لقد بدأ واضحاً وجلياً لكل ذو بصيرة الجشع المصري في الإستحواز علي مصالح الآخرين من مياه النيل ليس لحصة السودان وإثيوبيا وحدهما ولكن لحصص جميع الدول الأفريقية الأخري وهي تحاول الآن جادة تأليب الولايات المتحدة والدول الغربية الأخري علي كل رافض لمصالح مصر التي تكشفت الآن بأنها تتقاطع تقاطعاً واضحاً مع الحقوق المشروعة للشعوب الأفريقية التي تستفيد من مياه النيل، ومصر تتباكي للجميع بأنها ستموت من دون أخذ جميع مياه النيل ولكن لا يهمها أن يموت الآخرين من دون أخذ جزء بسيط من نصيبهم الذي يستحقونه من مياه النيل وكل ما لدي المصريين من منطق أن هذه حقوق تاريخية وأن مصر هبة النيل ولا أدري لماذا لا تكون إثيوبيا والسودان وغيرهما من دول المصب هي مصدر الحق التاريخي وهي الأولي بإستغلال النيل لشعبها وهي الأحوج لهذا الحق وهي أيضاً هبة هذا النيل الفرق الوحيد هو أن مصر أنانية وسبق لها أن أستغفلت هذه الشعوب فتركتهم يعيشون في بدائية القرون الوسطي من الفقر والعوز لان مصر تآمرت مع المستعمر لنهب هذه الحقوق ومصر الآن تلهث في نهم وتآمر جديد علي الجميع والسودان سيكون أول المتضريين إذا حاول الإنسلاخ من التعاون الأفريقي وسيصبح هدفاً سهلاً إذا إنشق عن الدول الأفريقية وليس سراً أن الدول العربية برغم محاولة تقرب السودان اليها فهي تفضل الإنحياز للجانب المصري حتي إن لم يقدم دعماً لها فهي تخشاه من جانب "إبعد عن الشر وغني له" فهي تعلم أن مصر تتخفي خلف الجلباب لجميع الدول الغربية ومستعدة للتجسس والوشاية والكذب والنفاق لكل من يمكن أن يقدم "الأرز" ولهذا علي السودان ألا يحسب أن الدول العربية يمكن أن تقف معه عند المحن إذا كان ذلك يعرض الدول العربية لغضب الغرب حال مساندة السودان ضد مصر والآن هذا هو الوقت المناسب للسودان أن ينحاز لإتفاقية عنتبي ويقف مع الأفارقة صفاً واحداً وها هي إثيوبيا تضرب المثل القوي الحي وتمد يد التعاون النافع للجانبين ونقول للدولة الآن هذا هو الوقت المناسب بعد أن سمعنا الكثير من الإعلاميين المصريين علي العديد من القنوات الفضائية قد حولوا نبرة العداء علي سد النهضة و الإعتراض علي سنوات الملأ الي القول بأنهم يقصدون قسمة المياه ما بعد سد النهضة ويتحاشون الإفصاح بالقول أنهم يقصدون قسمة المياه بين السودان ومصر علي الرغم من أن ذلك واضح وضوح الشمس، وبالطبع هذا التحول قد أتي بعد أن أيقنوا أن الطريق مسدود تجاه هزيمة إثيوبيا التي تقف موقف البطل الشامخ وخلفها كثيراً من الدول الغربية الداعمة، ولربما الغرب هو الذي أرشد مصر الي أن يلتفتوا جهة السودان مما يعني أن مصر تريد ال55.5 مليار متر من المياه من بعد السد والتلويح الآن هو نرجوك أن تبتعدي يا إثيوبيا عن الموضوع نحن نقصد السودان فقط نريد غطاءاً بتوقيع هذه الكمية وتوثيقها في محاضر الإجتماعات وسوف نأخذها من حصة ماء السودان وبذلك يتحول العداء والمشكلة بين السودان ومصر بدلاً من إثيوبيا ومصر وهي تري أنها يمكن أن تستقوي علي السودان واللعب علي علاقته السيئة مع الولايات المتحدة والغرب وسوف يقولونها بالفم المليان أن نصيب مصر غير قابل للتفاوض ويقولون أن السودان قد وافق علي ذلك ووقع في محاضر إجتماعات سد النهضة ، ليس ذلك فحسب بل أن السودان لن يكون بإمكانه التوقيع علي عنتبي لاحقاً لأنها سوف تتعارض مع ما تم توقيعه في إجتماعات سد النهضة فيكون قد خسر الحاضر والمستقبل لكل ما سبق نقول "حزارا" ثم "حزارا" يا ممثلينا من التوقيع علي نصيب مصر أو الإعتراف بذلك وأيضاً نقول إن المخرج الوحيد والآمن هو التوقيع علي عنتبي اليوم قبل طلوع فجر غد وعلي الرغم من أننا نعلم أن الوزير معتز موسي وأبو الوطنية غندور لا تفوتهم شارده ولا يساومون علي مصالح السودان ولكننا نقول ذلك من باب "ذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين" وفقكم الله وسدد خطاكم وننوه الي أن الزمن ليس في صالح السودان لك الله ياسودان العزة والكرامة والله الذي ينصر كل ضعيف يوسف علي النور حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة