تحتفل الدولة العبرية هذه الأيام بالذكرى السبعين لقيامها والذي يصادف حسب التقويم العبري الخامـس من مايو ، وهو اليوم الوطـني والمعروف عندهم بيوم هعتسماؤوت . جاء اليوم الوطني لإسرائيل بعد إنتهاء الإنتداب البريطاني في فلسطين في 14 مايو من عام 1948 ، وهو اليوم الذي يسميه الفلسطينيين و العرب الداعمين لموضوع فلسطين بيوم النكبة ( أو ذكرى النكبة ) وفيها طبعآ تحقق وعد بلفور الذي قطعه في الثاني من نوفمبر عام 1917 ، وقد تابعنا نهاية العام الماضي إحياء الإسرائليين للذكرى المئوية لوعد بلفور ، وفي الجانب الآخر ندد الفلسطينيين بها . وصار ديفيد بن غورديون رئيس حركة الدولة التي في الطريق ( المنظمة الصهيونية العالمية ) أول رئيس وزراء ، ووزير للدفاع ، وهو أول من أعلن قيام دولة إسرائيل . عقود قليلة على إعلان الدولة العبرية ، وإنجازات كثيرة أهمها التقدم العلمي والتكنولوجي ، وسيادة القانون والديمقراطية التي تضمن التداول السلمي للسلطة .. وليس بإستطاعتنا إنكار حقيقة أن إسرائيل وجدت إعترافآ دوليآ كبيرآ ومن أهم الدول ، بل حتى المحيط العربي أقام معها علاقات دبلوماسية وتجارية ، وربما تعاون عسكري ... و على المستوى الرياضي والاجتماعي إكتمل التطبيع حيث شارك مواطنين من الامارات والبحرين في فعالية رياضية ( ماراثون رياضي ) أقيم في القدس بمناسبة اليوم الوطني لقيام دولة اسرائيل ، وهو أمر وجد استهجانآ من بعض الفلسطينيين حول العالم ، وكذا إحتفالاتهم بالقاهرة . في السنوات الماضية كان التركيز في اسرائيل على البحث العلمي ، وقد سجلت فيها الكثير من الاختراعات ، ونُشرت بها بحوث علمية ، ودراسات مهمة ، وبعض شركات البرمجيات والتكنولوجيا العالمية العملاقة تضع إسرائيل في أعلى إهتماماتها عبر إنشاء مكاتب لها بإسرائيل ، وكما ترون لم يفاخر الاسرائليون بالكثير من الانجازات الضخمة ، وفي مختلف المجالات ولا تسأل عزيزي القارئ عن العمران والبنى التحتية ، والقدرات العسكرية والتي بدأت بالمفاعل ديمونة ، في الوقت الذي يبتهج فيه البعض ببناء أطول برج، وشراء اليخوت بمبالغ ضخمة ، أو إستنساخ متاحف عاليمة ، وتنظيم الزيارات لنجوم العالم ، وبناء صالات الجليد وغيره !! ... وأقر هنا بأن بعض الدول العربية قد استفادت من التكنولوجيا وسخرتها لتسهيل الحياة بها ولكن للأسف ( كمستهلكين ! ) وحتى الابحاث المتواضعة ، والصناعات التي يحسبونها متطورة والتي تظهر هنا وهناك بخبرات وشراكات ودعم تقني وعلمي من الدول المتقدمة و الصناعية الكبرى ، ويبقى المثل ( عنزة وإن طارت ) . منذ العام 1948 والى الآن تعاقب على شغل منصب رئيس وزراء اسرائيل ما يقرب عن عشرون رئيس وزراء ( كفترات حكم ) منهم من شغله لأكثر من مرة كــ إسحاق رابين ، وبنيامين نتنياهو ... وبنيامين هذا حضرت له خطابآ وكان في أحد إجتماعات الجمعية العامة للأمة المحدة قبل سنوات ، ولسؤ حظ ( العرب والفلسطينيين ) فقد جاء خطابه عقب خطاب محمود عباس والذي طالب فيه بالاعتراف بفلسطين وإعطاءها مقعد ..فقد علق نتنياهو على خطاب محمود عباس بالتعليق والتفنيد على معظم ما تناوله عباس في خطابه مقدمآ الاجابات والمبررات ، وأوضح – نتنياهو - أن اسرائيل تعاني في محيط ديكتاتوري ومتطرف ( ومتخلف ) ، ووجه رسالة للحاضرين ( وهم وفود ورؤساء دول العالم ) قائلآ : " إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط " الى آخر حديثه الذي كان دون أدني شك محرج للأنظمة الأميرية والملكية والديكتاتوريات العتيدة بالشرق الأوسط ، وكما أن نتنياهو نفسه طُبِق عليه القانون ومَثٌل أمام القضاة والمحقيين بقضايا فساد وغيره ، وهذا مالم نعرفه بمنطقتنا ! أخيرآ . ليست بإسرائيل موارد تذكر ؛ لكنها حققت الكثير لشعبها ، وأحزابها وطنية ( يمينها ويسارها ) والأهم من هذا كله أن الكل متوافق على أن مصلحة الدولة هي الأهم ؛ وليس الحزب أو القبيلة ! . وليتكم كنتم جميعآ إسرائليين على بلدانكم ( حكام ، وأحزاب ، وسياسيين ) بناءً لدولكم ، وحرصآ ومراعاة لمصالح أوطانكم ، والشعب ... فقط !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة