تحديداً في عصر الثلاثاء هذا.. كان السيد صديق يوسف القيادي الشيوعي المعروف بسمته الهادئ.. ووقاره الذي لا تخطئه العين.. يقف معزياً ومتلقياً العزاء في فقيد البلاد الراحل أبو زيد محمد صالح بمقابر حلة حمد بالخرطوم بحري.. وقد حرصت على مصافحته ومواساته.. غير أنني لم أكن أتوقع أن أسمع بعد ساعة واحدة فقط.. أنباءً متضاربة عن إعادة اعتقال الرجل.. قالت الرواية التي تم تداولها بكثافة إن الأستاذ صديق يوسف تلقى استدعاءً عبر الهاتف بالذهاب لجهاز الأمن.. وإنه رفض الاستجابة لذلك.. فأرسل الجهاز.. مفرزة.. اقتادته من منزله..! أنا شخصياً صدقت تلك الرواية.. فكلٌّ يشبه ما نسب إليه.. ولكن ما لم أستطع أن أصدقه أن قيادة الحزب الشيوعي التي اكتشفت.. قبلنا بالطبع.. أن الأمر لم يكن اعتقالا.. ولا حتى استدعاءً.. لم تدرك أن ثمة عبارة كان يمكن أن تقال في مقدمة بيانها ذاك فقط.. مجرد عبارة ولكنها كان يمكن أن تعني الكثير.. فماذا قال بيانها أصلاً..؟ في تصريح صحفي ممهور من المكتب السياسي.. (في مساء الثلاثاء تم لقاء بمباني جهاز الأمن؛ بدعوة من مدير الجهاز، حيث شارك فيه الزميل صديق يوسف- بدعوة خاصة- وبوجود ومشاركة الزملاء (محمد مختار الخطيب، الحارث أحمد التوم، صدقي كبلو، صالح محمود، علي الكنين) من المعتقلين.. طرح مدير جهاز الأمن أن موقف الجهاز الجديد هو إطلاق سراح جميع المعتقلين وأنهم في عهد جديد وسيعملون لإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في حل أزمة الوطن، وأعاد ما هو معلن عن محاربة الفساد والأنشطة التخريبية في الاقتصاد، ودعا للحوار، وأنه شخصياً ضد الاعتقالات..).. وهنا كنت أعتقد.. أو لنقل كانت اللياقة تفترض أن يقول الحزب في مطلع تصريحه، إنه يشكر مدير الجهاز على هذه الخطوة.. ببساطة لأنها خطوة مختلفة.. وغير مسبوقة.. ويمكن أن تفتح الطريق لسماع رؤية الحزب.. سيما إذا كان الحزب نفسه يقول في تصريحه إنه ظل يقدم البدائل.. فإن كان المراقب العادل يشهد للحزب بذلك.. فقد كانت ذات العدالة توجب على الحزب أن يقول لمن يريد أن يجعل ذلك ممكنا.. أحسنت..! كما أنه يبدو عصيا على الفهم أن تقف أمام مدير للأمن ويقول لك إنه لا يؤمن بالاعتقال.. فلا تقول له هذا تفكير في الاتجاه الصحيح على الأقل.. ثم نقرأ بمزيد من الدهشة في تصريح الحزب.. (أكد مدير الجهاز أن اللقاء يأتي لتوضيح سياساته ورأيه في كيفية حل وإصلاح وخدمة الوطن، وأن ما تم بينهم في هذه الجلسة هو ليس بالحوار المقصود، وإن الحوار سيتم في جو ديمقراطي..).. ولكن تصريح الحزب يكتفي بقوله.. (أكد زملاؤنا أنهم استمعوا لما قاله السيد مدير جهاز الأمن، وأن قيادة الحزب ستقيم الوضع بحرية).. ولكن التصريح يستدرك بعد ذلك ليقول.. (تحدث الزملاء وأكدوا على أهمية وضرورة توفير الحريات السياسية وتوفير المناخ الديمقراطي والممارسة الديمقراطية.. وهذا هو المدخل السليم لبداية حل مشاكل المواطن).. كان لهذه العبارة أن تأتي عطفا على حديث مدير الجهاز.. ولكن يبدو أن الحزب يخشى التورط في حوار مباشر.. ربما..! أمسية الأحد 11 فبراير.. عشية تعيين مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني.. قلت في أكثر من منبر إن الرجل يعود بشكل مختلف بعد تجارب شخصية.. وقراءة أكثر واقعية للمشهد السياسي.. وها هو يفعل ولكن.. الخطوة الجريئة.. بعيداً عن الإرباك والارتباك.. في حاجة لرد فعل أجرأ.. لتثمر..!.
يا راجل يا ع رص, مدير الجهاز تشكرو انت لانو ولى نعمتك. كيف لحزب قيادته معتقلة, ويقوم يشكر من اعتقلوا هذه القيادة؟ الحزب ده مش ياهو ذاتو القلتو عجز واى قرد ممكن يلعب فى ط ي زو؟ مالكم بقيتو تتهافنوا لشهادة شكر وتقدير منو؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة