يحي فضل الله وأحياء ذكرى مصطفى سيداحمد بقلم بدرالدين حسن علي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 02:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-21-2018, 07:43 PM

بدرالدين حسن علي
<aبدرالدين حسن علي
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يحي فضل الله وأحياء ذكرى مصطفى سيداحمد بقلم بدرالدين حسن علي

    06:43 PM January, 21 2018

    سودانيز اون لاين
    بدرالدين حسن علي-تورينتو-كندا
    مكتبتى
    رابط مختصر


    كتب :
    منذ الخامسة مساء من يوم السبت 20 ينايرالحالي ، توافد السودانيون نحو 419
    كوكسويل ، وقضوا ساعات رائعة مع الشاعر الفنان المسرحي يحي فضل الله في حديث الذكريات عن مصطفى سيداحمد ،وقد تجاوب الجمهور مع الأمسية بأبداعات وأشراقات لدرجة أن أحدى الحاضرات قالت : أن الأبداع ليس ثلاثيا : شاعر – ملحن ومطرب ، بل رباعي الأبعاد باضافة
    المستمع ، وهذ ا بالفعل ما تحقق مع مصطفي سيداحمد .
    كان يحي ذكيا جدا في أنه أوفى لبعض الشعراء حقهم ، ولا يستطيع بالطبع أن يذكرهم جميعا ،مع خفة دم ، وأسرار يكشف عنها لأول مرة ربما بسبب زيارته مؤخرا للسودان وحديث صريح عن فن الشعر ، تخللت الأمسية بث العديد من الأغاني الخالدة لمصطفى سيداحمد ، و توظيف التكنولوجيا لخدمة الفعالية الثقافية ألى جانب حسن التنظيم تحت أمبريلا مجلة المسرجة التي أعلنت أن أمسيتها القادمة في الخامسة مساء السبت العاشر من فبراير مع الشعراء عبدالمنعم سيداحمد ورقيه وراق .






    من هو مصطفى سيداحمد ؟
    لماذا نكتب عنه كل عام ؟
    لماذا نظل نذكره في كل مناسبة ؟
    لماذا كلما مر السابع عشر من يناير يتقطع حشانا وتدمع عيونا ؟
    لماذا هذا الحب والعشق لذاك الإنسان وذاك الغنا ؟
    من هو مصطفى سيداحمد .. من هو هذا الشاب الوسيم ذو النظرات الرقيقة والقلب الكبير والوجه الذي ترتسم عليه خريطة الوطن وأحزان الناس وأفراحهم ؟
    من هو هذا الفنان الإنسان الذي كلما نظرت إلى وجهه ترى أطفالاّ ونساءّا وشباباّ وشيوخاّ وترى الشهداء والأحياء ..... ترى كل الوطن ؟
    من هو هذا الفنان المبدع الذي شغل الدنيا والناس بأغانيه ؟
    هو مصطفى سيداحمد المقبول مختار عمر الأمين سلفاب .
    المصطفى أحد أسماء النبي الكريم " ص " .. ووالده سيد الأرض .. أحد المزارعين الغلابة الذين وهبوا ذاتهم وكل حياتهم لكي تثمر الأرض زرعاّ وحصاداّ للمطحونين وجده المقبول عند الله تعالى لصفاء سيرته وحسن أخلاقه ... وأبو لجده عمر المختار الأمين على وطنه وأهله وناسه ... سلفابي إبن سلفابي .
    نعم هو من قرية ود سلفاب ومن

    مواليد 1953 !!!!!!
    رحل عن دنيانا في السابع عشر من يناير عام 1996 .... وذلك يعني أن حياته إمتدت لنحو 43 عاماّ فقط ! ملأها حتى آخر لحظة وهو يعاند المرض اللعين .. ملأها فرحاّ وغناءّ جميلاّ ... وحق لنا أن نقول عنه الرحيل النبيل .. إنه رحيل العباقرة المبدعين الذين غادروا ويغادرون مبكراّ أمثال معاوية نور والتجاني يوسف بشير ومحمد عبد الحي وخالد الكد ومصطفى سيداحمد وعبدالعزيز العميري ومحمد رضا حسين وحورية حاكم وعلي عبد القيوم وعمر الدوش وصلاح أحمد إبراهيم و نادرخضر وزيدان أبراهيم ومحمود عبدالعزيز ومحمد الحسن سالم حميد ومحجوب شريف والأمين عيدالغفار وغيرهم .
    يوسف الموصلي الموسيقار والملحن والمطرب والباحث كان له مشروع طموح في الكتابة عن رموز الغناء السوداني الحديث والمعاصر وأصدر عدداّ من الكتب بمجهود شخصي من بينها كتابه عن صديقه ورفيق عمره مصطفى سيداحمد حتى أصبح الكتاب مرجعاّ مهما لمن يريد أن يتناول مشوار مصطفى سيداحمد على المستوي الإجتماعي والدراسي والفني ، وهو بأعتقادي أجمل هدية توثيقية لمصطفى ، دراسة رائعة في النص الأدبي والموسيقى ، لأن الموصلي حرص فيه أن يقدم تحليلا موسيقيا لأغاني مصطفى سيداحمد .

    ،
    الآن يمر العام 22على رحيل هذا الفنان الرائع وما أروع أن نتذكره، قطعاّ لوعد قلناه له دائماّ أنك حفرت إسمك في ذاكرة الغناء السوداني بعمق وإبداع وجهد مثابر وأننا لا نسأل الله إلا أن يمد في عمرك لنسمع المزيد المزيد من الغناء

    الجميل ، وشاءت أرادة الله أن يرحل مبكرا .
    يقول يوسف الموصلي في توثيقه لمسيرة مصطفى سيداحمد أن جده الأمين سلفاب قدم من شمال السودان ... ذلك يعني منطقة الشايقية التي قدمت الكثير في مجال الشعر والغناء ، ولكن جده إستقر جنوب غرب الحصاحيصا على بعد 7 كيلومترات منها ، وغرب أربجي بحوالي 13 كيلومتر ... وكان قدوم الأمين ود سلفاب للمنطقة حوالي عام 1710
    وهكذا إستقر الأمين ود سلفاب في مكان قرية ود سلفاب الحالية والتي كانت أصلاّ قرية للدينكا كما يقول الموصلي في بحثه المشار إليه سابقاّ ، وأن هؤلاء الدينكا أبادهم وباء الجدري وما زالت هياكلهم العظمية ترقد تحت تراب القرية إلا إذا أخرجتها المطامير أو أساسات المباني العميقة المعاصرة فتخرج مع حفنات من السكسك والخرز ، والمغزى العميق في هذه المعلومة التاريخية تشير إلى تلاقح العنصرين العربي والإفريقي في قرية مثل ود سلفاب وهذا ما سندركه لاحقاّ كيف أن مصطفى سيداحمد حسم موضوع هويته السودانية منذ فترة مبكرة فجعلها هوية لكل السودان بتعدده الثقافي والفكري والديني والعرقي والسياسي والفني ، ليس شعراّ وغناءّ فقط وإنما في حواراته الكثيرة وجلسات الإستماع المتواصلة .
    بالطبع عمل سكان ود سلفاب بالزراعة المطرية لبعدهم عن النيل ولوفرة الأمطار وكان ذلك قبل مشروع الجزيرة العملاق ، وبعد قيام المشروع توفر الري الصناعي والموروث من المعرفة بالزراعة القادمة معهم من شمال السودان ، لذلك كان والد مصطفى فلاحاّ بالفطرة كما يقول المصريون ، واحتقنت دماؤه بعاطفة الأرض والزراعة فكان مصطفى محصلة لتلك المصلحات النوبية القديمة ، وهذا أيضاّ ما سنعرفه لاحقاّ عند تناول قصائده وأغانيه .
    على المستوى الإجتماعي مصطفى له سبع شقيقات وأخ شقيق واحد ومن سخرية الأقدار أن شقيقه هذا وكان فناناّ مرهفاّ قد رحل مبكراّ أي قبل رحيل مصطفى ولعل القاريء يدهش إذا عرف أن شقيق مصطفى واسمه المقبول قد توفى وكان عمره آنذاك 27 عاماّ فقط ، وكان المقبول يكتب الشعر وصوته جميل .
    كتب المقبول قصيدة السمحة يقول فيها :

    السمحة قالوا مرحلة
    بعدك الفريق أصبح خلا
    ............
    جاني الخبر جاني البلا
    والسمحة قالوا مرحلة
    هذه الأبيات تؤكد بلا ما يدع مجالاّ للشك أن هذا شاعر عظيم إختطفه الموت في وقت مبكر ، وتكفي الإشارة إلى وصفه للفريق الذي أصبح " خلا " وكيف أن الخبر أصبح " بلا " .
    ولكن القصيدة لها معاني أخرى كثيرة وهذا ما جعلها محببة لمصطفى وللكثيرين من عشاق فنه إذ يقول المقبول :
    قول يا لسان في الراحلة
    صوغ المعاني وجملا
    نافر وما عارف العليّ
    حالي العليّ حال الخلا
    ها هو يلعب مرة أخرى على نغمة " الخلا " التي لا تغدو أن تكون سوى الصحراء في قصائد كبار الشعراء
    يا عينيّ جافيتي المنام
    وخدودي معاك بللا
    وين بعدك ألقى عطوف يلم
    أفكاري بعد البهدلة
    كلمات بسيطة ولكنها غنية بالكلام السوداني المتداول من الجفا والبلل والعطف واللم والبهدلة .
    روح يا نسيم روح قابلا
    تلقاها نايمة وغافلة
    داعب لخصلات شعرها
    وألثم ضفائرها المسدلة
    وأرفع كتفيها الهادلة
    وكلل خدودها وقبلا
    وقو ليها من بعدك خلاص
    شفنا الفريق أصبح خلا
    لاحظ هذا الإصرار والتنوع في إستخدام " الخلا " ولكن بمنظور شاعري مرهف للغاية حتى أصبح " الخلا " يعطي أكثر من معنى .
    هذه القصيدة هي أول أغنيات الفنان مصطفى سيداحمد التي إبتدأ بها شهرته .
    وهكذا فإن ملكة الشعر مغروسة في الشاعرين الرائعين ، ولمصطفى عشرات القصائد الجميلة من بينها قصيدته :
    غدار دموعك ما بتفيد
    في زول حواسوا إتهجرت
    جرب معاك كل السبل
    وإيديهو ليك ما قصرت
    حطمت في قلبوا الأمل
    كل الأماني الخدرت
    كلماتو ليك ضاعت عبس
    لا قدمت لا أخرت
    كان مصطفى سيداحمد ومنذ طفولته على قدر من التمرد على كل ما يقيده .. كان منذ طفولته ينطلق إلى الأفق فكشف عن طفل له مستقبل واعد وطموح كبير .. فدخل المدرسة مبكراّ .. وأيضاّ مبكراّ جداّ كان يعشق صوت الراديو فيجلس أمامه لساعات طويلة يستمع للموسيقى ، فافتتن به وشكل جزءاّ من حياته .
    دخل الإبتدائي بالحصاحيصا وحصل على ترتيب متقدم ثم إنتقل للدراسة الأكاديمية بمدرسة بورتسودان الثانوية عام 1973 . وهناك أصبح فنان بورتسودان الأول ، وبعد التخرج عمل بالتدريس في مدرسة ودسلفاب الثانوية العامة للبنين ، كانت الجزيرة دائمة الفرح وفي تنوع مدهش بالفرق الشعبية المحلية فنمت مواهب مصطفى في أجواء أسرة تحب الغناء والطرب فانتقل إلى الخرطوم بمعهد تدريب معلمي الثانوي العام ولكنه أضطر لترك مهنة التدريس ليعمل بمصنع النسيج السوداني مصمماّ نظراّ لموهبته في الرسم ، ثم بدأ إحتكاكه بالوسط الفني وكانت أغنيات : المسافة ، الشجن الأليم ، عشم باكر ، عباد الشمس وكان نفسي أقولك .
    ثم إلتحق بمعهد الموسيقى والمسرح قسم صوت وكانت أولى تجاربه مع مستر كيم الكوري في أغنية رسائل للكاشف وعازة لخليل فرح وكانت له تجاربه في المسرح ، ولكن مصطفى لم يتمكن من تكملة الأربع سنوات بالمعهد ، كما وجد مشقة في التعامل مع الإذاعة والتلفزيون فلجأ إلى جلسات الإستماع التي جمعت عدداّ هائلاّ من محبي مصطفى سيداحمد .
    كان مصطفى سيداحمد مؤمناّ بأن الغناء فن راق وأن الفنان ضمير عصره ، وعليه أن يشحذ في الناس الأحاسيس والمشاعر الصادقة بشفافية الفنان العاشق للناس والوطن ، وأن يدفعهم للإستمتاع بالفن الجميل ، يذكرني في هذا بتلك الأيام الغابرة للشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم في مصر حيث طبقت شهرتهما الآفاق بتلك الجلسات الشعبية ولم تتمكن أجهزة الأمن من مصادرة أغانيهما ، والغناء عند مصطفى كان موقف وكان قضية ، كان يؤمن إيماناّ قاطعاّ بأن على الفنان أن ينشر الوعي بين الناس وأن يرتقي بالذوق العام .
    ولكن المرض اللعين حاصره فغادر بسببه إلى روسيا ومصر والدوحة بحثاّ عن علاج لكلية واحدة وهناك فاضت روحه النبيلة ليظل الراحل المقيم في قلوب كل أهل السودان الذين وقفوا معه في كل مراحل مرضه ، تلك المواقف التي خففت عنه كثيراّ ولم أعرف شخصاّ قاوم المرض مثل مصطفى ، وكان من بين الألم والمعاناة يخرج تلك الدرر الحية الباقية التي تغنى بها بإرادة وتصميم وأدخل البهجة في قلوب كل أهل السودان .
    وحقيقة يقولون أن وراء كل رجل عظيم إمرأة .. فقد حباه الله ببثينة في وقت كان في أشد الحاجة إلى إنسانة مثلها ... وكما في التاريخ هناك جميل بثينة عاد التاريخ ليكتب قصة مصطفى بثينة ، إنها بثينة محمد نصر .. ذلك الحب والزواج الذي أثمر أغنيات خالدات وأثمر سامر وسيداحمد .
    قال عنها " لم أكن أعرفها .. جاءني صوتها عبر التلفون تطلب مني شريطاّ فيه أغاني محددة .. وعرفت من خلال هذا اللقاء إهتمامها بما أغني في إطار أسري .. واستمرت هذه الصلة لثلاثة أعوام وتكونت القناعات والشعور بأنك تحتاج لهذا الشخص ليقاسمك حياتك .. ما تعلمنا عن الحب كثيراّ ولكنا أحسسناه .. ومن حقنا أن نرى في الكلام إرهاصاّ وإختزالاّ لما نحس .. وما خاب ظني .. فقد كانت بثينة مدعاة للتماسك .. تغسل أحزاني وآلامي وتخرجني نظيفاّ إلى الناس .. لها حس مرهف بالألحان الجديدة بل والنصوص .. تجتهد في أن تجعل الظروف القاسية مساحة يمكن العمل فيها .. وتتحسس لحظات الإشراق والإنفعال لتسخر حتى حركتها داخل المنزل لتوفر جواّ أعمل فيه .. كيف لا وهي الستر والغطاء وأم سامر وسيداحمد "
    عزاؤنا الخالص لك يا بثينة وللرائعين سامر وسيداحمد وعشمنا أن نرى فيهما مصطفى سيداحمد .



    نعم رحل مصطفى تاركاّ 450 أغنية .. والبعض يقول أكثر من ذلك ، ولعله الفنان الوحيد الذي غنى لعدد كبير من الشعراء المعروفين والمغمورين والمجددين .. فقد غنى لهاشم صديق ، عمر الدوش ، أزهري محمد علي ، أبو ذر الغفاري ، نجاة عثمان ، صلاح حاج سعيد ، يحيى فضل الله ، حسن بيومي ، محمد الحسن سالم حميد ، قريب الله محمد عبدالله ، قاسم أبو زيد ، خطاب حسن أحمد ، عاطف خيري ، محمد المهدي عبدالوهاب ، الفرجوني ، الصادق الرضي ، محمد طه القدال ، بشرى الفاضل ، عوض مالك ، جمال حسن سعيد ، تاج السر عثمان ، محمد إبراهيم شمو ، عبدالعال السيد ، مدني يوسف النخلي ، حسن ساتي ، عبدالوهاب هلاوي ، عبدالقادر الكتيابي ، الصادق الياس ، حافظ عباس ومعذرة لمن خانتني الذاكرة ولم أذكرهم ، كما غنى لشعراء عرب مثل نزار قباني ومظفر النواب ومحمود درويش .
    في كل إختيارات مصطفى سيداحمد لأغانيه نجد سحراّ خاصاّ في كل أغنية وهذا يعود إلى موهبته في الشعر والرسم ، فهو شاعر مرهف وإحساسه عميق بالكلمة وقدرة هائلة على إستكشاف روح القصيدة وتقديمها بأسلوب السهل الممتنع ، فهو يجعل المستمع سجين لحنه ، فأنت لا تستطيع أن تقدم أغنيته إلا باللحن الذي إختاره كما أن صوته الذي يوصف بأنه من فئة باريتون وهو نوع من الصوت البشري أكثر غلظة من التينور وأكثر حدة من صوت الباص ، وهنا تكمن صعوبة تقليد صوته .
    مصطفى سيداحمد رغم رحيله المبكر إلا أنه ظاهرة فنية فريدة ومتفردة .. واسم عملاق يضاف إلى عمالقة الطرب في السودان الذين عرفهم كتاب التاريخ الموسيقي والغنائي إبداعاّ وخيالاّ وجمالاّ وإحساساّ وشفافية وخلوداّ .
    أزهري محمد علي كتب له قصيدة " وضاحة " يقول فيها :
    الصباح الباهي لونك
    وضاحة يا فجر المشارق
    غابة الأبنوس عيونك
    يا بنية من خبز الفنادك
    هنا الشاعر يصف وجه حبيبته بلون الصباح الباهي .. وما أجمل الصباح .. ويقول أنها وضاحة .. ويخلط الصفات في وصفها مثل الفجر وغابة الأبنوس وطعم الخبز .
    وفي حالة من الوجد الشديد يقول :
    شيدتي في جواي صوامع من الفرح
    وفتحت في دنياي مسارح للمرح
    هذا التعبير الجميل عن صوامع الفرح ومسارح المرح ، كل هذا العالم الجميل شيدته وفتحته الحبيبة في قلب هذا العاشق الولهان ، أليست الحبيبة هي الوطن ؟؟؟
    ليس ذلك فقط فهو يقول :
    وبقيتي لي سكة وعيون
    فهو الآن يرى بعيونها وتهديه إلى الطريق
    لا قدرت أطولك شان أجيك
    لا قدرت من غيرك أكون
    هذه هي حالة العشق والإندماج الكامل عندما يفنى الحبيب في محبوبته .
    ونأتي إلى تعبير بسيط يأتي على لساننا مرات ومرات كل يوم عندما نقول مثلاّ " والله أنا عندي كلام كتير ما قادر أقولو " فيقول الشاعر
    وأنا بيك ماليني الكلام
    هذه هي بلاغة الشعر وعذوبته
    ثم يجنح الشاعر ويترك خياله يسبح في عالم من الكلمات المختارة بعناية فائقة فتتحول الكلمات إلى ما يشبه المعجزات
    حركت بيك عصب السكون
    هنا الشاعر يتخيل أن للسكون عصب ، وقد حرك هذا السكون بحبيبته إلى أن يقول :
    جلبت ليك الغيم رحط
    طرزت ليك النيل زفاف
    حرقت ليك الشوق بخور
    وفرشت ليك الريد لحاف
    ما من كلمة في هذه الأبيات إلا وأعطت صورة من الصعوبة بمكان أن تتاح لأي شاعر ، فتخيلوا معي كيف أن الشاعر جعل من الغيم رحط وطرز النيل ثوب زفاف لحبيبته ... أما البخور فهو الشوق الذي إحترق في مبخر العشق .. ثم فرش لها لحافاّ لتنام عليه وهو لحاف الريد ...
    جلبت ليك الغيم رحط
    طرزت ليك النيل زفاف
    حرقت ليك الشوق بخور
    وفرشت ليك الريد لحاف
    لا السكة بيك بتنتهي
    ولا معاك مليت طواف
    يا ريتني لو بقدر أكونك
    وضاحة يا فجر المشارق
    الصباح الباهي لونك
    يا بنية من خبز الفنادك
    غابة الأبنوس عيونك
    وعندما يغني مصطفى هذه القصيدة تجد نفسك في عالم من الخيال والسحر والجمال والنور الأخاذ .
    لقد تغنى مصطفى بعشرات القصائد في وصف الحبيبة والتي يخلطها دائما بالوطن ، لأنه مسكون بحب الوطن إلى درجة الجنون ، وقد لاحظت عندما صدر كتاب " فجر المشارق " كتب في الإهداء " إلى كل ذرة من تراب الوطن الغالي مبللة بعرق الطيبين المحبين .. تنبت من بين الوجدان الصادق أزهاراّ تفوح طيباّ مسكوباّ من عبير رواد الكلمة .. أصدقائي الذين طوعوا الحرف للبلد العزيز "
    نعم هو فنان مسكون بحب الوطن ، وها هو الشاعر هاشم صديق يقول :

    حاجة فيك
    تقطع نفس خيل القصائد
    تشده أجراس المعابد
    هنا الشاعر يتخيل أن للقصائد خيول " نفسها " إنقطع " بحاجة لم يفصح عنها الشاعر صراحة تتميز بها حبيبته .. والتي هي الوطن
    ويقول
    تشده أجراس المعابد
    يا الله .. نحن نعرف أن أجراس المعابد والكنائس تشده الناس . فما هي تلك " الحاجة " في الحبيبة التي تشده أجراس المعابد ؟
    .
    لذا يئن الشاعر ويتوجع
    توهتني .. تعبتني .. جننتني
    جننت حرف الكلام
    وبرضو أدتني السلام
    وما أروع مصطفى عندما يردد شرف المدائن والسفاين والمناجم والموانئء .
    حاجة في شرف المدائن
    في غرف كل السفائن
    جوه في عمق المناجم والعيون
    حاجة زي ما تكون محلق في العواصف
    وفجأة تهبط في السكون
    حاجة زي نقر الأصابع
    لما ترتاح للموسيقى
    حاجة زي أخبار تناغم من جريدة
    حاجة زي وتر الموانيء
    لما يصدح لسفينة
    ثم " يغلبه " الكلام .. لا يستطيع التعبير عن المشاعر الجياشة في داخله .. فيهدأ ويقول :
    حاجة فيك لا بتبتدي
    لا بتنتهي
    خلتني أرجع للقلم
    أتحدى بالحرف الألم
    وأضحك مع الزمن العريض
    وأنسف متاريس الطريق
    وأعرف متين أبقى المطر
    وأعرف متين أصبح حريق
    هذا هو شعر هاشم صديق – في نبته حبيبتي وفي أحلام الزمان وفي كل دواوينه وقصائده فارس الكلمة وفارس الشعر وفارس الوطن الموجوع المنشطر المنقسم .
    أنت يا صديقي لم تتخل يوما عن القلم .. دائما كان قلمك " مسنون" كما السيف والقرطاس والقلم ، ودائما كنت عبوة ناسفة للظلم والقهر وكنت مطراّ وحريقاّ كما كنت بلسماّ .
    ومصطفى دائماّ كان قلمه وسيفه وعبواته الناسفة ذلك العود الذي يحمله بين يديه يتحدى به الألم والمرض والعذاب والمعاناة يضحك ويغني مع الزمن ومع كل الناس .
    وهنا يطل أبو ذر الغفاري :
    في عيونك ضجة الشوق والهواجس
    ريحة الموج البنحلم فوقو بي جية النوارس
    ياما نحلم نحكي ليكي عن المسافة
    ونشتهيك
    عن سفن بالشوق بترسم في بحيراتك ضفافها
    عن ملامح غنوة هلت في عيونك هتافها
    عن حقيقة نهاتي ليها في أساطير الخرافة
    هذا هو الشعر الخرافي وذلك هو الغناء الخرافي
    والله نحن يا مصطفى مع الطيور الما بتعرف ليها خارطة ولا في إيدها جواز سفر ، نمشي في كل المدائن نبني عشنا بالغناوي ، ننشد درر، والربيع يسكن جوارنا والسنابل تملأ دارنا والرياحين والمطر ، فنم هانئاّ فما زلنا نردد معاك : والله باكر يا حليوه نمشي في كل الدروب الواسعة ديك والرواكيب الصغيرة تبقى أكبر من مدن .
    يقول شيبة في دراسة عن مصطفى :













    برزت قصيدة يحى فضل الله وأخذت موقعها المميز فى تجربة الأستاذ مصطفى سيدأحمد ـ حيث كان واحداً من أوائل الذين رفدوا هذه التجربة ، وهى فى بواكيرها مطلع الثمانينات ، بمجموعة نصوص أقل ما توصف بأنها جديدة تماماً شكلاً ومضموناً ، حيث كانت هذه النصوص موغلة فى الرهافة ، لكن رهافة مختلفة عن سائد رهافة الغناء الأنيق حينها ..

    وكان بينه وبين الراحل مصطفى ود كبير وعلاقة اخوية صادقة كانت اكثر من علاقة شاعر ومغنى

    تغنى له الراحل المقيم باكثر من اثنى عشر نصاً تقريبا ..حيث كانت بداياته مع مصطفى بنصوص (يا ضلنا) و(حبالنا الجوة) و(السحاب ) و(ياخطوتك) ، وهى نصوص توازى فى عنفوانها عنفوان تجربة مصطفى..
    رويداً بدأت نصوص يحى فضل الله تتخذ لنفسها روحاً جديدة وخطاً رافضاً ، وهذا أقل ما يمكن أن نوصف به نصوصاً كأغنية (استلاب)

    بعد ذلك إمتازت المرحلة الثانية من النصوص التى غناها مصطفى ليحى فضل الله بكونها قد كتبت بلغة فصحى ، وإن كانت محافظة على وتيرتها المتداعية غير المحافظة على أساليب القصيدة التقليدية ، ويبرز ذلك جلياً فى أغنية (استلاب ) و(أسئلة ليست للإجابة) .. وعلى نفس الوتيرة جاءت ، قصيدة (غيابات الخليل ) .. آخر ما تغنى به الراحل المقيم مصطفى لمبدعنا يحى فضل الله .. ثم اغنيات (مساماتك) و(ضوء شبابيك البيوت )

    ثم ان هنالك اغنية (صرخة) التي تغنت بها عقد الجلاد والاغنية سُمعت في تسجيل له بالعود لكن بعد ما سمع مصطفي بان عقد الجلاد قد تغـنت بها قام " حردها "

    وهنالك اعمال مشتركة بينه وبين الشاعر قاسم ابوزيد مثل اغنية علميني الاحتمال و عمل اخر جميل كتب لمسرحية ضوء البيت وهو اغنية زمن بروح زمن بجي شارك فيهما يحى قاسم بالكتابة وغناهما مصطفى

    يحى فضل الله علامة كبيرة فى تجربة مصطفى سيد أحمد الغنائية ، تلك التجربة الثرة التى مازالت ـ ويقينى أنها ستظل تشكل وجدان هذا الشعب الباحث عن الحرية
    التحية له فى منفاه فى برارى كندا ، مع أمنياتنا له العودة .. إلى دفء شموس الإستواء .. وإلى وطن ... متسع كالسماء







    يا خطوتك
    زمن حبك حقيقة
    لا تعب زمنكفرح
    لا دغش وترك صدح
    لا بعد ليلك صبح
    ....
    يا خطوتك ... يا خطوتك
    يا خطوة الوجع الجرح
    لا الفيها منك ابتدى
    لا البيها منك انتهى
    يا خطوتك يا خطوتك
    يا خطوة ضاعت
    بين صراخك والصدى
    بين المسافات والنوى
    بينك وبين كل المشاعر
    الفينا غرقت فى الغنا
    يا خطوتك يا خطوتك
    يا خطوتك داست على
    الحرف اليبس فوق الشفاه
    داست على البوح والكلام
    داست عليك
    على انتظارك والملام
    داست عليك
    على الدروب الماشة منك
    وجاية ليك
    لا فتر فيها الولف
    لا سكت فيها الحرف
    يا خطوتك يا خطوتك
    بين ابتعادك وانتظارى
    بين مشاوير طفلة ضاعت
    بين عيونك وافتكارى

    يا عيونك وافتكارى
    يا عيونك وافتكارى





    استلاب


    خبرينى
    والمساء الشاحب الخطوات
    يحترف التعب..
    ورحيل أغنيةٍ توشوشُ
    فى خبايا الإنتظار
    تضيع منى
    كى اجاذب كل أطراف الزمان
    أهدهد الكلمات
    لا أقوى على شىءٍ من الذكرى
    وهذا العقلُ متعب
    رجوع الدرب .. لا يفضى إليك
    ولا إلى اللغةِ الصريحة
    كى أحدد ما تبقى من رحيقك
    فى مسام الروح .. والجسد إشتعال
    وهذا النبض .. أتعب
    _________
    وتلك الخطوة إبتعدت
    عن الصحو المكمِّل للحقيقة
    أغلقت بالخبث أبواب الوضوح
    زيفت صوت المغنى
    عهرت لغة النشيد
    ضيعت حلم الصبايا ..
    فى طوابير الرغيف
    غيبت حلم الطفولة
    أنهكت حزن الشيوخ
    همشت منك .. القضايا
    فى إحتمالك للتواصل
    والمرابون إستباحوا
    هذه الأرض الحلوب
    فيا جميلة .. خبرينى
    كيف بددنا الكذوب
    فى انتظارك بالكذوب
    ثم إنّا لم نعد ندرى بأنا
    مذ حملناكِ .. جنينا
    قد نسينا أن نضع فيه الملامح
    كى نحددما فعلنا بانعتاقك
    لو سـُئلنا كيف ضيعنا
    إنبهارك بالخصوبة
    وأرتضينا أن نسلم للعساكر
    من ثمارك ما يطيب





    ضو شبابيك البيوت


    يا ضو شبابيك .. البيوت
    بين التوهج .. و الخفوت
    بسرح معاك .. و اسألك
    قبال ما يخنقنا الرماد ...
    و يعلم العقل الحياد
    قبّـال لهب حلمك يفوت
    وجذوتك تبهت ... تموت
    بسرح معاك و استفسرك
    عن ظلمة تمتد و تطول
    وإتلخبطت فيها الفصول
    عن كلمة ضاعت في الفراغ
    بين البزيـِّف و البقول
    عن سر يباس البذرة ..
    في طين الحقول
    عن كل أحلام .. الصغار
    الما لقت ... غير الذبول





    تعالى نشوف


    حبالنا الجوة .. ما تخنت
    حبال السما الممدود
    حبال الصوت وكت يرجع
    يجيب الخاطر المردود
    ______________
    تعالى نشوف..
    غنواتنا البقت فى الدنيا ما بتشوف
    تعالى نشوف..
    حروف البكا .. الجوّاها مافى حروف
    تعالى نشوف .. تعالى نطوف
    على المدن البِقت أشباح
    على الجوع القعد مرتاح
    على الكلمة البِقت فى الجوف
    تفتش سكة الأفراح
    _________
    تعالى نشوف
    منو البقدر يخاصم طفلة
    صِبحت هازلة فوق مدّ
    الأسى .. الحرّاق
    يا غنوتنا ما تفوتى
    ويا كلمتنا ما تموتى
    فتشى فوق ضمير الكلمة
    عن وتراً رحل ... فرّاق
    وعن ولداً رحل ... فرّاق
    وعن بلداً رحل ... فرّاق
    وعن عِلماً رحل ... فرّاق
    تعالى نشوف ..
    غُنانا الفينا ما بشفع
    حديثنا الجوّة ما بِنفع
    زمنا الفينا ما بشفع
    تعالى نشوف .. تعالى نطوف
    تعالى ..نعلم الشُفّع
    تعالى ..نعلم الشُفّع






    السحاب
    السحاب لو اصلو
    خاصمنا ... و تعب
    و الرياح الفي الدرب
    شتّتتْ فرح القوافي
    و بّددت حزن المنافي
    برضو ريدك فينا باقي
    في الحنايا ..وفى الزوايا
    في عيون أطفال بتكتب بالدوايا
    في المشاوير والحكايا
    و جّوه ثابت في القلب
    _____________
    يا سمحه ما غابت مدينة
    يا سمحه ما بموت الفريق
    و لابينهش في غناوينا الحريق
    و الوتر دايماً بغني ..
    للقوافل الجايه من وجع الطريق
    _____________
    و السحاب برضو بيعود
    ويجينا بي برق البشارة
    بينا بينك لا موانع لا سدود
    بيناتنا بس تبقي الجسارة





    غيابات الخليل


    بالأمس .. كان غناؤنا عذبآ
    و كنت تتخذين قافيةً
    لها طعم التواصلِ .. و التبادلِ بين قمحٍ و خصوبة
    فلماذا تأخذين الآن شكلاً يرتدي لغة الظهيرة
    يقتفي ظل الفجيعةِ
    تختفي منه العذوبة؟
    إنها اللغة التي عمقت فينا التداعي
    و غلغلت بين العظامِ
    تزامن الوجعِ المعبأ بالضياعِ ... و بالرطوبة
    فأخترنا من بين الزحام
    خرائط الفرح الملون
    بالطبول العازفات مقاطعآ تنمو علي عين الحبيبة
    بادرتني هواجسي
    فأستعرت من الشوارعِ عظمةً كانت تحدقُ في الحياةِ
    و تعتريها الأمنياتْ
    و سمعتُ من مدنِ الخرابِ حكاية الآتين منك
    يلعقون السمّ
    من شفةٍ تدندنُ بالرخيصِ من التباكي .. التشاكي 00 الأغنياتْ
    فيا بنتُ المسافةِ والرجوعْ
    و يا بنتُ الخريطةِ و الدموعْ
    إذهبي مني 00 تمنِّي
    و أمنحي القلب التجلِّي
    و غادري اللغة التي ظلت تموتْ
    أغرزي فيّ الثباتْ
    الله يا وجعآ تمدد في العشيةِ 00
    و الصباحْ
    الله يا حلمآ تناثر بين افواهِ الرياحْ

    و يا طفلةً ظلت تفتشُ عن ضفيرتها
    تحدقُ في حطامِ الأمسياتْ
    سافري
    سافري
    سافري
    سافري فيّ شموسآ و وتر
    عمقي جرحي اقترابآ و سفرْ
    لأغنيكِ التماسك
    أبتغي منكِ الوصول
    أمنحي القمح الخصوبة
    أمنحيني نفسي دون خوفٍ دون همس
    وأمنحي المدن الدليل
    فيا طفلةً ظلت تفتشُ عن ضفيرتها
    بين دمعٍ و رحيلْ
    هل يكون الموت نوعآ من تآلف
    في غياباتِ الخليلْ ؟



    ____________


    يا ضلنا

    يا ضلنا المرسوم ..
    على رمل المسافة
    وشاكى من طول الطريق
    قول للبنيـّة الخايفة
    من نار الحروف
    تحرق بويتات الفريق
    قول ليها ما تتخوفى
    دى النسمة بتجيب الأمل
    والأمل بيصبح رفيق
    والأصلو فى الجوف إندفن
    لا بتنسى .. لا بنمّحى
    لا بنتهى منو الحريق
    ____________
    والفينا من آهات أليمة
    فى حكاوينا القديمة
    لا بيرحل عن عيونـّا
    ولا بتغشاهو الهزيمة
    والقبيل راجِنو نحنا
    يوم تبشـِّر بيهو غيمة
    لما تمطر يوم علينا
    الفرح يملا المدينة
    والبلودات الحزينة
    يا ضلنا...





    اسئلة ليست للاجابة

    _____________
    ما معنى أن نحيا .. ولا ندرى
    بأن العشق قد يبقى
    سجيناً فى الخلايا....
    ما معنى أن نشهد موات الأغنيات
    ما معنى هذا الصمت الذى لا ينتهى
    وبرغم حوجتنا الصراخ

    هل يختفى الظل الذى لا ينتمى
    إلا لمعرفتى وجهلى ؟
    هل نودع بعضنا ونذهب
    فى سراب الذكريات؟
    كيف تبدو الذكريات ؟
    كيف يبدو طعم أيام الشجن ؟
    من يعلم ذكرياتى
    كل اشكال التداعى
    والرحيل المر دوماً
    حين يختلط المدى بالمآسى ..
    والمخاوف وأحتضار الأمنيات ؟
    تعِبٌ هو البرق الذى
    لا يضيءُ أقبية الخبايا
    لا ينتمى للسحبِ ..
    والعشبُ الذى لا يرتوى
    إلاّ بطعمك يا عصيراً من
    خليط الدهشةِ الأولى
    وأحتراف الأغنيات





    مساماتك

    _________
    مساماتك بتشقق
    عشان تشرق صباحاتك
    صباحاتك بتتعانق مع الفكرة
    وتاخد من جراحاتك
    نضيف إحساسنا بى بكرة
    ويا بكرة . .. ويا بكرة ..
    ­_____________
    يا بكرة الغصن ناشف
    ويا بكرة الفرح يوماتى بيكاتل
    حزن أطفال بيتشابى
    عشان تعرف شنو الفى
    إيدنا لى بكرة
    شنو الداخرنـّوا لى السكة
    عشان تشرق صباحاتك
    عشان تقصر مسافاتك
    عشان تبرق غماماتك
    عشان تخضر مساحاتك
    عشان بكرة
    وبعد بكرة

































                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de