لا يوجد فقر إلى حد القذارة...وإنما يوجد كِبْر إلى ذلك الحد!! بقلم الريح عبد القادر محمد عثمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 03:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2018, 10:31 PM

الريح عبد القادر محمد عثمان
<aالريح عبد القادر محمد عثمان
تاريخ التسجيل: 05-08-2015
مجموع المشاركات: 80

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا يوجد فقر إلى حد القذارة...وإنما يوجد كِبْر إلى ذلك الحد!! بقلم الريح عبد القادر محمد عثمان

    09:31 PM January, 02 2018

    سودانيز اون لاين
    الريح عبد القادر محمد عثمان-لاهاي
    مكتبتى
    رابط مختصر









    كتب الأخ الفاضل إبراهيم طيفور بوستاً نال رواجاً كبيراً في الأسافير.
    جاء في البوست أن روابط منطقة الزيداب تضافرت جهودها فاستقدمت قافلة طبية من جمهورية إيرلندا بمساعدة من أبناء المنطقة في ذلك البلد. وضمت القافلة عدداً من الأطباء الإيرلنديين من شتى التخصصات، مزوّدين بالأدوية والمعدات الحديثة. وأسفرت الحملة عن علاج عدد كبير من حالات أمراض العظام والمخ والأعصاب والقلب والنساء والتوليد وحتى الأسنان. وصاحبت الحملة أعمال خيرية عديدة ومقدرة.
    ووجد الضيوف بالطبع حفاوة بالغة من أهالي المنطقة.
    لكن في النهاية حدث أمر غريبٌ وعجيبٌ، أذهل الجميع، وأخجل أهل المنطقة، وجعلهم "يدخلون في أظافرهم" على حد تعبير الكاتب.
    فقد قدم "الخواجات" درساً بليغاً في التواضع والأخلاق!!
    فعندما رأي هؤلاء الأطباء الأجانب القذارة تغطي عنبر الولادة وغرفة العمليات وتنتشر في أركان مستشفي الزيداب، ما كان منهم إلا أن اشتروا المكانس والمنظقات ومواد وأدوات الطلاء، ثم انكبوا كنساً ومسحاً، ثم تجفيفاً، ثم طلاءً.
    ولم يمض طويل وقت حتى بدت الجدران والأرضيات تشع من النظافة!
    بروفسور واختصاصي وطبيبة يكنسون ويمسحون!!
    يا إلهي! أين نحن؟ بالتأكيد ليس في السودان..
    فنحن، السودانيين، ثمة شيء في قلوبنا يمنعنا من القيام بأعمال النظافة.
    نريد الأشياء نظيفة، ولكن تأبي أيدينا أن تمسك بمكنسة أو ممسحة!
    يا للتناقض المقزز!
    النظافة جزء من ديننا وإيماننا، ولكننا لا نحب القيام بها. لشيء في قلوبنا!
    إنْ كنا لا نعلم ذلك الشيء الذي يمنعنا من أن ننظف مستشفياتنا وشوارع مدننا وقرانا، فقد جاء هؤلاء الأطباء الأوربيون ليخبرونا ما هو ذلك الشيء: إنه داء الكبر.
    أجل، فهاهم أجانب ينظفون بلدنا بإمكانيات متاحة للجميع ليقولوا لنا:
    "إنكم لستم فقراء إلى درجة القذارة... ربما إنكم فقط مستكبرون إلى تلك الدرجة".

    يقول الأخ طيفور: للأسف الشديد كان قيام الأطباء الأجانب بتنظيف مستشفانا أكبر فائدة حققتها تلك القافلة الإيرلندية، رغم الفوائد الأخرى الكثيرة.
    فعلاج الحالات المرضية أمر وقتي، أما الدرس البليغ في التواضع والتعامل الإيجابي مع الواقع فسيبقى ما بقينا.
    لقد أعطانا "الخواجات" درساً قاسياً، ولكنه بليغ جداً، ونرجو أن يكون مفيداً، ومُلهماً لنا جميعاً.
    درسٌ في الأخلاق والإنسانية، ولا سيما في التواضع .
    لقد تركوا لنا رسالة تفيد بأنه يجب ألا نتعلل بنقص الإمكانيات، ولا بالفقر، ولا بتقصير الحكومات.
    فلا فقر إلى درجة القذارة. وإنما هو الكبر.
    ما ينشر الأوساخ في بلدنا هو الكبر، قبل كل شيء.
    كِبر في قلوبنا.
    و"لن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، هكذا يعملنا ديننا.
    لقد أعطانا هؤلاء الأطباء الأجانب درساً مفاده إن قيمتنا في الحياة أن نساعد أهالينا بتواضعٍ، وأن نقوم بأعمال يتجسد فيها التواضع لكي نلهم الآخرين.
    لا يمكن أن نساعد أهلينا من أبراجنا العاجية.
    الأطباء لا يعالجون المرضى بالسماعة المعلقة على الكتف فحسب، وإنما أيضاً بلعب الأدوار التي يأملونها من المواطنين؛
    والمدرسون يجب أن يتعلموا التواضع ويعلموه قبل أي شيء؛
    وزبدة هذا الدرس ألا يستنكف المتعلمون - المدرسون والأطباء والضباط والمهندسون والمحامون وغيرهم - من أن يشاركوا بأيديهم في أعمال النظافة، وأعمال التشجير، والزراعة، وغير ذلك من الأعمال التي يعتبرها الأغبياء المتكبرون وضيعة، وما هي كذلك.
    ألسنا أولى من "الخواجات" بهذه القيم الإنسانية الأصيلة في ديننا وتراثنا؟
    أليس لنا أسوة وقدوة في تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما؟
    لماذا نرى في الأعمال اليديوية ما يعيبنا؟
    رسولنا، صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه، رضي الله عنهم وأرضاهم، لم يروا فيها عيباً، وكذلك هؤلاء الأوربيون لم يروا فيها عيبا، فأي الفريقين أقرب إلى سنة رسولنا الكريم ودين الإسلام: نحن أم هؤلاء "الكفار"؟
    ألم يرعَ صلى الله عليه وسلم الغنم لأهل مكة بقراريط؟
    ألم يكن الغريب يأتي فلا يعرف الرسول صلى الله من بين أصحابه حتى يسأل فيدلوه عليه؟
    ألم يكن صلى الله عليه وسلم في خدمة بيته، ينظف ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه؟
    ألم ينقل، صلى الله عليه وسلم، التراب يوم الخندق حتى أغبر جسمه الشريف؟
    أما نحن، فما الذي يمنع أيدينا من أن تمسك بالمكنسة ؟
    إنها ثقافة "الدكترة" السائدة عندنا.
    ثقافة الدكتور والباشمهندس وسعادتك وسيادتك وجنابك.
    ثقافة "أنا مش كنّاس، ودا ما مستواي"!
    أما عند هؤلاء – المسلمين بلا إسلام – فإن هذا السلوك طبيعي وعادي.
    ألم نشاهد رئيس دولة المجر وهو يقفز في عربة النفايات بكل أريحية؟
    ألم نشاهد رئيس بوليفيا ينتظر دوره عند الطبيب ؟
    وبينما يمتطي رؤساء الوزارات في شمال أوروبا دراجتهم الهوائية، تتسابق الدراجات النارية أمام مواكب رؤسائنا!
    في بلدنا، للأسف، الكلٌ "يصّعَّد" تعالياً، حتى لم يعد أحد يرضى بمكانه؛
    لم يعد أحد "هابط في الواطة".
    فالعساكر لا يحبون ثكناتهم، ولا الأطباء يطيقون البقاء في عيادتهم،
    ولا أحد فينا يريد أن "يَهْبِطْ في الواطة"
    لقد أصبحنا، جميعاً تقريباً، مثل ذرات الغبار العالق! ولن يهدأ الجو إن لم "نهبط في الواطة"!
    رسالة هؤلاء الأوربيين لنا: أيها السودانيون، هبِّطوا أنفسكم!
    هبّطوا أنفسكم، قبل أن تهبطوا أكثر وأكثر في قيعان المزيد من القذارة.
    يحكى أن الشيخ الشعراوي، رحمه الله، كان عائدا بالسيارة مع ابنه من محاضرة ألقاها ذلك اليوم، فأمر ابنه أن يقف قرب أحد المساجد. ولما غاب الشيخ طويلاً نزل ابنه ليبحث عنه، فوجده جاثياً على ركبتيه يغسل مراحيض المسجد، وقال لابنه إنه أراد أن يكسر غرور نفسه التي دخلها شيء من العجب بعد تلك المحاضرة، وأن يتواضع لله كما فعل سيدنا عمر، رضي الله عنه، حين حمل قربة الماء على ظهره لامرأة فقيرة ذات عيال.

    يقول الأخ طيفور إن أسباب انحطاط الدولة السودانية وتأخرها عن ركب الأمم المتحضرة تعود إلى استشراء أمراض الفخر والخيلاء والعجب بالنفس في مجتمعنا. ودعا وزارة التربية والتعليم إلى أن تشرع فوراً في تضمين فضيلة التواضع في مناهجها، فمن تواضع لله رفعه.
    ويختتم الأخ طيفور حديثه بالتذكير بمعنى التواضع فيقول إنه "عدم شعور النفس بأن لها أفضلية على الآخرين". لكن تكمن مصيبتنا في أننا مقتنعون تماماً بأننا الأفضل، أفضل من يمشي على وجه الأرض، رغم أكوام الأوساخ التي تغطي أرض بلادنا!
    إن ما فعله هؤلاء "الخواجات" هو من صميم ديننا نحن، ونحن أولى به.
    إنها بضاعتنا رُدت إلينا.
    فهل سنأخذها فنسترد ديننا ودنيانا، أم نتركها فيضيع ديننا وتضيع دنيانا؟
    ونختم كما بدأنا:
    لا يوجد فقر إلى حد القذارة...وإنما يوجد كِبْر إلى ذلك الحد!!

























                  

01-02-2018, 10:55 PM

ابوعلي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا يوجد فقر إلى حد القذارة...وإنما يوجد كِب (Re: الريح عبد القادر محمد عثمان)

    ايوه طبعا النظافة من الايمان
    لكن لو انا طبيب وفي عاملين نظافة معاي في المستشفى وهم بياخدو اجر على الحاجة دي حتى لو كان بسيط لكن طالما انهم ارتضوه وقبلوا به فعليهم العمل اذا وعليهم القيام بواجبهم ..وعندما اكون انا الطبيب اترك عملي انظف وامسح واكنس فمن يقوم بالكشف على المرضى واجراء العمليات وغيرها هل اترك عامل النظافة يقوم بها ...مشكلتنا ليست الكبر ولكن مشكلتنا هي ان يقوم كل واحد بدوره على اكمل وجه وباتقان يرضي ضميره ويرضي الرب الطبيب يهتم بالمرضى كل الاهتمام وعامل النظافة يهتم باعمال النظافة كل الاهتمام ..كلا في موقعه وبالعمل الذي قبل به والذي تدرب عليه واجاده وبالاجر الذي ارتضاه ..هنا لا حوجة لكي يترك الطبيب عمله الاصلي لكي ينظف ..لاحظت انه في معظم المؤسسات الحكومية عمال النظافة والسباكة والكهرباء ووو اكثر من الاطباء والموظفين ولكن الاماكن قذرة جدا جدا وهم يجلسون ويتسامرون في وسط القذارة
                  

01-03-2018, 00:00 AM

الريح عبد القادر


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا يوجد فقر إلى حد القذارة...وإنما يوجد كِب (Re: ابوعلي)

    أخي الكريم، الأطباء الإيرلنديون لم يتركوا الطب ليتفرغوا للتنظيف، ولم يطلب منهم أحد ذلك. إنهم فقط متواضعون ومستعدون للمشاركة في النظافة ليكونوا أسوة وقدوة كما فعل الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم وكما فعل خلفاؤه رضوان الله عليهم.
    أما حكاية أنا دكتور ولست كناسا فهذا هو موضوع الدرس الذي قدمه لنا هؤلاء الأطباء وحاولنا شرح أهميته في هذا المقال.
                  

01-03-2018, 00:01 AM

الريح عبد القادر


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا يوجد فقر إلى حد القذارة...وإنما يوجد كِب (Re: ابوعلي)

    أخي الكريم، الأطباء الإيرلنديون لم يتركوا الطب ليتفرغوا للتنظيف، ولم يطلب منهم أحد ذلك. إنهم فقط متواضعون ومستعدون للمشاركة في النظافة ليكونوا أسوة وقدوة كما فعل الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم وكما فعل خلفاؤه رضوان الله عليهم.
    أما حكاية أنا دكتور ولست كناسا فهذا هو موضوع الدرس الذي قدمه لنا هؤلاء الأطباء وحاولنا شرح أهميته في هذا المقال.
                  

01-03-2018, 00:04 AM

الريح عبد القادر


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا يوجد فقر إلى حد القذارة...وإنما يوجد كِب (Re: ابوعلي)

    أخي الكريم، الأطباء الإيرلنديون لم يتركوا الطب ليتفرغوا للتنظيف، ولم يطلب منهم أحد ذلك. إنهم فقط متواضعون ومستعدون للمشاركة في النظافة ليكونوا أسوة وقدوة كما فعل الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم وكما فعل خلفاؤه رضوان الله عليهم.
    أما حكاية أنا دكتور ولست كناسا فهذا هو موضوع الدرس الذي قدمه لنا هؤلاء الأطباء وحاولنا شرح أهميته في هذا المقال.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de