غندور وخطبة الوداع ! بقلم الطيب مصطفى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 09:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-23-2018, 04:06 PM

الطيب مصطفى
<aالطيب مصطفى
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 1101

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
غندور وخطبة الوداع ! بقلم الطيب مصطفى

    04:06 PM April, 23 2018

    سودانيز اون لاين
    الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    لم أكن محتاجاً لشهادة مذيع قناة الجزيرة وموثقها الأكبر أحمد منصور والذي قال عن غندور ، حسب رواية الأخ أبشر الماحي : (لم أحاور قريباً رجلا بهذه المواصفات) بالرغم من ضخامة تلك الشهادة من أحد دهاقنة العمل الصحفي والإعلامي الذين حاوروا الرؤساء والعظماء والفصحاء من كل الدول والحقب والأعمار ..نعم ، لم أكن في حاجة إلى تلك الشهادة الضخمة في حق غندور ذلك أني خبرت الرجل من مواقع شتى تقلدها ورأيت فيه ما بهرني وأقنعني أنني أمام رجل نادر بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

    كذلك لم أدهش (لخطبة الوداع) التي قدمها أمام البرلمان فقد كنت حاضراً تلك الجلسة وعلمت فور خروج كلماته الزاهدات في منصب وزير الخارجية أن الرجل قد طفح به الكيل وآن أوان رحيله من موقع رفيع تتسابق إليه الأعناق لكنه أضيق بكثير وأصغر من قدراته الضخمة ومكانته السامية سيما بعد أن نزع منه معظم الشحم واللحم ولم يبق فيه سوى فتات لا يسمن ولا يغني من جوع.

    لقد فرض غندور بكاريزميته الطاغية احترامه على الجميع بما في ذلك المعارضة بل حتى على منصور خالد الذي لا يرى في دهماء السودان وصفوته أحد سواه ، ولذلك وغيره ظللت أقول إن وزارة الخارجية لم تشهد مثيلاً له منذ المحجوب طيب الله ثراه.

    عندما تلا بيانه أمام البرلمان بعد أن أجاب عن سؤال حول احتلال حلايب لم يجد أعضاء المجلس الوطني ، وجلهم ويا للعجب ، من الحزب الحاكم والمتحالفين معه ، غير التصفيق الذي ظل يستأثر به كلما خاطب البرلمان ولم يجد ممثلو الشعب أدنى حرج أو بأس في أن يشكو غندور إليهم قلة حيلته وهوانه على الجهاز التنفيذي وعلى بنك السودان، فإلى من تراه يشكو بعد أن ضاقت به السبل وهو يرى الوفود تجوب الآفاق عبر القارات، والمؤتمرات تنعقد وتنفض والوزارات والمؤسسات تصرف مرتباتها شهرياً، بينما يضطر ممثلو السودان وسفراؤه في الخارج إلى بيع ذهب زوجاتهم لكي يستروا حالهم ووطنهم؟!

    ولكن هل هذا هو السبب في غضبة غندور وقد قدم استقالته قبل أشهر وبدا زاهداً في الاستمرار أم أنه ضاق ذرعاً بأحوال البلاد بعد أن عم الفساد وطم حتى أعلنت قيادة الدولة الحرب عليه وعلى قططه السمان وبعد أن عز على الناس سحب أموالهم من المصارف وعاد الناس إلى (قيام الليل) أمام طلمبات الوقود وأصبح الدولار بعبعاً بل مارداً يقيّد بالسلاسل من خارج بنك السودان حتى لا ينفلت فيُدمِّر الأخضر واليابس ويهوي بعملتنا الوطنية إلى القاع؟!

    تفاءل الناس بالرفع (النظري) للعقوبات الأمريكية الظالمة لكن أمريكا وحلفاءها و(حلفاءنا) لا يزالون يمسكون بخناقنا رغم الدماء الغالية التي يسكبها جنودنا ولا أرى أملاً قريباً فساقية السياسة (لا تزال مدورة)!

    أعود للحديث عن غندور فقد أشفقت حين تولى التفاوض مع الحركات المسلحة من خلال موقعه كمساعد لرئيس الجمهورية ذلك أن سمته المهذب المؤدب لا يشي إلا برجل (منبطح) لا يملك مقومات من يناطح ويصارع أولئك الأشرار من الذين أدمنوا لغة الحرب والصراع وفاحش القول والفعل وكتبت وقتها متشائماً أننا أمام مرحلة جديدة من الانكسار والهزيمة ستكون أكثر وبالاً مما جره علينا أولاد نيفاشا الذين سماهم الفريق مهدي بابو نمر بعصافير الخريف فإذا بالرجل يبهرني بشخصية مختلفة تماماً فقد ألجأ غندور عرمان إلى الحائط وعصره عصراً بدون أن يتخلى عن سمته الوقور وأدبه الجم ولا أدري كيف يتأتى لرجل أن يقاتل ويصرع خصمه بدون سلاح الطعان؟!

    ذلك هو غندور بأسلوبه السهل الممتنع وذلك هو غندور نسيج وحده الذي كان يصرع خصومه المحاربين في مائدة التفاوض ويصرع محاوريه الدبلوماسيين عندما يقف أمام الكاميرات التلفزيونية والصحفية فيبدون كالأقزام أمام طلته البهية وبيانه السلسال.

    لم يخسر غندور ورب الكعبة إنما خسر الوطن رجلاً متميزاً خرج في وقت عصيب يحتاج إلى رجل بقدراته الكبيرة لكي يخرجنا من ضيق الحصار الأمريكي الذي لا نزال نتمرغ في رمضائه.

    لا غرو فإن سيرته الذاتية الباذخة تؤهله ليحتل موقعاً أكبر فرجل شغل منصب مدير جامعة الخرطوم وعرك السياسة وعركته أضخم من أن يدخل في معارك صغيرة ولذلك اختار اللحظة المناسبة لكي يغادر إلى حيث فضاء الله الواسع فالليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدن كل عجيب.


    assayha























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de