:: ومن محن الوضع الراهن، التسريب الآتي نصه : ( واحدة من تسريبات اجتماع الشورى السري للحزب الحاكم سريان مقترح قسمة ثروة الأعضاء البارزين و توريدها في الخزينة العامة لمواجهة الظروف الاقتصادية الطارئة، وتحمًس عدد من الرموز للمقترح غير الرسمي) .. هكذا كان التسريب يوم الأحد الفائت - بصحيفة الصحيفة - تحت عنوان (قسمة الثروة الإخوانية).. وقبل التعليق عن هذه المسماة بقسمة الثروة الإخوانية، نسأل من يهمهم الأمر : كيف ولماذا يكون اجتماع شورى الحزب الحاكم - وليس المعارض او المتمرد - سرياً ..؟؟
:: والمهم .. يوم تبوك، كان لزاماً على جيش محمد صلى الله عليه وسلم قتال الروم، وكان الوضع الاقتصادي مأزوماً ، فخرج المصطفى عليه الصلاة والسلام لصحابته الكرام محفزاً اياهم على دعم الجيش :( من يجهز الجيش العسرة وله الجنة؟) ..وتوافد الكرام الى حيث نداء الحبيب المصطفى.. يأتي الصديق بماله، فيسأله المصطفى:(هل أبقيت لأهلك شيئاً؟)، فيرد صادقاً:(أبقيت لهم الله ورسوله)..ثم الفاروق ، ويسأله المصطفى ذات السؤال، فيرد صادقاً : (نعم، نصف مالي) ..ثم ذو النورين بما يكفي تجهيز ثلث الجيش، ليقول المصطفى : (ماضر عثمان ما عمل بعد اليوم)..وهكذا..!!
:: تسابقوا الى الخزينة العامة - بأموالهم الخاصة - حتى تم تجهيز الجيش (كما يجب).. يوم تبوك، لم يكن اختباراً لصبر الكرام على القتال فحسب، بل كان أيضاً امتحاناً للانفاق مما يحبون، ونجحوا في الامتحان..كان الرجل منهم يأتي بقوت يومه أو عامه ، ويضعه أمام المصطفى عليه السلام، وكانت النساء يرسلن خلالهن وخواتيمهن لسد عجز خزينة الجيش..يوم تبوك كان عاما من أعوام العسرة، حيث جدب البلد وجف الزرع والضرع ولم تحمل الأشجار ثمارها، وضعفت الموازنة العامة لحد العجز عن تجهيز جيش.. يبدوا أنه كان عاماً كما عامنا هذا بحيث تعجز الموازنة العامة للدولة لحد رفع الدعم عن (قوت الناس)..!!
:: ومع ذلك، لم - ولن - يخرج بدرياً من القوم بنصف أموال شركته، أو بقيمة مزرعته، أو بثمن بيت من بيوته، ليدعم ( ميزانية العسرة)..منذ ثلاثة عقود، وفي غفلة الضمائر ، وتحت سمع وبصر الناس، امتلكوا أرصدة بالبنوك وأسهم الشركات وأفدنة المزارع والعقار و ما طابت لهم من الأصول ، بيد أن الشعب يكاد أن يقتات من بيت النمل (فقرا وحرماناً)..لو كانت النوايا لله - كما نوايا الذين كانوا حول قائدهم يوم تبوك - لتقدموا صفوف دعم الموازنة العامة العاجزة بما كانوا يكنزونه طوال الثلاثة عقود، أو كما تشتهي (تسريبات الصيحة).. ولكن النوايا للسلطة والجاه، ولذلك كان ولايزال وسيظل يدفع الفقراء وحدهم ثمن عجز الموازنة بالاكراه ..!!
:: (قسمة الثروة الإخوانية)، أو كما أسمتها الصحيفة، محض أحلام و ليس تشبها بيوم تبوك.. هناك ما يمنع بأن يكتفي الفرد منهم بنصف أرباح شركته - أو شركاته - ثم يهب النصف الاخر لخزينة حزب حكومته العاجزة عن دعم الأدوية وقوت الناس.. وهناك ما يمنع كوادر الحزب ذات الثراء الفاحش التبرع - لصالح ميزانية العسرة - ولو بربع أموالهم .. نعم هناك ما يمنع تلك القسمة، إذ ليس فيهم صفاء ( ذو النورين)، أو كما يظن صاحب الاقتراح، ولا صدق ( الصديق)، ولا اخلاص ( الفاروق).. و غياب تلك الصفات - في النهج العام - هو ما يغضب الناس، وليس (رفع الدعم) ..!!
رجاء خاص يا أستاذ ساتي أحمي لنا عن الراحل محمد طه محمد احمد ولماذا تمت تصفيته وما علاقتك بالتحقيق في قتله حيث أن هذه القضية لها علاقة مباشرة بموضوع البدريين وثرواتهم وتجهيز جيش العسرة كما ذكرت في عمودك اليو
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست