السيد الصادق المهدي عايش مع ابناء جيله من قيادات ورموز العمل العام في السودان من قبل مراحل التحول السياسي والثورات الشعبية التي شهدها السودان في مواجهة الديكتاتوريات العسكرية التقليدية في اكتوبر 64 وابريل 85 في ظروف وواقع مختلف جذريا عما تشهدة البلاد اليوم علي خلفية الدمار الشامل بعد ثلاثة عقود من الهيمنة والحكم العقائدي واذا كانت الاحزاب قد ورثت في ذلك الوقت دولة متماسكة ومؤسسات حكم قومية ومجتمع متسامح حيث سارت الحياة سيرها الطبيعي في العاصمة ومدن السودان الاخري في نفس يوم سقوط نميري وعبود ولكن اليوم امر اخر وواقع محفوف بمخاطر بلاحدود في ظل واقع اقليمي ودولي مختلف يعاني بدورة من الضعف والتفكك والفوضي . بعد ايام قليلة من اختياره رئيسا لتجمع المعارضة السوداني المعروف بنداء السودان وفي اعقاب تعرضه الي حملة انتقادات واسعة من بقية القوي السياسية وكيانات معارضة اخري اتهمته بالهدنة مع النظام واسقاط خيار المواجهة المسلحة عاد السيد الصادق المهدي امس الخميس و طالب الرئيس السوداني عمر البشير بتسليم السلطة وترك الباب مفتوحا للتفاوض حول بقية الترتيبات وعملية الانتقال للحكم بطريقة سلمية. جاء ذلك في تقرير اخباري علي صحيفة القدس العربي ونقلت الصحيفة عن الصادق المهدي مطالبته الرئيس السوداني باتباع نفس صيغة الانتقال التي اتبعت في غامبيا و ذلك في ندوة بالمعهد الملكي للشؤون الدولية في العاصمة البريطانية حيث كشف المهدي في معرض استعراضه للوضع السياسي الراهن في السودان عن ان عدد الخريجين الباحثين عن العمل في البلاد قد بلغ مليوني خريج بطريقة تكشف عن حجم الشلل الخطير الذي اصاب دولاب العمل في الدولة السودانية بصورة تنذر بحدوث انفجار اجتماعي يعزز بدورة امكانية حدوث انهيار كامل لهيكل الدولة السودانية في توقيت قريب. وجاء في التقرير الاخباري للاعلامي خالد الاعيسر في القدس العربي ان الصادق المهدي قد قال ان لديهم خيارات كثيرة للاطاحة بالنظام لكنهم يفضلون التفاوض السلمي. الي ذلك فقد وصف الصادق المهدي دعوات الحكومة الي اجراء انتخابات رئاسية في العام 2020 بالخطوة الانتحارية التي ستنتهي بالسودان الي شكل من اشكال الوصاية والملاحقة الدولية المستمرة بسبب تداعيات اتهام المحكمة الجنائية الدولية للرئيس البشير. وكشف المهدي ايضا انه قد حضر الي بريطانيا الي التشاور مع حكومتها وقال انه قد خاطب باسم نداء السودان الامم المتحدة وعدد من المنظمات الاقليمية والدولية الاخري حول انجع السبل لانقاذ السودان من الانيهار الحتمي في ظل الاوضاع الراهنة علي حد تعبيره. ولم ينسي السيد الصادق المهدي في معرض تصريحاته في هذا الصدد ان يفسح مجالا لتحفيز الرئيس السوداني عمر البشير طالبا منه ان : " يحجز له مكانا في غرفة الشرف الوطني " علي حد تعبيرة ومناشدا له القيام بمبادرة شاملة لاعادة السلطة للشعب عبر مؤتمر شامل يخاطب من خلاله الشعب السوداني والمجتمع الدولي. الوضع في السودان الراهن اصبح مفتوحا امام كل الاحتمالات في ظل الازمة الاقتصادية التي اصبحت هي العامل الحاسم في تحديد مجريات الامور والتي فتحت بدورها شهية خصوم النظام السوداني ومن بينهم الصادق المهدي واخرين لكي يكونوا واضحين في تحديد سقف مطالبهم من خلال العناوين الرئيسية لمطالبهم التي تدعو الي تنحي حكام الخرطوم ولكن هل يستجيبون.. Sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد فضل علي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست