مقالات للرأى .. الغدُّ بقلم إبراهيم أمين مؤمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 08:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-11-2018, 09:51 PM

إبراهيم أمين مؤمن
<aإبراهيم أمين مؤمن
تاريخ التسجيل: 08-16-2017
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقالات للرأى .. الغدُّ بقلم إبراهيم أمين مؤمن

    09:51 PM May, 11 2018

    سودانيز اون لاين
    إبراهيم أمين مؤمن-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر


    الغد ُّعمره لا ينتهى أبداً ،يخلع عباءاتٍ لا تنتهى أبداً ويرتدى أُخريات ليظل دوماً اسمه الغد .
    اطول المخلوقات والموجودات عمراً ،مُحال أن يسبقه أحد ،أو يَلغى وجوده أحد ،هو خالدٌ كخلود الله غير أنّ الله ليس كمثله شئ.
    ينتظره الكل،الشقى والسعيد والغنى والفقير والقوى والضعيف،الملوك والصعاليك،راغبون فى فضله وستره خائفون من بطشه وفضحه.
    فكيف نربحه لنسعد ولا نخسره فنشقى؟

    يعيش الفرد فى وطنه ،له حقوق وعليه فروض،فإذا أدى فرائضه ونال حقوقه فستدورعجلة حياتهم نحو الإزدهار والرقى والسيادة، يبنون جنّتهم فيه لبنة لبنة،فينكشف عنهم وجه غدهم الجميل ،أولئك الرابحون.
    وإذا قصّر أحدهما أو كلاهما فى الفرائض والحقوق فستدور عجلة حياتهم نحو التخلف والإنحدار والشقاء،يؤجّج لهم الجحيم وينكشف لهم وجه غدهم القبيح ،أولئك الخاسرون.
    والتاريخ والأديان تكلموا عن أمم صال وجال طغيانها، ثُمّ ما لبثت أنْ ذابتْ ولُعنت ليس بألسنة الأخرين فحسب، بل بألسنتهم هم،ثُمّ دُونتْ فى مذابل التاريخ تتأفّف الأُنوف من سيرها.
    كما تحدثوا عن أمم ٍعمّ وانتشر خيرها، فتعطّرتْ الأُنوف بطيبها وطَرِبتْ الأسماع بشدوها،ودُوِنتْ فى صفحات التاريخ الناصعة البياض فقُدِستْ وبُجلتْ.
    كلٌ سلك الدربين،درب الخير ودرب الشر ، ورنين الذهب ليس كرنين الفخار،فنالوا من الغد ما يستحقون .فربح من ربح وخسر من خسر.

    فى كل الأحوال فالغدُّ غيبٌ مجهولٌ،غير معلوم الملامح، لكننا قد نحدده،مجهول اسمه لكننا قد نكنيه،يحمل فى قسمات وجهه كل الأشياء ونقائضها ،الشر والخير،الشقاء والنعيم،المنع والعطاء،الشمال واليمين،لكننا قد نتحاشى شره، ونركن الى خيره ، فنملكه ولا يملكنا.
    لكنّ الشئ الوحيد الثابت والخارج عن إرادتنا بالكلّيّة، أنّه خالدٌ مفروضٌ علينا كُتب لنا وكُتبنا له، فلا نستطيع أن نلغيه.

    زهدنا الماضى فقد طُويتْ صفحاته،ونعيش صفحات الحاضرنسعد بأفراحه ونشقى بأوجاعه،ورغبنا الغدَّ نجاة من شرٍّ ،وأملاً فى خير ،فهو المهيمن والمخيف على النفس لما يحمله من غيب ومجهول.
    الكلُّ يخشاه"الغدّ" ،الكلُّ يرجوه، الكلُّ يتقرب إليه بقدرة الربِّ ،جاعله وموجده.فهل الله قُرباناً له، أم احتمينا بالله من شرِّه، أو رجونا خيره تحت مظلة قدرة الإله.
    يجب ان نتعلم من ماضينا الموجع لنستسقى ترياق اليوم فنبرأ فى الغدِّ،أو ماضينا الممتع فنستسقى المزيد من كؤوس اللذّة اليوم فننعم كذلك فى الغدِّ.

    أيُّها العالم الواحد ،أتخافونه؟
    لا تخافونه إذا تحاببتم،اذا تراحمتم،إذا أخلصتم،تحازوا معاً ولا يَطغَى أحدٌ على الأخر ،قفوا له رحماء أعزّاء تجدونه مِطواعاً رؤوفاً.
    بينكم،بينكم ،كسّروا قيود الرقِّ ،إفتحوا قضبان الحبس، واثقبوا طبول الحرب،وارفعوا رايات السلم،أحرقوا أجساد الشياطين،واركنوا على جُنبات الملائكة،هيّا لا تتردوا حتى لا يضنّ
    عنكم غدكم بالرحمة والنعيم والسعادة.
    إمضوا نحو الشمس،وتزيّنوا بزينة القمر،وابذروا الزهر،واسقوا الزرع،واحملوا الكَلَّ،واكسبوا المعدوم،امسحوا عرق جبين المكدود،هيّا افعلوا ما تُؤمرون لنبنى هنا وهناك، نبنى عالم الغدِّ الجميل ،عالم الفضيلة.
    نعمل على الدرب متفائلين لامتشائمين،ننشد فى طلة الفجرالسِقاء، وفى نور الشمس الضياء، وفى قطرات السماء غيث السحاب ،لابد أن نرى كل شئ فى الكون جميلاً حتى نحيا، حتى نعيش ،حتى تستمر عجله الحياه فى أمنٍ وهدوء.

    يا ابن الوطن،إرفعْ سلاحك على مستعمرك وانتفضْ ،تنل عزّك وعزّ بنى وطنك فى غدك.
    يا حبيس القضبان، ليكن دعاءك وصبرك مِعْوَلاً يهشّم جسد ظالمك وحابسك ،فتظفر فى غدك.
    يا ابن الرقّ، لتعلو بجبهتك فأنت إنسان لا تُستذل ولن تُمتهن ،ليكنْ كيانك بداخلك تنلْ عزّاً من غدك.
    أيُّها الضعفاء،اعتصموا الان حتى تنعموا غداً،إقطفوا رؤوس الجبابرة ،واهدموا بيوتات العنكبوت الحمقاء.

    هيّا معاً، لنبحث عن الغدِّ الأكبر،كل أيامه الدنيا تتشابه،تطيب لنا تارة وتؤلمنا تارة أُخرى، تعزّنا وتذلّنا،تهبنا وتنزعنا،ترفعنا وتخفضنا،تسعدنا وتشقينا،لكنها كلها فيه"الغد"أو فيهم معانى لاتَحمل فى مضامينها إلا الرسم والشكل ،حيث أنها بلا روح، كالجسد بلا روح ،حتى هو ذاك الغد جسد بلا روح ،وإذا أردنا نحن جسده بروحه، فعلينا بالغدِّ الحقيقي ،الغدُّ الأكبر ، غد الخلود فى جنة النعيم،عندها فقط فقط يكون جسداً بروح ،يكون كياناً واضح الملامح، معلوم الماهيّة تماماً تماماً.

    وأخيراً ،قدْ يأتينى الموت قبل أن أُخبركم عنه،وقدْ يأتيكم الموت قبل أن يصل إليكم خبره،قدْ اتعّظُ أنا به وتتعظون،وقدْ أجحده وتجحدون،فالنجدان لنا في شأنه من مراد الإله الرحمن ،فمِنْ عزّة هذا الغدُّ أنّه دائماً وأبداً سابقنا وليس له خط نهاية،ولو افترضنا نهايته فنحن إذن عدم،ونحن نحن لسنا عدم.

    ***********

    تأليف:إبراهيم أمين مؤمن























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de