التعاون القائم بين الدول الأوربية والنظام في الخرطوم بشأن ما يسمي بمنع الهجرة غير الشرعية هو الخطر الحقيقي علي مصير محكمة الجنايات الدولية فإن محاولات بعض قادة الافارقة في افشال المحكمة بدعوي أنها أداة جديدة لاستعمار الشعوب الأفريقية نعم هذه المحاولات قد تؤثر في مستقبل المحكمة اذا انحصرت نشاطاتها في الدول الأفريقية وملاحقة قادتها فقط ولكن حتي الآن ينظر الي هذه المحاولات علي انها جاءت من طغاة الافارقة كل منهم غارق في الجرائم ضد شعبه حتي أذنيه ولذلك يأتي التفسير ما يذهبون إليه كما يقوله المثل ، الكلب ينبح خوفا من ذيله ولكن تقديم الأموال الأوربية لسلطة البشير بدعوى التعاون لمنع الهجرة الي اوربا سوف يحدث ضرار بليغا علي جملة المبادئ التي تعمل الدول الغربية وشعوبها الحرص عليها .بالطبع هنا توفر المبرر الكافي لكل دول المنطقة تتجاهل مذكرة الاعتقال بحق الرئيس السوداني أو أي شخص آخر لو رأت أن أمر الاعتقال تضر بمصالح الدولة لان مقا تفعله الاوربين كما تفعله الأوربيون في تفضيل المصالح علي المبادئ والالتزامات الدولية التي شرعوها هم انفسهم ووافق عليها الآخرون. والشي الذي يصعب فهمه حتي بعيدا عن المبادئ والمصالح كيف يمكن التفسير بأن الجهه التي تنتج الأزمات التي تقود الناس إلي الهجرة بان تكون شريك صالح في الحرب عليها. وكيف تفوت علي الغربين بأن الخرطوم هي التي تفتح حدودها للهجرة الي ليبيا ومنها الي اوربا وتقلق مضاجع الاوربين ومن ثم تحصل عليها الأموال وتدعي بأنها شريك في منع التسلل الي اوربا من ليبيا. والغربيون يستخدمون دبلوماسيتهم لتحقيق المكاسب التي توفرها الخرطوم في صيانة حدودهم البحرية بأقل التكاليف بمساعدة الخرطوم في السيطرة علي الصحراء اذا كان أغلب المهاجرين من السودانيين وارتيرين واثيوبين كانت بوسع الخرطوم السيطرة علي حدودها مع اثيوبيا ارتيريا أسهل بكثير من تركهم يعبرون السودان الي ليبيا ومن ثم تحصل علي الأموال لسيطرتهم في الصحراء مع صعوبتها مع أن الحقيقة تعمل الخرطوم علي تحصيل الأموال الأوربية للملاحقة مناوئيها في تخوم الصحراء وفي نفس الوقت تعمل علي خلق التواصل مع الاسلامين في ليبيا لبناء تواصل الحلف الإخواني في ليبيا بأموال الأوربية . بيد أن المنطق السوي ليس التعاون مع المجرم الهارب من العدالة بتقديم الدعم المادى لتحصل علي المكاسب الاقتصادية والسياسية ومع ذلك سيظل مكاسب الأوربية مؤقتة وغير مجدية عمليا و بتكلفة عالية و مصحوبة بالخروج من الوقار والالتزام لأن ذلك علي حساب العدالة التي هم يسعون اليها عبر مؤسسة اوربية تم شبه الإجماع عليها ولكن المطلوب العمل علي تجفيف منابع الهجرة بمواجهة أسبابها الحقيقية فإن أكبر عامل للهجرة هو وجود حكومة البشير وبشار الاسد وبعض الحكومات الافريقية التي لا تنتج في بلادهم إلا الفقر هي الحقيقة التي ينبغي مواجهتها لا كضرورة منع الهجرة فقط بل الإنسانية أما حكاية التعاون مع الخرطوم لمحاربة الإرهاب في الواقع أقرب الي الفكاهه إلا إذا كان تعريف الإرهاب غير المصطلح السائد وأحسب أن ليس هناك إرهاب أكبر مما تفعله النظام في الخرطوم لشعبه بدءا من الابادة الي حرمانهم من الطعام وجعل البلاد سجنا كل ينتظر دوره في الموت بالطريقة التي يختارها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة