، مهما كانت الطريقة سواء كانت اخلاقية او غير اخلاقية . لكن اليوم تحولت المعادلة حيث أصبح اغنى اغنياء امريكا من الهنود ، وكبار الرؤساء التنفيذيين للشركات الامريكية من الهنود ، وكل مرشح امريكي للرئاسة يخطب ود الهند والهنود حتى يحصل على الدعم المالي لحملته.
ونحن مع جيرننا دائما كلما ساءت العلاقة بيننا يشتمونا بالبوابين والخدامات ، وغيرها من العبارات التي يظنون انها شتيمة التي هي ليست بشتيمة ، لأن العمل الشريف عمره ما كان شتيمة ، وكل عمل يقوم به الانسان مهما قل شأنه الا انه مهم ومهم جدا ، اذكر اننا كنا في صحيفة الايام قبل دخول الكمبيوتر كان يتم صف الحروف بواسطة الرصاص ، وهذا العمل يتطلب صهر الرصاص من الصباح الباكر قبل بداية الدوام بثلاث او اربع ساعات ، وفتح سكينة الكهرباء يقوم به حارس المناوبة الليلية ، واذا حدث ونسي هذا العامل في اليوم الثاني العمل يتعطل من الثامنة صباحا حتى قريب منتصف النهار . لذلك يجب الا نقل من قدر اي شخص في المجتمع.
حتى الاغنياء من نوع بيل جيتس او غيره فهم يحتاجون لعامل النظافة والطباخ والمكوجي والسباك والحداد وغيره حتى يستطيعون تناول وجباتهم في الموعد ، ويلبسون ملابسهم نظيفة ومرتبة ، ويكون القصر الذي يقيمون فيه نظيفا ومرتبا والاضاءة على احسن حال وشبكة المياه تعمل بالصورة المطلوبة . حيث أنه لو انقطعت الكهرباء ربما انقلب هذا القصر إلى جحيم . تخيل اذا انفجرت المجاري كيف يكون الوضع.
لو اتى مثل هذا العمل من شاب نقول هذا متهور ولايعي ماذا يترتب من عمل من خلال التقليل من قدر الناس ، لكن سمير غانم الذي اصبح قريبا من عمر التسعين ، يأتي بمثل هذا العمل الهزيل ، والله عيب وعيب كبير. وسيفقد الكثير من مكانته بين جمهوره في شتى انحاء العالم العربي. لأن العمل الشريف لم يكن مذمة في يوم من الايام . اما الاعمال غير الشريفة هي التي يمكن أن يذم صاحبها مثل تجارة المخدرات والمحرمات والتهريب والدعارة والسرقة والغش والنصب والاحتيال الخ ...
ونحن في الشهر الكريم لسنا بصدد شتيمة أحد ، ما علينا الا ان نقوم اللهم إني صائم.
ويعلم سمير غانم اكثر مني واكثر من اي شخص آخر إن اي عمل ينشر أو يذاع في وسائل الاعلام المختلفة يتعرض للتقييم من كل شخص يشاهده سواء عبّر عن رأيه ام لم يعبّر ، وأذكر مباراة الجزائر ومصر الشهيرة التي اقيمت في استاد المريخ ، فازت فيها الجزائر وخسرت فيها مصر ، وهذه طبيعة الرياضة هناك فائز وهناك خاسر، على الرغم من ضيق الوقت تصرفت السلطات السودانية بكل شفافية وتجاوزت الكثير من القوانين واللوائح حتى تخرج المباراة بالصورة المطلوبة . الا أن بعض الممثلين والفنانين المغمورين مثل هالة صدقي واحمد ادم ومحمد فؤاد ظهروا في اجهزة الاعلام وقالوا كلاما غير منضبط عنا السودان والسودانيين ، ومن يومها لم اشاهد اي عمل لهؤلاء الثلاثة وغيري الكثيرين ممن قاطعوا اعلامهم على قلتها وتفاهتها.
لماذا لا نرفض العنصرية الداخلية اولا ولماذا نعتبر ان تقليد لهجات بعض القبائل والتندر بهم لدينا هو نوع من الفكاهة اما تقليد لهجاتنا والتندر بنا هو نوع التحقير وقلة الادب ومرفوض ؟ ما الفرق بين ما فعله الكويتيون والمصريون بما تفعله ما يسمى بالفرق الكوميدية عندنا ؟ لا فرق فلماذا ارتضيتم هذا ورفضتم ذاك ؟ لماذا حين يتم تسميتنا بالبوابين والسفرجية نتميز غيظا وتثور كرامتنا في حين اننا ننعت اخوة لنا بالوطن بالمكوجية والغسالين والحدادين بل وبلفظ نتن جدا وهو العبيد والخدم ؟في الشارع على مواقع التواصل الاجتماعي بل وعلى هذا المنبر ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة