ظللت طوال الأسابيع الماضية أرصد المناصب الشاغرة في الدولة.. محاولاً اقتناص فرصة للحصول على مقعد شاغر.. فالفرصة كبيرة حقيقة.. سيما وأن المناصب التي أصبو إليها نوعان.. مناصب شاغرة بالفعل.. ثم مناصب يرجح المراقبون.. وأنا منهم بالطبع.. أن تخلو خلال الفترة القليلة المقبلة.. ولعل القارئ العزيز.. قد لاحظ في الآونة الأخيرة عملية الترشيحات المستمرة لتلك المناصب.. فهذا صديق يصطفي صديقا له فيرشحه لهذا المنصب أو ذاك.. ثم هذا سياسي يختار من بين أصدقائه واحدا ليكون مستشارا له حين يعتلي ذلك المقعد.. ولكن هذا المستشار (المفترض) يجد أن أمامه مهمة؛ مهمة جدا.. وهي رد الجميل مقدما لصديقه الذي اختاره ليكون مستشارا له حال اعتلائه المنصب.. فالمستشار يكتشف أن وصول صديقه للمنصب يمر عبره هو.. فيبدأ للترويج لحكاية أن فلانا أقوى المرشحين.. على أمل أن تصدق المراجع العليا في الدولة.. أن فلانا هذا بالفعل أقوى المرشحين.. فتعينه في المنصب.. فيقوم الأخير بتعيين صاحب الشائعة في منصب مستشاره.. ليبدأ الاثنان رحلة النصب على الدولة وعلى المواطن..! والطرق والوسائل للتنافس لا تنتهي ولن.. زميل صحفي روى الواقعة التالية.. اتصل به سياسي.. نصف مغمور ونصف معروف.. وقال له.. إنت شنو حكاية ترشيحي لوزارة…… دي؟ رد عليه الصحفي ما عندي فكرة.. في كلام زي دا؟.. فيرد السياسي.. أنا شخصيا ما سمعت لكن كلمني واحد من جماعتنا ديل.. ثم يردف السياسي.. إذا ما سمعت ما تنشر حاجة بالله.. والصحفي يصدق ولا ينشر شيئا.. ولكنه يتفاجأ في اليوم الثاني باتصال من ذات السياسي.. نصف المغمور ونصف المعروف.. يقول له عبر الهاتف.. شايفك ما نشرت حاجة..؟ يجيب الصحفي ببراءة.. ما قلت لي ما تنشر..؟! وهكذا يصنع المرشحون في بلادي..! إلا أنني قررت أن أتفادى اللف والدوران.. وأن أذهب مباشرة إلى الوزارة الأوفر حظا.. والأخصب فرصا.. فمغامرتي لا تحتمل الفشل.. ولضمان نجاحها لا بد من اللعب على المضمون.. وقد وجدت أن وزارة الخارجية هي محطة أحلامي.. ومنتهى مبتغاى.. فهي واحدة من أخصب خياراتي.. ترى لماذا..؟ هل تصدق عزيزي القارئ أن وزارة الخارجية هذه قد خلت فيها ثلاثة مناصب وزارية خلال شهر واحد تقريبا..؟ وهل تصدق أن في هذه الوزارة يستطيع الشخص أن يتقلد ثلاثة مناصب عليا خلال شهر واحد أيضا..؟.. صديقي السفير عطا المنان بخيت الحاج.. في أول الشهر كان سفيرا.. وفي منتصفه أصبح وزيرا.. ولم يكمل الشهر أيامه إلا وقد أصبح السفير عطا أمينا عاما لمنظمة الدعوة الإسلامية.. واللهم لا حسد..! أما صديقنا الآخر حامد ممتاز.. فمن مجرد وزير دولة.. انتقل إلى منصب وزير اتحادي.. وأي وزير..؟ الوزير الذي يسميه البعض رئيس الولايات المتحدة السودانية.. ويسميه آخرون.. رئيس الولاة.. أما قمة عجائب الخارجية فقد تمثلت في.. صديقنا السفير محمد عبد الله إدريس.. الذي بز زميله السفير عطا.. فنجح في إحراز هاترك أكثر تعقيدا.. فمن سفير.. عادي.. مثله مثل عشرات السفراء.. أصبح إدريس فجأة وزير الدولة بوزارة الخارجية.. فقد كان وحده.. وفجأة.. ودون مقدمات أو إرهاصات.. وبالخروج الدراماتيكي للبروفيسور غندور.. أصبح إدريس هو الوزير الفعلي والأوحد في الخارجية.. ألا ترون أن كل هذا لممٌ يغري المرء بالترشح لهذه الوزارة..؟!.
alyoumaltali
05-05-2018, 07:39 PM
عليش الريدة
عليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة