لا تواصل القراءة ان كنت من ضعاف القلوب ، فهذا الخبر الذي من المفروض ان يسعدك كمواطن هو ما قد يكون السبب في حدوث جلطة قلبية وربما شلل نصفي .. وهو خبر اكتشاف اكبر حقل نفطي في العالم في ولاية النيل الابيض . هذا الخبر ومن خلال رابط المجلة التي اوردته وهي مجلة الكترونية دولية متخصصة في النفط فقط ، خبر يبدو لي شبه مؤكد ، على اساس ان هذه المجلات المتخصصة غالبا ما تحاول حماية سمعتها ومصداقيتها كقاعدة بيانات للمهتمين بالشأن النفطي ، لكن ايضا حاولت البحث عن معلومات اكثر فدخلت الى موقع المجلة ثم الرابط الفرعي (من نحن) ، لم تورد المجلة جنسيتها ولكنها اشارت الى انها تتعامل مع قواعد بيانات اخرى ، لكن قواعد البيانات الاخرى في الواقع بدت لي ضعيفة جدا كما ان الهواتف الملحقة من بريطانيا ومعروف ان اغلب المواقع الزائفة والتي تستخدم في عمليات الاحتيال الالكتروني تتم من بريطانيا. لا يوجد مانع من ان تكون هذه المجلة المسماة oilprice من عمل المخابرات ، ولكن اي مخابرات ، البريطانية ام السودانية ام غيرها ، ان وسائل اجهزة المخابرات للتلاعب بعقول الشعوب لا يمكن توقعها ، رغم ان الموقع به معلومات دقيقة عن النفط واسعاره في البورصة العالمية وخلافه . على اية حال فلنفترض ان الموقع موقع حقيقي وان الخبر رغم ما جاء به من مبالغة خبر حقيقي ، فلماذا هو صادم لأي مواطن سوداني. قبل ان اجيب سأورد مقتطف من الخبر وفق ما جاء بالمجلة وهو كالآتي: A Chinese oil company was sitting on what might be the last great oil discovery on Earth - a potential $6.75 billion per year field on the banks of the White Nile. وهذا هو رابط الخبر من المجلة مباشرة:
هذا الخبر في الواقع لا يعني ان هذه المليارات ستتدفق اليوم او حتى بعد سنة فالمجلة اكدت ان هناك متطلبات تقنية تحتاج لوقت لكي يمكن استخراج هذا النفط كما ان المجلة قد تكون بخبرها هذا ترسل اشارة الى الغرب حول النفوذ الصيني المتعاظم في افريقيا . لكن ماذا يعنينا نحن كمواطنين من هذا الخبر ان صدق ، ان ما يعنينا هو ان نظام الاخوان المسلمين والذي جربناه سابقا عندما كانت ارض السودان تشمل محيطات من الاحتياطيات البترولية ، لم ينلنا كمواطنين من البترول الذي تم استخراجه قرشا واحدا ، مليارات البترول خرجت ولم تعد ولا احد يعرف اوصافها ، شركات البترول الاجنبية فهمت كيف يعمل الاخوان المسلمين معهم فشاركتهم الفساد ، اما الشركات السودانية فهي شركات الاسلاميين انفسهم ، وهكذا كانت المليارات الدولارية تدور في فلكهم هم وحدهم ، انهم لم يحاولوا حتى ابقاء الفتات لدعم القطاعات الاخرى ولو على الاقل دعم زراعة القطن والسمسم والفول السوداني ، ناهيك عن ان يدعموا القطاع الصناعي والتعليمي والصحي ، لم تحدث اي تطورات مشهودة في عهد البترول ولم ينعكس وجوده على المواطن ، وطار جنوب السودان وطارت معه مليارات البترول ، وكأنما هذا البترول لعنة شيطانية فشعب الجنوب حتى الآن لم يتذوق مما يتم انتاجه شيئا فقد تمت سرقته من قبل النظام في دولة جنوب السودان الذي لم يرث من دولة الشمال سوى عقلية الفساد والصراع والاحتراب. فلنفترض ان النظام اخرج مليارات الدولارات من هذا البترول ، في الواقع هنا علينا ان نتوقع مستجدات خطيرة جدا ، فكما ان النظام خلق لنفسه جيتو خاص به خارج اطار المؤسسات التقليدية للدولة ، فلا مانع حينئذ ان يستورد الاسلاميون مرتزقة من امريكا اللاتينية لحمايتهم ، كما فعلوا بانشاء مليشيات موازية للقوات المسلحة القومية وحاربوا بها في اليمن ودعموا بها اوروبا في مكافحة الاتجار بالبشر ، وحاصروا بها القوى المسلحة المناهضة للنظام. اذا تحقق وان استطاع نظام الاخوان المتأسلم استخراج هذه الكميات الضخمة من البترول فلنأذن اذن باستحالة دفع النظام نحو اي عملية اصلاحية للوضع السياسي في الدولة. كما لا يجب ان نتوقع من النظام ان يفعل ما لم يفعله من قبل وهو دعم التعليم والصحة وخلافه (اذا كان وزير الصحة نفسه غير مقتنع بالمستشفيات السودانية ويسافر الى اوروبا للعلاج) اليس هذا مضحكا . مالذي يمكن ان نتوقعه اذا خرجت هذه الكميات من النفط سوى ان يسرح ويمرح فينا الاخوان المتأسلمون ، ويحولونا الى عبيد مستدلين على ذلك بالدين (بالباطل طبعا)كما يفعلون دائما ويرتلوا لنا الآية الكريمة التي تقول:(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (32) الزخرف. نعم سيستخدمون الآيات القرآنية - وهم شطار في هذه اللعبة- ويقنعونا بأن الله فضلهم علينا وقسم لهم من رحمته وأن علينا ان نقبل اتخاذهم لنا عبيدا بالسخرة . نفس ما فعلوه من قبل حين قاموا بفصل مئات الموظفين والعاملين والقضاة من الخدمة المدنية ليبلغوا ما اسموه التمكين واستندوا في ذلك الى القرآن ايضا وهم يتلون:(الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) الحج. فاقمنا الصلاة واتينا الزكاة وهم تركونا وذهبوا ليكنزوا الذهب والفضة ومن الشهوات حب النساء والخيل المسومة والانعام والحرث . نعم يا سادة.... يتلاعبون بالدين كما يتلاعبون بمصائرنا لا يرجون للدين وقارا ولا لنا إلا ولا ذمة . لذلك قلت بأن هذا الخبر صادم لكل من كان في قلبه ذرة من وطنية او على الأقل لديه قناعة بأن حقوقه مسروقة وليس فقط مهضومة . مليارات توطد حكم الاسلاميين الحرامية ، وتضعف المقاومة الجماهيرية ، بل وتمهد الى قمعنا بأشد انواع القمع . اذا حدث ذلك فليس علينا ان ننتظر الغرب ، فقد رأينا كيف يدعم الغرب النظام من أجل تحقيق مصالحه ، ولحس كلامه عن الحرية والديموقراطية ، بل بات يوزع الملايين على مليشيات النظام ليمارس النظام عمله بالوكالة في منع المهاجرين ومكافحة اي عنف قد يوجه ضد مصالح الغرب تحت مزاعم الارهاب. فالغرب يريد ان يحتوي الارهاب في دولنا نحن... ان تعاني الدول العربية والافريقية من الارهاب دون ان يمس الغرب ضغثا من العذاب. ونظام الاسلاميين هو افضل من يمارس دور الشرطي الحارس ، لكل من يدفع .
حينما يستجمع الشعب ارادته فلن تقهره قوة في الارض ذهب صدام حسين بنفطه وجميع جيوشه وكذلك القذافي بكل نفطه وماله وابنائه الذين كان كل واحد منهم على رأس كتيبة وجيش صحيح الموضوع تم بمساعدة دول كبرى أخرى ولكن ارادة الشعب كانت هي السبب الاول لسقوط هؤلاء الطغاة .بشار الاسد ابقته حتى الأن ارادة معظم الشعب ارادة اكثر من 80% من الشعب السوري هي التي قهرت امريكا واوروبا وتركيا ودول الخليج مجتمعة .
04-17-2018, 06:45 PM
Hassan Farah
Hassan Farah
تاريخ التسجيل: 08-29-2016
مجموع المشاركات: 10419
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة