لم يجد الرئيس ترامب سبيلاً غير أن يتواصل مع الكونجرس الأمريكي سراً.. ترامب اشتكى في رسالته أن جهاز التحقيقات الفدرالي يتحامل عليه كثيراً.. هذه الخطوة تأتي استباقاً لمعركة بدت ملامحها تتشكل.. أغلب الظن أن الخناق قد يضيق على ترامب بسبب تواصله مع الروس قبل الوصول إلى البيت الأبيض.. تلك المجهودات قد تجبر الرئيس على الاستقالة أو عدم التفكير في ترشيح نفسه مجدداً في ٢٠٢٠م.. لماذا يخاف الرئيس من موظفين يرأسهم ويستطيع فصلهم من العمل..؟ تكمن الإجابة في نظام توازن السلطات الذي يمنع طغيان سلطة على أختها.
قبل أيام احتشد نواب البرلمان السوداني.. لم يكن الزحام بسبب دعوة طارئة بسبب الأزمة الاقتصادية.. جاء النواب من كل فج عميق ليحصدوا منافع لهم.. النواب جاءوا لينافسوا الفقراء في السكن الشعبي.. خمسمائة منزل تم توزيعها موسم تعديل الدستور.. كل ذلك والبرلمان في إجازة تنتهي في أبريل المقبل.. بعد ذلك ستهل تباشير شهر رمضان ثم العيد الكبير.. ثم الحج الأكبر.. في نهاية المطاف ستنتظم الدورة البرلمانية في النصف الثاني من العام.. وقتها سيكون إنقاذ الميزانية أمراً صعباً.
بالطبع كل برلمانات العالم تمضي في إجازة راتبة.. لكن في مثل ظروفنا هذه على البرلمان أن يلتئم بشكل عاجل.. الآن نحن على مشارف كارثة اقتصادية.. وصلت البلاد العتبات الأولى في التضخم الجامح.. بتنا نقارن مع دول فاشلة مثل الصومال وجنوب السودان.. ما الذي يجعل برلماننا في حالة غياب في مثل الظروف؟
قبل أشهر سئل وزير الدولة بالدفاع عن دور البرلمان في إجازة الحرب على اليمن.. الوزير رد أن البرلمان كان في إجازة بمعنى أنه لم يكن منعقداً.. ومن المعروف أن البرلمان حين يعود للعمل يراجع كل المراسيم المؤقتة التي صدرت في غيابه.. لكن ذلك لم يحدث.. ولم تتم مراجعة الأمر حتى يوم الناس هذا.. عشرات القضايا مرت وتمت إجازتها والعمل بها في غياب البرلمان.
في تقديري.. على رئيس البرلمان أن يقطع إجازة النواب في موسم الأزمات.. إن الوقت المناسب لاستدعاء رئيس الوزراء ليساءل عن خططه ورؤاه لتجاوز الأزمة.. بل من المهم جداً أن تتم مراجعة كل مراحل تنفيذ الميزانية.. بل وضع خطط بديلة لمواجهة الواقع المتغير.
بصراحة.. إن الوقت ملح لتقوية المؤسسات.. الخطوة الأولى تكمن في أن يلعب البرلمان دوره في الرقابة على الجهاز التنفيذي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالباقي الظافر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست