لماذا لن تنجح في الانتخابات... بقلم د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 07:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-01-2018, 03:08 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2506

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذا لن تنجح في الانتخابات... بقلم د.أمل الكردفاني

    03:08 PM June, 01 2018

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر







    احد الاصدقاء اخبرني اكثر من مرة عن عزمه على ترشيح نفسه في الانتخابات ، وهو ساخط على النظام وباعتباره مهندسا فقد هندس برنامجا انتخابيا لا بأس به. قال بأنه سيستخدم وسائل الميديا المختلفة على الانترنت... فسألته سؤالا واحدا: هل تعرف عادل عبد العاطي؟ ... أجابني: لا ... اخبرته بان عادل له سنتان وهو يقوم بعمل دعاية على الميديا بل والصحف ولديه برنامج انتخابي ممتاز ، ومع ذلك فأنت لم تسمع به... فكيف سيكون حالك وانت لم تبدأ بعد.
    الانتخابات في العالم كله وليس السودان فقط ليست مسألة سهلة. انها في الواقع عملية تواصلية في المقام الأول. قبل ان تضع برنامجا بل وحتى ان لم يكن لديك برنامج فعليك ان تعرف قدراتك الاعلامية جيدا. لو كانت الشعوب عموما تتسقط اخبار المرشحين وبرامجهم من تلقاء نفسها لكانت العملية الدموقراطية ذات انتاج كثيف جدا. لكن الديموقراطية تعتمد على ملابسات كثيرة ؛ منها مثلا الجانب النفسي لدى المواطن... فالمواطن عموما لا يميل للتقصي بل ولا يميل للاهتمام بالمرشحين بل يعتمد على ما يتم طرحه له في وسائل الاعلام. فلنأخذ مثلا الانتخابات الامريكية.. كان هناك حوالي ستة مرشحين مع هيلاري وترامب ؛ مع ذلك لا احد يعرف اسماءهم. رغم ان من يرغب في ذلك يستطيع وبضغة زر ضوئي على هاتفه ان يكتشف ان من بين المرشحين علماء واصحاب برامج اقتصادية وسياسية قوية جدا. لو كان الحافز النفسي للتقصي متوفرا لما تم انتخاب ترامب.. هناك مسألة نفسية مهمة جدا وهي ان اغلب المواطنين لا يؤمنون اساسا بنزاهة اي انتخابات ويعتقدون في قرارة انفسهم ان هناك مؤامرة كبرى. وهذا ليس هلوسة وخيالات بل له اساس من الحقيقة. فعلى سبيل المثال ؛ قام الاعلام الامريكي بشن هجوم اخلاقي حاد على ترامب ، وفيما يبدو ان هذا ضد حملة ترامب لكنه في الواقع كان عبارة عن خدمة مجانية لترامب... فقد ادى هذا الهجوم الى ارتفاع نسبة بحث المواطنين الامريكين عن هذا المرشح في قوقل. كان الاعلام -الذي يبدو ظاهريا ضد ترامب- يقول للامريكيين ان هناك مرشحا مختلفا عن كل المرشحين السابقين...؛ هكذا صار ترامب محط الانظار ومن ثم تلقفته اللوبيهات المختلفة ؛ اجرى ترامب بعدها لقاءات حاسمة مع اللوبي الصهيوني ووعدهم بنقل السفارة الى القدس. وهكذا خطا ترامب خطوة حاسمة نحو الفوز. المتعصبين واصحاب النزعات القومية والراديكاليين الايدولوجيين رأوا في ترامب أملا لتغيير سيناريو السياسة الامريكية تلذي صار مكررا ومملا. اصبح الاعلام السلبي اعلاما ايجابيا في الواقع من حيث النتائج.اذا فالعامل النفسي مهم جدا... فشعب كالشعب السوداني هو اساسا ليس لديه حافز التقصي مع شعور نفسي عميق بهزلية وصورية الانتخابات. طبعا هنا يجب ان لا نهمل ايضا عاملا آخر وهو الخصائص النفسية للمجتمع. كالحسد مثلا ؛ والحسد المتفشي عندنا يعيق اي برنامج انتخابي جيد من ان يصل الى اكبر عدد من المواطنين ؛ ليس فقط بالامتناع المتعمد عن تداول برامج المرشحين حتى لا يؤدي التداول الى تحفيز المواطنين للبحث ، بل ايضا عبر عملية التبخيس والتقليل من شأن المرشح واغتياله معنويا وادبيا وتصويره كمهرج ، هذا الاستخفاف الناتج عن الحسد ؛ يوهن من عزيمة المواطن للبحث والتقصي عن المرشح وعن برنامجه الانتخابي. عوامل اخرى ايضا تتعلق بشخصية المواطن السوداني ؛ وهي شخصية ضعيفة الانفعال بالقضايا الهامة. دعنا مثلا نناقش العديد من القضايا التي كان بامكانها ان تكون سببا لاسقاط اي نظام لو كان هذا النظام مسيطرا على شعب آخر ؛ مثل قضايا الفساد ، مثل قضايا انتهاكات حقوق الانسان ، مثل المحاكمات غير العادلة والعقوبات الترويعية للفقراء ، مثل تحلل المسؤولين الفاسدين من فسادهم وافلاتهم من المحاكمة والعقاب. مثل ان يتم تعيين نائب لرئيس الجمهورية وهو محكوم عليه بالاعدام. مثل قيام وزير عدل باخراج متهم بالفساد من الحبس بدون مراعاة للضوابط القانونية ، مثل قيام نافذة باخراج ابنها المقبوض عليه في جريمة حيازة مخدرات بدون مراعاة لشروط الافراج. مثل قتل ملايين المدنيين بالقصف ، او اغتيال متظاهرين سلميين...الخ.. فشخصية المواطن السوداني عموما ليست شخصية انفعالية ولا حتى تفاعلية الا في نطاق ضيق جدا حيث يضمن المواطن عدم احداث انفعالاته هذه اي تأثير ضار على مصالحه فهو دائما في النطاق الآمن save zone . فوق هذا يجب ايضا ان نبحث عن العامل الابستمولوجي للمواطن السوداني ؛ وهو عامل مهم ينطرح بقوة ليقوض اي محاولات لجذبه نحو العقلانية. وهذا العامل هو ما جعل من اسر معينة ، مسيطرة تماما على المشهد السياسي في العهود الدموقراطية بل وحتى ما قبل الاستقلال . لاحظ مثلا انه وعند اعلان الاستقلال كانت هناك ثلاث دوائر اقتصادية ضخمة تحتكر المال والسلطة والولاء الجماهيري عبر الدين ، (أي دائرة المهدي ، دائرة الهندي ، دائرة الميرغني). وعلى حواف هذه الدوائر تلتف دوائر صغيرة أخرى ذات حظوة روحية لدى الشعب كرجال وشيوخ واقطاب الطرق الصوفية. هذه الدوائر الثلاثة تعاونت كثيرا ضد اي انظمة عسكرية تحاول تقويض نفوذها ، وذلك عبر استخدام سلاح الدموقراطية ، تلك الدموقراطية المحصورة في هذه البيوتات وقليل من الكائنات العوالقية التي تحاول الالتصاق بآيدولوجيات مستوردة وطوباوية كالاخوان المسلمين والشيوعيين والبعثيين ..الخ. اذن فهي ليست دموقراطية تستند الى الوعي العام بقدر ما تستند الى الجهل العام. والجهل العام هو في الحقيقة بيئتها المثالية. حتى الآن لازال للجهل العام دوره في التأثير على اي انتخاب حر ، لذلك لا يمكننا مثلا ان نتوقع فوز عادل عبد العاطي حتى لو كانت الانتخابات حرة ونزيهة ، ما دام يجعل من العلمانية احد اطروحات مشروعه الانتخابي. يمكن لصحفي مغمور ان يسأله كما فعل احدهم مع المرحوم نقد حين سأل هذا الاخير: انت بتصلي؟ ... لقد تلجلج نقد أمام هذا السؤال الذي هو في الواقع لا علاقة له بمأزق دولة ، تحتاج لخطط واستراتيجيات انقاذ عاجل ، لكنه سؤال مقصود منه توجيه رسالة للجهل العام ، حيث الجماهير يمكنها ان تنتخب مشعوذا يدعي اتصاله بالجن ولا تنتخب علمانيا ولو كان هذا الأخير عالما حاصلا على جائزة نوبل. فسؤال الصحفي لنقد (وهو على ما اعتقد احد افراد جهاز الامن) كان المقصود منه الاغتيال الادبي لنقد واسقاطه في اعين الجماهير التي تسيطر عليها الجهالة.
    اذن - اعود واقول لصديقي هذا الذي يرغب في ترشيح نفسه في الانتخابات- ان العملية الانتخابية ليست بالسلاسة ولا البساطة التي يتصورها ، نحن لا نتحدث فقط عن برامج انتخابية قوية ، بل نتحدث عن بنى مجتمعية ثقافية وسايكولوجية ودينية واقتصادية تتحكم في الخيار الانتخابي اكثر من مجرد اطروحات وبرامج مهما كانت ذكية... ومهما كان المرشح صاحب ضمير ووطنية لا غبار عليها.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de