نظام البشير مقبرة الانتهازيين ,, بقلم اسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 10:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-31-2018, 07:36 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نظام البشير مقبرة الانتهازيين ,, بقلم اسماعيل عبد الله

    07:36 PM May, 31 2018

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    اذا كانت ثمة حسنة واحدة لنظام البشير , فهي فضحه لمن يدعون النضال من اجل استرداد حقوق المسحوقين من افراد الشعب السوداني , فاستمرار منظومة البشير في الحكم , و امتطائها لظهر الغلابة و المساكين هذه المدة الطويلة و العسيرة من الزمن , وضع الناشطين و السياسيين تحت تجربة اختبار و امتحان صعب , نجح فيه الشهداء الذين قدموا فيه الانفس الغالية من اجل القضية الوطنية , فمنحوا ارواحهم رخيصة من اجل رفعة واعلاء شأن الوطن , الذي يستحق انسانه ان يعيش حراً وكريماً كرامة تليق بمقامه السامي , كما رسب في هذا الامتحان بعض الاحياء من حملة الوية التغيير , الذين ركبوا قطار القضية الوطنية العادلة في حين غفلة من الناس و الزمان , بينما ظل البعض الاخر ممن لا يزال باقٍ على قيد الحياة صامداً و منافحاً عن الحق , في انتظار نتيجة التحكيم الاخلاقي و القيمي , التي سوف تصدرها محاكم التاريخ و الضمير الانساني , طال الزمان ام قصر , فهذه المسيرة القاسية و المرهقة والمفروضة على الناس من قبل نظام البشير , قد كشفت عن الوجه الحقيقي للنفعيين و الوصولوين و الارزقية الذين يقودون الناس ويحثونهم على النضال و الكفاح من اجل الوطن والمواطن , وهم يتاجرون باحلام البؤساء من اخوانهم الذين يجمعهم بهم سقف هذا الوطن الواحد , فمنذ تسعينيات القرن المنصرم والوفود و الرموز المعارضون لحكم الانقاذ يتسابقون نحو فتات مائدة النظام , الذي كالوا له من الاوصاف القادحة و الساخطة والشاتمة ما كالوا , وما زلت استحضر تلك الايام التي خرج فيها المرحوم الشريف زين العابدين الهندي , من تحالف احزاب التجمع الوطني الديمقراطي , في اوج اشتداد قبضة الانقاذيين على الحكم في البلاد , وحديثه عن الوطن و الحرية بصوت رخيم لاديب وشاعر ضليع في علوم لغة الضاد تحت مظلة نشاط جامعة النيلين , متجاهلاً ذروة البطش و التكبيل و التنكيل و تكميم الأفواه , التي وصل اليها ذات النظام الذي هادنه و دخل معه في اتفاق وانبطاح سياسي , ذاب بعده في دهاليز منظومة البشير كذوبان قطعة الملح في الكوب الممتليء بالماء , حتى توفاه الله وهو ما يزال في معية البشيريين , وياليته بقى مع اخوته في اسمرا واديس ابابا و القاهرة و انتظر حتى يأتيه الاجل المحتوم , ليرسل نعشاً محمولاً و موشحاً بعلم البلاد في عزة واباء , ليستقبله شعبه كاحد الرموز الوطنيين الذين صمدوا من اجل كرامة الانسان السوداني , وايضاً في ذات المسار الانتهازي وماراثون الهرولة من اجل الارتماء في حضن النظام الانقاذي , نذكر اللواء الهادي بشرى الذي فارق ذات التجمع المعارض ويمم وجهه شطر الخرطوم , فكان بمثابة الصيد السمين الذي احتفلت باقتناصه حكومة البشير , و سوقت باسمه و تاريخه السياسي و العسكري و الامني , لمشروعها المستمد قوته من تخوين المعارضين , وتقديمهم كصور شائهة للعمل السياسي المعارض لنظامهم , و لسان حالهم يقول هؤلاء هم من ترجون نصرتهم , و ها قد اتينا بهم ممسكينهم من آذانهم خاضعين .
    لقد رشحت معلومات تشير الى حزم بعض قادة الجبهة الثورية لحقائبهم , تمهيداً لهبوطهم الفرداني الناعم والوديع على ارض السودان , التي يحتكرها ويدير مشاريعها البشير و زمرته , مواصلة للمسلسل القديم والحديث الذي اصبح عرفاً سائداً في تاريخ الدولة السودانية في حقبة ما بعد الاستقلال , وتقليداً راسخاً في ذاكرة المواطن السوداني , في ان كل من يرفع عقيرته بالصياح ضد انظمة الحكم , ما هو الا مسترزق يشدوا بصوته بحثاً عن الحقيبة الدستورية , والرفاه الشخصي و الامان العائلي و المعيشي , ضارباً بعرض الحائط كل الشعارات البراقة و الخطب الطروبة , المدغدغة للعاطفة الشعبوية التي يلقيها على الكادحين والبائسين , و لقد وفق زميلي الكاتب و الصحفي زهير عثمان احمد ايما توفيق , في اختياره لعنوان موضوعه المنشور منذ ايام مضت , والذي تناول فيه نفس الخصيصة التي نحن بصددها الآن , فكان العنوان (جيفارا السوداني لن يموت في البراري وحلمه التوزير في الخرطوم) , هذا العنوان الذي اختصر فيه الكاتب و الصحفي زهير مجموعة من الجمل , و التوصيفات الكثيرة التي تحدثت عن الانتهازية و الوصولية , وتبني نظرية الفيلسوف الايطالي ميكيافيلي (الغاية تبرر الوسيلة) وتطبيقها من قبل الساسة المعارضين و الحاكمين , فالكثيرون ممن انخرطوا في مشروع ثورة المهمشين في البلاد نجدهم قد دبجوا ملفاتهم الشخصية , بصور القادة العظام والملهمين الثوريين من امثال غاندي و جيفارا وما نديلا , ولكن في آخر مطافهم تواضع عزمهم وخارت قواهم وانكسرت ارادتهم , وداسوا على القيم و المباديء الجيفارية , فاصبحوا راكضين من اجل الاستوزار في نظام البشير , هذا النظام الذي اصبح مقبرة ظل يُدفن فيها الانتهازيون و المتهافتون منذ الثلاثين من يونيو من ذلك العام المشؤوم.
    عندما اشتد نقدنا وانتقادنا لقادة مؤسسة نداء السودان , بعدما خرجوا ببيانهم الختامي الهزيل الذي همّش قضية النازحين , وتغاضى عن حقوق ذوي ضحايا جرائم الحرب في ملاحقة المجرمين , ضاقوا برأينا ذرعاً فانتفضوا في وجوهنا و قالوا لنا , انتم لستم باوصياء ولا وكلاء علينا حتى ترسموا لنا خارطة لطريق النضال , لقد تناسى هؤلاء ان هذه القضية عبارة عن مشروع وطني و قومي شامل , ساهمت الظروف المحلية و الاقليمية على وضعهم في قمة دفة قيادة الاجسام المعبرة عنه , فكافة الجهود ساعية من اجل تحقيق اجندته الوطنية , التي تعنى بكل المواطنين السودانيين الذين طحنتهم آلة الانقاذ القاهرة , فهذا المشروع الوطني ليس شركة خاصة ولا حكراً على فرد او جماعة , حتى تقوم هذه الجماعة او ذاك الفرد بالجام السنة الناس , ومنعهم من ان يتناولونه بالجرح او التعديل , لقد ولى زمان البصم بالاصابع العشرة , و مباركة المسودات التي يمهر حبرها قلة من الافندية و الكتبة , الذين يأتون من بعد ذلك ليعيسوا في الارض فساداً دون حسيب او رقيب , معتمدين على هذا التخويل الضمني الذي درج هذا الشعب المسكين على منحه , لكل من نصب نفسه ثائراً من اجل احقاق الحقوق المدنية للمواطن , وذلك بسكوته و تركه للباب موارباً ليتسلل منه الميكيافليون و الانتهازيون المتاجرين باحلام الضعفاء , لينفذوا عبره الى حيث الجلوس على مقاعد السلطة الوثيرة و امتطاء السيارات الفارهة , وامتلاك القصور المنيفة .
    مع ان هؤلاء الانتهازيون و المهرولون موجودين , ضمن صفوف هذه الاجسام الثورية المنادية و الساعية الى تحقيق وانجاز دولة المواطنة , ايضاً هنالك المتمسكون بمبدئهم النبيل و مسلكهم الصادق , الذي يؤمن بضرورة احداث التغيير المؤدي الى ازالة الطغمة الانقاذية الفاسدة , وكما ذكرنا في مفتتح موضوعنا هذا ان نظام البشير له ايجابية واحدة فقط , وهي انه اصبح المصفاة التي تعمل على تنقية ماعون النضال من الخائنين , فبتدقديم نظام البشير الرشاوى و الاغراءات السلطوية لبعض الرفاق الذين رفعوا الشعارات الوطنية , وأمّنوا على ضرورة الاستمساك بادوات النضال و الكفاح بكل اشكاله , وفي ذات الوقت الذي خضع فيه هؤلاء الرفاق لدغدغة هذه المعزوفة الانقاذية لرغائبهم الفاسدة , بذلك يكون الحراك الثوري قد خطى اولى خطواته في طريق الخلاص من الزبد , مع بقاء المعادن النفيسة التي سوف تمكث في ارض السودان , ليستنفع منها هذا الشعب الكريم.

    اسماعيل عبد الله
    [email protected]
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de