ربما يود الاخوان المسلمون لو كانوا شيوعيين بقلم د. الطاهر الفكى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 11:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-26-2018, 02:51 PM

د.الطاهر الفكى
<aد.الطاهر الفكى
تاريخ التسجيل: 10-24-2017
مجموع المشاركات: 18

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ربما يود الاخوان المسلمون لو كانوا شيوعيين بقلم د. الطاهر الفكى

    01:51 PM February, 26 2018

    سودانيز اون لاين
    د.الطاهر الفكى-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر






    كتب المؤرخ العريق ابن الأثير صاحب كتاب "الكامل في التاريخ", بألم وأسى بالغين عن هجمة هولاكو على بغداد فى العام 1258الميلادى يقول: فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟ ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ و نحن نستعيد كلماته, ينتابنا نفس الشعور أن ننعى السودان و أهله. ذلك ان ما يحدث على يد الحركة الاسلامية من تدمير السودان و ارثه ليس بأقل مما قام به هولاكو قبل حوالي 760 عاماً فى العراق حين استُبيحت الابداعات الثقافية ونُهبت ودُمرت المتاحف والجامعات والمكتبات و وأدت حضارة و تاريخ خمسة آلاف عام. لكن شيئا واحدا لم يستطع هولاكو ان يدمره, وهو الانسان و القيم المتاصلة فى قلوب و اعماق النفوس.

    شجاعة الشعب السودانى وجَلده في تحمل المعاناة، يجعلنا نتأكد أن البلاد ستستعيد أنفاسها مرة أخرى بذهاب الاخوان المسلمين ونظامهم الى مذبلة التاريخ. و أهمها أن تجعل من السودان رمزاً و مثالا على الهوية و التعددية فى الاعراق والثقافات والاديان و ملتقاها, من المدن فى غرب أفريقيا وعبر درب الاربعين، إلى طريق مصر و من شمال الوادى الى جنوب أفريقيا، ويصبح السودان بوتقة ينصهر فيها الكثيرون على اختلاف مشاربهم وأفكارهم , بلاد تستقبل كل جميل.

    بيد أنه منذ تولى الحركة الاسلامية الحكم فى السودان و خلال ما يقارب الثلاثيىن سنة الماضية، طغت الكراهية الدينية و العرقية و الثقافية و ساد العنف على السلام و المحبة وتلاشت روح التسامح الأصيلة. و شددت الحركة الاسلامية على وضع البعد الإنساني في سلة مهملاتها و ركزت أولوياتها و جهودها لضمان استمرار فكرها الظلامى و سرقة كل شئ. و شنت الحرب على الثقافة والتعليم، والادب و الرقى و الحداثة. وجاء تدمير التعليم الجامعى بانشاء جامعات اسمية، وأصمت الموسيقى، وبدأت الاعتداء على الفنانين، وإغلاق الحدائق و المنتزهات العامة و أهمها حديقة الحيوان فى الخرطوم و قاموا بتحطيم التماثيل الاثرية فى المعاهد و الاماكن العامة.

    و علمت الحركة الاسلامية آلملايين من الأطفال و غرزت فيهم روح الحرب على من يدعون بغير الله ولقنوا الناس مبادئ عقيدة فاسدة. ولم يؤسسوا الى تعليم يتماشى مع قيم الواقع و الحضارة يستندون إليه لبناء المستقبل مما انتج جيلا ضائعا، لم يتعلّم معنى السلام و المحبة و ثقافة الحياة و السعادة داخلهم، تلك الثقافة الثرية المتأصلة في جذور التاريخ السودانى.

    إن الخسائر الكبيرة فى طمث القيم التى تميز بها السودان قبل مجئ أخوان الشيطان كمركز للتعايش بين الديانات الكتابية والديانات المحلية شكلت تراجعا داخليا و صدمة كبيرة للعالم المتحضر و المتفتح و المؤمن بابداع الله فى التنوع وحرية الاختيار. وما تم من تدمير وحدة البلاد و تقسيمها الى دولتين و هدم المواقع الأثرية والتاريخية في العاصمة و بعض المدن الكبرى فى السودان و المراكز الثقافية و المسارح ومحال بيع الكتب والمتاحف، وأهمها المتحف القومى الذي تعرض للنهب قلل الفرص للتدريب الفني والحرفي والابداع الثقافى، تحديداً فن النحت على المبانى والجدران و فى الابداعات فى الفن المعمارى من أجل توفير العمال والفنيين المهرة، الذين ستحتاج إليهم البلاد لإعادة الإعمار.
    لقد ساهم الانصهار العرقى فى السودان فى خلق حضارة التعايش السلمى في أرض السودان والدول من حوله و فى رسم المسار والخطى الإنسانية، من خلال تقارب إنساني استمر الاف السنين، والذي كان من ثماره الشخصية السودانية التى أعجب بها العالم و أكتسبت مكانة خاصة جعلت الأجيال تفتخر بما حققه أجدادهم, جائت الفئة الباغية من الحركة الاسلامية لتدمر كل ذلك و ما تزال مصرة على الاستمرار فيه بمناهج شملت مقررات دراسية بهدف محاربة الإبداع والفكر النقدي ومبادئ وقيم الاحترام المتبادل. وهذا السبيل قنن التعصب والتشدد ليصبح المواطن السودانى طعما لقوى الارهاب و نشر الفساد الاخلاقى لإعادة بناء ما يظنونه بالدولة الاسلامية.
    لا نتكلم اليوم عن قرب نهاية آلحركة الاسلامية و الاخوان المسلمين من جانب ما يتعلق بالسلطة، بل بالمصير المحتوم بالأنظمة الثيؤلوجية التى توصلت الى سدة الحكم أيا كانت.

    فملامحها غير مستقرة فى كل جوانبها، بدءاً بالأوضاع الاقتصادية، ومروراً بالفساد والانهيار الاخلاقى.
    مصير الحركة الاسلامية يتبدى في اشكاليات خارجة عن قبضتهم الامنية. و في ظل أطر عقلانية و كونية، تتسابق في الشكل و المحتوى و المضمون لتؤدى الى النهايات الحتمية.

    أولا المرحلة العمرية للشباب السوداني، فالذين ولدوا غداة الانقلاب فى 1989 مقبلون اليوم على العقد الثالث من العمر, هذا الجيل الذي يعاصر الثورة المعلوماتية والإعلام الحر ضمن سياقات الفضاء العالمى المفتوح و التواصل الاجتماعى و سهولة نقل المعلومة، فإن التعاطي معه بالعقلية المتخلفة والمتشددة التي مارستها قيادات الحركة الاسلامية العجوز قبل ثلاثين سنة، أمر تجاوزته الحقائق و طبائع الواقع و فرضيات المستقبل.

    ثانيا الأمر الذي يؤكد قابلية الثورة للانفجار هو ما يتعلق بالمرأة السودانية التي عانت، ولا تزال تعانى من الوجه القبيح و القمع و الذل و محاولة أرهابها و التقليل من شأنها. ومن حيث لا تدرى الحركة الاسلامية فان ما يتعلق بالمرأة قد تغير وتبدلت طباعها و أوضاعها و وعيها بحقوقها ومشاركتها فى صنع الاحداث بخاصة أنها تمثل نسبة كبيرة من خريجي الجامعات في إلسودان و المعاهد العليا. و الفتيات اللائي شاركن في انتفاضة سبتمبر2013 و الحراك الجماهيرى الدائر يمثلن تحولا آيديولوجيا و ثقافيا أكثر من كونه ثورة على واقع اقتصادي داخلي مرير. و ساهمت المرأة حين خرجت مع الجماهير ترفع شعارات وتعلي هتافات (سلمية – سلمية - ضد الحرامية) ما يعني أن القائمين على الحكم اليوم أضحى مستقبلهم وراءهم، متوشحين قناعات اللصوص و يرتدون لباس السحت والحرام.

    ثالثا الجيل القديم الذى عاش اجمل ما كان فى السودان فى كل شيئ و تنسم من عبير الحرية وارتوى من الانصهار المجتمعى. ثم قاسى مرارة العيش تحت نظام الاخوان المسلمين. هذا الجيل لن ينسى الدمار و الخراب الذى فعلته الحركة الاسلامية و هم وقود الانفجار الثورى القادم

    رابعا قوى اليسار و التقدميين و المستقلين الذين لم يهادنوا و لم يلينوا و لم يشرون أنفسهم رخيصة للحركة الاسلامية جريا وراء الوظائف أوالعطايا. هؤلاء و أخص بهم الشيوعيين لم يدنسوا انفسهم فى رخيص الحركة الاسلامية و لم يسرقوا أو يرتشوا أو يفسدوا. بل على العكس قدموا ما استطاعوا جمال الحياة عطاءا فى الفن و الادب و الثقافة. اينما اتجهت الى ما يزين الحياة تجدهم. على عكس الاخوان المسلميىن الذيى دنسوا أنفسهم بكل رخيص و ظهر نفاقهم و حبهم للدنيا و الجاه و لا يبتغون الى الله سبيلا.

    خامسا الحركات المسلحة و القابضين على جمر القضية يحملون أرواحهم بين يديهم. و منهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ليس الذين باعوا أنفسهم للحركة الاسلامية بدريهمات ثم ُأصبحوا كلابا تلهث يوما أعطوهم و يوما منعوهم. الذين يظنون ان الحرب قد و صلت نهاياتها لا يعلمون ان المقاومة متاصلة فى النفوس للوصول الى الاهداف التى من أجلها قاموا. و ماتزال تلك الاهداف باقية و ببقائها تمتد جذور المقاومة.

    قيادات الحركة الاسلامية يسودها اليوم حالة من الرعب و القلق الجامح من أى حراك جماهيرى يدفع المحتجين ليتدفقوا إلى الشوارع. و في هذا السياق، يفهم المرء عظم المخاوف التي تترائى للحركة الاسلامية من رفع الغطاء الذى كشف عورتهم و عرى مقاصدهم . ولهذا ينزعون إلى اجراءات العنف ذات الملامح والمعالم الديكتاتورية ، سواء كان ذلك عبر القوة الامنية الفائضة في التعاطي مع المحتجين، أو بتكميم الاصوات المعارضة و مصادرة الصحف ومنع الكتاب و الصحفيين من الكتاية. و أسلوبهم الجديد بأخذ قيادات المعارضة كرهائن
    الحركةالاسلامية بدأت مسيرة الانفجار من الداخل و لن يطول الانتظارطويلا لخاتمة المطاف. انكشف المستور وفشلت الذرائع لتضحى الحقائق سيدة الموقف لتكون إشكالية غاية في الأهمية، تمهد لسقوط الأصولية و دعاوى الدولة الدينية الزائفة و العودة إلى الدولة المدنية بسماتها العلمانية التى كانت سائدة. هذه النهايات حتمية تاريخية و ليست رهناً بنهايات تاريخ الحركة الاسلامية؛ وذلك لأن الشباب السودانى ليس معاديا أساسا لصحيح الاديان، لكنهم يسعون إلى مجتمع متحرر من ربقة السيطرة الدينية التى عاشوها واقعا و ليس نظريا، و ينشدون الحداثة، وحكم ديموقراطى، ومؤسسات حديثة، ضمن أطر من التعددية والحرية، خالى من الفساد و المفسدين وبفهم جديد و صحيح للإسلام السمح، لا إسلام الاخوان المسلمين الذين يودون يومها لو كانوا شيوعيين.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de