التحَالف مع تركيا (العثمانية) يجْلِبُ الدَمارَ، سلطنَةِ دارفور 1916م نمُوذَجَأً بقلم عبد العزيز عثم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-26-2017, 02:10 AM

عبد العزيز عثمان سام
<aعبد العزيز عثمان سام
تاريخ التسجيل: 11-01-2013
مجموع المشاركات: 244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التحَالف مع تركيا (العثمانية) يجْلِبُ الدَمارَ، سلطنَةِ دارفور 1916م نمُوذَجَأً بقلم عبد العزيز عثم

    01:10 AM December, 25 2017

    سودانيز اون لاين
    عبد العزيز عثمان سام-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    اليوم 25 ديسمبر 2017م يصَادفُ ميلاد نبُّى الله عيسى بن مريم، المسِيح عليه السلام الذى جاء بالإنجيلِ وبشَّرَ بمقدمِ خاتم المُرسلين سيدنا محمد (ص)، فالمجدُ للهِ فى الأعَالِى، وعلى الأرضِ السلام وبالنَّاسِ المسَرَّة.
    وصادفَ هذا اليوم أيضاً، اليوم الثانى لزيارَةِ رئيس تركيا رجب طيب أردوغان السودانِ، وهى زيارة تثيرُ أحداثاً مُوغِلة فى تأريخِ البشرية منها أنَّ دولة الخلافة الإسلامية العثمانية فى الأستانة قد حرَّكت مشاعر دينية جيَّاشة فى سلطنَةِ دارفور بزعامة السلطان على دينار وحرَّضته على قتَالِ الإنجليز فى الحرب العالمية الأولى (حرب نشبت بين القوى الأوربية فى 28 يوليو 1914م وإنتهت فى 11 نوفمبر 1918م)، فأثار ذلك حفِيظة الإنجليز وحنقِهم على سلطنة دارفور الفتِيَّة الناجحة فجرَّدُوا حملة عسكرية دمَّرت سلطنة دارفور ومسَحتها من خارطةِ العالم دون وَجْه حقّ، لأنَّ لكُلِّ دولة الحقَّ فى اختيارِ تحالُفاتها وعلاقاتها. ولم تترك إنجلترا حُطَام سلطنة دارفور لتنهض من جديد بل ضمَّتها إلى السودان، وآحدة من أفشلِ "الدُولِ" التى قامت.
    تأسَّست سلْطَنة دارفور فى العام 1603م وحاضرتها مدينة الفاشر الحالية وقد حكمَها سلاطين دارفور وآخرهم السلطان على دينار من قصْرِه الرَآهِن الذى تحَدَّى عوآدِى السنين وصمَدَ أمام الأهوال التى شهدتها السلطنة وقد بناه معْمَارِى تُركى فى أوآخِر القرن التاسع عشر الميلادى(الآن تمَّ تحويل جزء من القصر إلى متحف، وجزء آخر تمَّ تحويله إلى مضَافة لإستقبالِ الضيوف الرسميين "قصرُ الضِيافة").
    وكانت سلطنة دارفور موآلية للدولة العثمانية مركز الخلافة الإسلامية آنذاك، وعند إندلاع الحرب العالمية الأولى دَعَا السلطان العثمانى الخامِس والثلاثين محمد رَشاد السلطان على دينار ليُحارب الإنجليز ودَعمَهُ بالسلاح، إلا أنَّ السلطان على دينار لم يصمُد طويلاً أمام أسلحة الإنكليز المُتطَوِّرة مع إنقطاع خطوط إمداد الدولة العثمانية له، فحطَّمَ الإنجليز وحلفَائِهم المصريُون سلطنة دارفور وقتلوا سُلطانِها ودمَّرُوا رَمزُ سِيادتها ونهبُوا موآرِدِها وضمُّوها إلى السودان.
    الآن، وبعد مرُور مِئة عام على فنَاءِ سلطنةِ دارفور بسببِ تحالُفِها مع الدولة العثمانية جاءَ أحفادُ الأتراك العثمانيون (أردوغان) ليرَمِّمُوا قصر السلطان على دينار الذى إستشهَدَ فى المعركةِ وهو يقاتلُ الإنجليز لنُصرةِ الدولة العثمانية فى الحربِ العالمية الأولى. وبعد القضاء على سلطنةِ دارفور أقامَ الإنجليز حامِية لقواتِ الدفاع الملَكِى البريطانى بمدينةِ الفاشر RDF وهى الثُكنات التى إنقلبَت لآحِقاً إلى أحياء شعبية تُسمَّى (رَدِيف) كما فى مدُنِ الفاشر، كوستى ومدُن أخرَى.
    قتلَ البريطانيون السلطان على دينار فى نوفمبر 1916م بالتجريدة العسكرية الإنجليزية- المصرية على دارفور(Anglo- Egyptian Darfur Expedition) التى أُعِدَّت خِصِّيصَاً لتدمِيرِ سلطنة دارفور وإزالتِها من على وَجْهِ الأرض ليشقى إنسانُها أبد الدَهْر، فكانت عملية عسكرية غادِرَة قامت بها قوات المملكة البريطانية وسلطنة مصر غزْوَاً "وِقَائِياً" لسلطنة دارفور لأنَّهم كانوا يعتقدِوُنَ أنَّ السلطان على دينار كان يستعِدُّ لغزوِ السودان الذى كان تحت الإدارة الإنجليزية- المصرية.
    فى مارس 1916م نظَّمَ القائد البريطانى ريجنالد وِنجِت قوَّة من حوالى ألفَى مُقَاتِل بقيادة ضابط بريطانى هو المُقدَّم فليپ جيمس فاندلور لقيادة حملة تدمير سلطنة دارفور، وفى مايو وصلت الحمْلةِ الإنجليزية المصرية الفاشر عاصمة دارفور فوقعت المعركة الحاسمة فى منطقة (برينجِيَّا) إنتهت بإنتصارِ الحمْلَةِ الغَازِية على جيشِ سلطنةِ دارفور، وإستولت القوات الإنجليزية- المصرية على مدينةِ الفاشر عاصمة السلطنة وعاثت فيها فسَادَاً، قتلاً وسحْلاً ونهبَاً وتدمِيرَاً، وفى اليومِ التالى للمعركة غادَرَ السلطان على دينار الفاشر فإستولى الغُزَاةُ الإنجليز- المصريون على سلْطَنَةٍ تُسَاوِى مساحتها دولة فرنسا، فدمَّرُوا سِيادَتِها ومحُوهَا من خارطَةِ العالم وضمُّوهَا لدولَةٍ فاشِلَة عبر التاريخ هى السودان. كانت عملية إجرَآمِيَّة سجَّلت سَابِقة فرِيدة فى تأريخ العالم، ويجِب أنْ يدفعَ الإنجليز والمصريِّون ثمن جرِيرَتهم هذه اليوم أو غدَاً. ترَاجعَ السلطان على دينار إلى نوآحى جبَل مَرَّة وحاولَ التفاوضُ مع الغُزَاة لكنَّهم رفضُوا، ثمَّ رصدُوا مكانَهُ فأرسلوا قوَّةً لتعَقُّبِه وبعد إشتباك عنيف إستشهدَ السُلطان على دينار فى المعركة فى نوفمبر 1916م، ومنذ ذلك اليوم المشؤوم أصبحت سلطنة دارفور"سَبِيَّة" السُودَان.
    بعد إنهيار دولة الخليفة عبد الله التعايشى فى كررى 2 سبتمبر 1898م، عاد أبطال دارفور إلى سلْطنتِهم فرَفعوُا قوآعِدها بزَعامَةِ السُلطان على دينار، سَلطنة دارفور الإسلامية(الكونفِدرالية) المُكوَّنة من سلْطنَاتِ وممَالِك القبائل فى الرُقعَةِ الجغرافية لدارفور، وكانت هذه المَمَالِك والسلْطَنات المُكوِّنَة لسلطنة دارفور تتمَتَّعُ بقدْرٍ كبير من الإستقلالية Autonomy ولكنَّها كانت موَحَّدة على المستوى الفِدرَالى للسلطنَةِ فى مجالات الدفاعِ، العُملَة والمالية، السياسة الخارجية، والتجَارة. وقد إستجلبَ السلطان على دينار العُلمَاء والفُقهَاء من خارجِ السلْطَنَة لإرسَاءِ دعَائِمِها، فتولَّى القاضى إدريس الدُنقلاوى القضاء فى المَمْلَكة، وكان الشيخ عبد الماجد الفلَّاتى إمَامَاً لمَسْجِدِ الفاشر، وجاءَ بـ (أولادِ الرِيف) من صعِيدِ مصر لتعليم الناسِ الزراعة وفنُونِها، والعديد من العلماء من كافَّةِ انحَاءِ المعْمُورَة إستوعبتهم الحياة الثقافية والاجتماعية فى فاشرِ السُلطَان.
    وعلى مستوى المَطْمَعِ الخارجِى كانت سلْطنة دارفور على أهبَّةِ الإستعداد لعُبورِ النيل إلى ناحية سلطنَةِ سِنَّار بعد أن إخضعت كردفان نهائياً لسُلطَانِها. وإتَّصلت بدولَةِ الخلافة الإسلامية العثمانية بعلآئِق وثِيقة وأطلقَت على سُلطانِها فى الأسِتانة لقب الرشيد، وأنشأت فى مصر رُوَّاق دارفور فى الأزهرِ الشريف، قائَمٌ إلى اليوم. كما وطَّدَت صِلتها بالحجاز فألزَمت سلطنة دارفور نفسها بالمُساهمَةِ بقدرٍ كبير فى ميزانية الحرمين الشريفين، فطفقت ترسِلُ بإنتظام وإلتزام ما أسماهُ المؤرخون (صُرَّة الحرَمين) وتحتوى المساعدات المادِّية التى تُقدِّمُها سلطنة دارفور، وهذه المساعدات كانت تُنقل إمَّا عبر جمهورية مصر أو مباشرة عبر سَوَآكِن، وأنَّ محْمَل (صُرَّة الحرم) كان يتكوَّن من غالِبِ مُنتجاتِ دارفور إضافة إلى الذهبِ والفِضَّة، وكانت هذه المنتجات تؤخذ إلى مصر وتُباعُ فى الأسواقِ المصرية ثم ترسَل قيمتها نقُودَاً وذهبَاً إلى الحِجازِ.
    ولم تكتَف سلْطَنة دارفور بدِفاعِها المُستمِيت عن الإسلامِ والمُسلِمين بل ألَّفَ السلطان على دينار ديواناً كامِلاً فى مدْحِ الرسول الخاتِم (ص) كما ذكر بروفسر عون الشريف قاسم فى موسوعته عن القبائلِ العربية فى السودان.
    وقد كان لسلطنةِ دارفور نصيباً كبيراً من الأوقَافِ بالمملكة العربية السعودية، منها أوقاف سُلطانية وأخرى أهْلِيَّة، ومن الأوقاف التى تحمِلُ إسم السلطان ما يعرَفُ الآن بحوشِ السلطان على دينار فى مدينةِ جَدَّة، يقعُ فى حىِّ الوآسِطة ببابِ شريف ويبلغُ مساحته حوالى 2500 متر مربع، ويسكنها حوالى أربعين أسْرَة. ويجِبُ على الجميعِ أخذُ العِلم بحقيقَةِ أنَّ مُساهمات وأوقاف سلطنة دارفور هى لدارفور وأهْلِها، ولا يمكن أن تعودَ أبداً للسودان الحالى الذى ضُمَّ إليه دارفور قَسْرَاً، فلا يجُوزُ الخلطَ بين الأشياء وتزييف التأريخ وقضْمِه.
    هذه شذرَات من أصْدَاءِ تأريخ بائِس أثارَها زيارة أردوغان حفيد سلاطين الدولة العثمانية حَلِيفَة سلطنة دارفور التى دمَّرها الإنجليز والمصريون لمصلَحَةِ دولة سُودان الجلَّابة الحالية. وأشكُرُ للرئيس أردوغان أنَ أوردَ فى خطابه البارحة أمام (برلمان) السودان أنَّ سلطنة دارفور كانت حليفة الدولةِ العثمانية وأرْدَفَ أنَّ السُلطان على دينار قد إستشهد فى ساحةِ المعركة دِفاعَاً عن دولةِ الخلافة الإسلامية العثمانية. بينما يحكمُ السودان الآن من هربَ أجدادَهم خوفاً من إنتقام الدِفتردار قائد محمد على باشا التركى العثمانى حاكم مصر بعد أن غدَر أجداد هؤلاء بإبنه إسماعيل فى رحلة عودته من السودان وقد حلَّ ضيفاً على جدِّ هؤلاء فحَرَقهم بالنَّارِ فى جوفِ الليل لذلك لم يذكُرهم فى خطابِه!، و"شِنْ جَابْ لجَاب".
    وأختِمُ ناصِحَاً الجلَّابة: أنَّ أىِّ تحالف مع رجُل أوربا المريض تركيا لا يجلبُ غير الدمار كما حدثَ لدارفور، لأنَّ تركيا هى (بغْلَة) أوربا لا هى (مُهْرَة) مثل دول أوربا، ولا هى (إتان) مثل بقية دول العالم الثالث.
    اللهم نسألك بمُنَاسبَةِ زيارة أردوغان للسودان أن تُسلِّطَ على دولةِ الجلّابة القائِمَة من يدمِّرها كما دمَّرَ الإنجليز وأذيالهم المَصَارة سلطنة دارفور ومحُوهُا من خارطَةِ العالم فى نوفمبر 1916م.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de