في رحاب كـتاب (نَفَحَاتْ الدَرَتْ) بقلم بروفيسور مهدي أمين التوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 07:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-31-2018, 11:46 PM

مهدي امين التوم
<aمهدي امين التوم
تاريخ التسجيل: 09-25-2017
مجموع المشاركات: 64

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في رحاب كـتاب (نَفَحَاتْ الدَرَتْ) بقلم بروفيسور مهدي أمين التوم

    10:46 PM January, 31 2018

    سودانيز اون لاين
    مهدي امين التوم-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    التقيت صدفة في ظلال وحدة طبية للعناية المكثفة بالدكتور الوليد ادم مادبو ، وكان كلانا قد جاء لتصيُّد أخبار عزيز يتأوه بصمت داخل الوحدة ، وأكرمني الدكتور الوليد بإهدائي نسخة موقعة من كتابه الأخير الموسوم ب(نَفَحَاتْ الدَرَتْ) الذي صدر مؤخراً عن مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي.
    حملت الكتاب ممنياً نفسي بقراءة ترويحية خفيفة أوحى بها ، خطأً ، غلاف الكتاب الأنيق ،وتصميمه الفني الرائع ، وحروفه المبعثرة ، ولوحاته الفنية الباذخة . ولكن ما أن جلست لتفحصه حتى وجدت نفسي أسبح في بحر لُجي ، أرهقني غاية الإرهاق ، وأخذ مني أضعاف الوقت الذي ظننت أني أحتاجه للإطلاع عليه رغم تدربي على القراءة الإستيعابية السريعة .
    فعلى الرغم من خدعة إخراجه بحروف كبيرة وبسطور مبعثرة ، إلا أنه تكاد كل فقرة فيه ، بل ربما كل سطر ، يحتاج الى وقفة تأمُّل ، ومراجعة أفكار ، وإستدعاء أحداث ، وسرحان خيال ، وإعادة القراءة مرات ومرات بدرجات تركيز متصاعدة . فالكتاب في صفحاته الثلاثمائة ونيف ، يمثَّل تفكراً منهجياً وفلسفياً عميقاً في حياة الناس عموماً في السودان مع إحتوائه على بعض شذرات من مجتمعات أخرى عاش فيها المؤلف دارساً أو عاملاً.
    إنه سياحة نقدية وتوثيقية في مجالات الإرث والحِكمة الأهلية والقبلية التي حافظت على النسيج الاجتماعي في السودان لمئات السنين ، قبل أن يبتليها الله بعبث العسكر النميريين والانقاذيين ، ليطعنوها في مقتل ، بحثاً عن ولاءات مصطنعة لا هي حافظت على ماهو قائم ولا أبدعت بديلا افضل ، فانفرط العقد الاجتماعي ، أو كاد ، في المجتمعات القبلية التقليدية ، وكذلك في الفضاءات التي كانت حضرية فتريفت بسرعة وانحطت بدرجة لا تُصَدَّق .
    وهذه السياحة المعبَّر عنها بعمق شديد ، رغم مايكتنف ذلك أحياناً من نقدٍ لاذع وسخرية موجعة ، إلا أنها من دون شك تمثل نظرة علمية لواقع مأزوم لا يخلو من مؤشرات قوية لمآلات غير واضحة المعالم النهائية ، لكنها ذات دلالات سلبية ، تمثل في مجملها نواقيس لأخطار قادمة على الوطن وأهله الطيبين الصابرين . وبعض تلك المخاطر ، الجاثمة أو القادمة ، إستدعت التعبير أحياناً كثيرة ، بصراحة غير معهودة ، عن بعض المسكوت عنه ، إجتماعياً وسياسياً وأخلاقياً، بشكل يتطلب شجاعة علمية وأدبية من كاتب كالوليد تتقمصه روح مصلح إجتماعي لا يبالي بما قد يصيبه من رشاش ، وما قد يراه اللآخرون من جرأة فكرية أو عنف لفظي أو لغوي .
    ملفت جداً مايتبعثر في الكتاب من ماورائيات يبدو أن الايمان الذاتي بها مترسخ في وجدان المؤلف . لكن إقناع الآخرين المعاصرين بها ربما ليس متاحاً بشكل مطلق . صحيح أن التراث السوداني منذ ماقبل طبقات ود ضيف الله وحتى يوم الناس هذا ، يَعُج بقصص الأولياء والصالحين وبكرامات محكية تفوق الخيال ، لكن معظمها ، إن لم يكن كلها ، يصعب تصديقه والايمان به ، ولايقبله العقل المعاصر إلا في إطار التسلية والخيال الجامح ، كما يفعل الشباب اليوم مع أفلام الخيال العلمي .
    أعجبتني الإشارات الموحية لوالد المؤلف ،الدكتور ادم مادبو ، في إطارها السياسي والإجتماعي والفكري والتربوي . إنه بحق رجل عظيم ذو مواقف سياسية وإجتماعية وأخلاقية مشهودة . لقد توقفت كثيراً أمام تخيُّل مشهده وهو وزير للدفاع ، يقف حافيأً لخدمة مرؤوسيه من العسكريين لأنهم في رحاب دار الأسرة في بادية الرزيقات وفي حضرة والده رأس القبيلة وزعيمها . قطعاً زاد قدره يومذاك عند مرؤوسيه العسكريين وفغروا أفواههم دهشة ، لكن عند الوالد لم يكن الأمر سوى أداء واجب عادي ومتوارث وغير مصطنع . إنها بصمات سلوكية لا تخطئها العين في مجمل أبناء الأسرة ويلحظها كل من ساقته قدماه لدروب آل مادبو وربوعهم داخل وخارج الوطن العزيز .
    كذلك أعجبتني جداً مجموعة اللوحات التشكيلية المعبِّرة التي تزيِّن صفحات الكتاب في بداية كل فصل من فصوله المتعددة . وإختيار اللوحات وتوزيعها في أرجاء الكتاب ، يوحيان بروح فنانة وبجهد جدِّي تمَّ بذله لجعل التشكيل الفني يُعطي أبعاداً بصرية ونفسية للتشكيل الحرفي الذي خطه يراع المؤلف ليعطينا نفحات تقي من حر الهجير وجفاف الزمن وتجهد العقول .
    ثم لابد من الإشارة أخيراً وليس آخراً إلى أن النفحات تثبت ، كغيرها من كتابات دكتور الوليد وأبحاثه ، أن قلبه سيظل حبيس الوطن رغم الإغتراب والإبتعاد البدني عن أرض الوطن ، تصديقاً واقعياً لما ذكرته في شأنه إحدى الناقدات العربيات ، وتأكيداً لروح وطنية تتلبسه تجعله عاشقاً لوطن نعتز كلنا بالإنتماء إليه لكننا بكل أسف نراه يتلاشى أمام أعيننا ونحن ننظر ببلاهة ، عاجزين لكننا نجد بعض العزاء في مثل كتاب ( نفحات الدرت ) الذي يعطينا أملاً في الإصلاح وترسيخ القيم . إنه دون شك كتاب يستحق الإقتناء والقراءة التأملية المتأنية .
    بروفيسور / مهدي أمين التوم
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de