كل السياسيين على وجه الأرض، وفي كل زمان ومكان يخطئون، ويغرقون في الخطايا التي قال عنها محمد الفيتوري « من حسن حظنا أن الخطايا و إن أنتنت لا تفوح»، وقليل من السياسيين هم من يجرؤون على ال" />
خطيئة السياسي بقلم الصادق الرزيقي خطيئة السياسي بقلم الصادق الرزيقي
خطيئة السياسي بقلم الصادق الرزيقي
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 10:15 AM الصفحة الرئيسية
> كل السياسيين على وجه الأرض، وفي كل زمان ومكان يخطئون، ويغرقون في الخطايا التي قال عنها محمد الفيتوري « من حسن حظنا أن الخطايا و إن أنتنت لا تفوح»، وقليل من السياسيين هم من يجرؤون على البوح بنواياهم في الخطايا والأخطاء الفادحة.
لكن السيد سلفا كير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان، لديه قابلية للتحول الى نمط غير مألوف على الإطلاق من السياسيين والحكام، بخطيئة عبَّر عنها قولاً وكان سيجترحها فعلاً، ومجرد تعبيره عنها، يلقي به سبعين خريفاً في نار الكبائر السياسية التي لا يمحوها الدهر، ولا تزول عن ذاكرة التاريخ .. ولربما يكون العذر الوحيد أن حالة من الجنون المُطلق، هي التي تلف القادة الجنوبيين وتستنطقهم مثل هذا الكلام .. > ففي وسائل الإعلام منذ أول من أمس، خبر مُثقل بالغرابة والخبال، قال فيه السيد سلفا كير إنه يشعر بالأسف لعدم تصفيته خصومه السياسيين، وأنه يأسف لحفاظه على حياتهم منذ انفجار الأوضاع في دولته في ديسمبر 2013م ..! > كان السيد سلفا يتحدث في تشييع جنازة رئيس أركان جيشه الذي توفي بالقاهرة إثر مرض عضال، ودُفن قرب قبر زعيم الحركة الشعبية السابق جون قرنق، فحرمة الموت يجب أن تجبر المتحدث بعد الحديث عن جريمة القتل، فالرجل وهو يواري جثمان رفيق سلاح، يشعر بالندم لعدم ارتكابه جريمة قتل الخصوم السياسيين، مقل هذه الأقوال قد تكون حديثاً للنفس لا يُصرح به أو تمنيات مكتومة، فما من سياسي لا يتمنى غياب خصمه وموته، ولكن أن يعرب عن رغبته وبصوت مسموع وبوعي كامل، أنه لو استطاع لقتل وتشفى وشرب من دماء الأعداء، فهذا تطور جيني تاريخي في خصائص الافتراس والقتل لدى الكائنات السياسية السلطوية .. > السياسة أحياناً تبدو كغاب وغل مخيف، القوي يأكل فيها الضعيف، والقادر والغادر يفتك بالمغدور به، نفس سلوك الغابة ينتهجه أهل السياسة، وبذا لا يضع سلفا رجله في بساط واحد من القتلة والسفاكين على مر التاريخ، بل يحاول أن يمد عنقه لتظهر قبعته الشهيرة فوق كل الرؤوس، فهو لا يتورع من التعبير عن رغباته الجامحة في حسم الخلافات السياسية وتراشقات المعارضة وصراعاتها بالقتل.. ليس القتل في ساحات المواجهة التي يصبح فيها القتل حتمياً، بل القتل لمن هم في سجونه ومعتقلاته أو أطلقوا في حقه كلاماً لا يليق به كرئيس .. > كانت أمام السيد سلفا كير منذ انفصال دولة جنوب السودان عن الوطن الأم، أن يصبح كبيراً وكبيراً جداً، مثل الأب الوالد لجميع الجنوبيين، وخاصة أعضاء حركته الفسيفسائية التكوين والاتجاهات والهوى والرغبات المجنونة. فمع أنه ضيعهم وتسبب في تقسيمهم وتشتيت جمعهم، وبرع في جلب العداوات لنفسه وتحدى الواقع والحقائق ومنطق الأشياء، يبدو أكثر من ذلك ناقماً على الفرص التي أضاعها وهو غير قادر على نشب مخالبه في رقابهم ونهش لحومهم والأكل من أكبادهم وقلوبهم وشرب الدم المسفوح من أجسادهم .. > لا يمكن لرئيس دولة أن تتقمصه صورة دراكولا في العصر الحديث، ولا أن يتحول الى غول هائج يلطم كما يشاء ويغرس أنيابه في من يريد، لقد عهدناه هنا في الخرطوم أيام تنفيذ اتفاقية السلام الشامل متمهلاً في غير حاجة، متسرعاً في غير الأوان، وعندما ينطق بفحش، يعتذر في لطف ووداعة ويسخر ضاحكاً أنه ( كلام موية وسخان ) قاصداً تأثير المريسة البلدية، فهل يا ترى كان حديثه أول من أمس في جوبا أمام ضريح قرنق وفي مشهد حزين هو كلام ( موية وسخان ) أم أعماه الغضب وغطت السياسة ومطامعها بعصابتها السوداء قلبه وعيناه، فلم يجد إلا عبارات الندم والأسف بأنه لم يكن رئيساً قاتلاً ؟..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة