بدأ البروفيسور هاشم علي سالم في سرد إنجازاته كأمين عام للحوار الوطني وذلك في حديثه مع رئيس تحرير الزميلة المجهر..من أهم إنجازات البروفيسور سالم أنه مقاتل من الحركات المسلحة عاد وسلم نفسه..ومن باب الأمانة كذلك أن حزبًا سياسيًا تحت مسمى الغد كان من الطارقين لمكتب البروفيسور بقاعة الصداقة ..كل ذلك والرجل يجمع بين العمل التنفيذي كوزير للمعادن عن الحزب الحاكم وفي ذات الوقت يحرص على حراسة أبواب الحوار الوطني.. ويجدر ذكره أن المؤتمر الوطني فكر ذات يوم في ترشيح الرجل ليصبح ناطقًا باسم الحزب بعد أن أنجز مهمته في إخراج الحوار الوطني عن مساره المرتجى. شن الدكتور هاشم سالم هجومًا على الإعلام ..هجوم الرجل جاء كقنبلة دخانية يهرب من تحتها الرجل من مستنقع الفشل..السيد سالم خرج على الصحفيين- وبعد اجتماعه مع السيد رئيس الجمهورية- بتصريح يحمل عددًا من البشارات..حيث أفاد وزير المعادن أن شركات استرالية في طريقها للخرطوم محملة بأحد عشر مليار دولار..بعض هذه الأموال ستذهب كوديعة ببنك السودان فيما بقية الأموال ستنقب في أراضي السودان المكتنزة بالمعادن..في ذلك التاريخ كان دولة رئيس الوزراء يبحث فقط عن مائة واثنين مليون دولار حتى نتجنب أزمة الوقود. الهدف الثاني الذي أحرزه الرجل في مرماه كان تصريحه عن جنيه الذهب..وحسب وزير المعادن أن وزارته تعاقدت مع مصنع ألماني لإنتاج عملة ذهبية..وأن الإنتاج سيدخل السوق في غضون شهرين..حينما كان الوزير سالم يتحدث في شأن من اختصاصات بنك السودان كانت مطبعة العملة تطلب قطع غيار بمبلغ ثلاثين ألف دولار ولا يستجاب لطلبها..مضت أشهر ولم يطل الجنيه الذهبي على الأسواق التي شحت فيها حتى النقود الورقية. حينما استشعر الوزير سالم أن أيامه باتت معدودة في وزارة المعادن بات يتحسس مقعده في أمانة الحوار الوطني..من بين ذلك دعوته لمؤتمر صحفي يتحدث فيه عن الحوار الوطني فيما الناس غارقة في أزمة اقتصادية مستفحلة..في سبيل استرضاء من بيدهم الأمر شرع البروفيسور يفتي بإمكانية مراجعة توصيات الحوار عبر الرجوع للجمعية العامة..بل إنه لَبس ثوب الناصحين للشعب السوداني مطالبًا بإجازة الدستور عبر البرلمان الحالي ..ولم يتوخَّ الرجل الحذر حينما تحدث بامكانية تمديد الدورات الرئاسية عبر تغيير مخرجات الحوار الوطني. في تقديري أن أي جارد أمين لحصاد الحوار الوطني سيصل إلى نتائج بائسة..انتهت كل المداولات الطويلة والنقاش الصريح إلى محاصصة في اقتسام الغنائم السياسية..لم ينس سالم نفسه في قسمة الميراث حينما رضى بمقام وزير المعادن ..كان المرتجى من الحوار الوطني أن يكون صفحة جديدة في التداول السلمي للسلطة..وكان من المتوقع أن يفتح الحوار أبواب الحريات واسعة..لكن الحال يغني عن السؤال. بصراحة..بت أشعر أن تحفظ الأحزاب الرافضة للحوار كان فيه كثير المنطق..بعض الأحزاب طالبت بأن يترأس الحوار شخصية قومية ..في النهاية اكتشفت أن حارس الحوار الوطني لم يكن سوى رجل حكومي يرتدي طاقية الاخفاء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة