:: بتاريخ 14 مايو 2015، وكان الأهل بالرزيقات والمعاليا ينزفون ( دماً ودموعاً)، لأن حرب داحس والغبراء بينهما لم تكن قد وضعت أوزارها ورحلت، ويومها كان العميد - آنذاك - محمد حمدان حميدتي قائد قوات الدعم السريع، قد صرًح لوسائل الإعلام بالنص : ( تحتاج قوات الدعم السريع لتفويض وقرار واضح لتتدخل وتساهم في وقف الإقتتال القبلي بدارفور، وستكون لقوات الدعم السريع دوراً في القضاء على المتفلتين والقبض على المندسين الذين يؤججون الصراعات القبلية ويحرضون لإثارة الفتن في دارفور)...!! :: وفي يناير العام 2017، أجاز البرلمان قانون قوات الدعم السريع بحيث يصبح أمر تفويضها (قانونياَ)..وعليه، فان عمليات قوات الدعم السريع بمستريحة - وغيرها من مناطق السودان -هي بعض التفويض الصادر لهذه القوات ، ومراد به نزع السلاح غير المشروع .. ولقد دعمنا عمليات جمع السلاح بالنص القائل في زاوية فائتة : فلنكن مع الجيش والنظامية الأخرى في فرض هيبة الدولة - وتقزيم سطوة القبائل والجماعات - ولو بالقوة .. فالدول ذات الأنظمة الراشدة هي التي تحتكر السلاح بواسطة قواتها النظامية (فقط لاغير)، ثم تدع بقية السلع للمجتمع المدني..!! :: ولكن ظل نهج الحكومة يحتكر كل أنواع السلع، ويدع الأسلحة - فقط لاغيرها- للمجتمعات والقبائل .. وإن كانت هناك ثمة رشد عادت إلى عقل السلطات فلندعمها بلا تحفظ .. وعلى الأهل بكل ولايات السودان، وخاصة ولايات دارفور وكردفان، دعم القوات المسلحة والنظامية الأخرى، بما فيها قوات الدعم السريع، وهي تتجرد المجتمع المدني من السلاح غير المشروع..نعم يجب أن ندعم القوات المسلحة و النظامية الأخرى وهي تقاتل بكل ولايات السودان لجمع السلاح من (الرافضين) .. دارفور وكردفان، على سبيل المثال الصارخ، بهما ظلت تحتكر الحكومة على كل مقاعد السلطات التشريعية والتنفيذية، ولكنها كانت عاجزة تماماً عن إحتكار السلاح..!! :: وكما قلت، كل أنظمة العالم الراشدة - بكل مستوياتها المركزية والولائية - تحتكر السلاح فقط وتدع السلع الأخرى للمجتمع وشركاته.. ولذلك، أي لأن الناس هناك أحرار في حمل السلاح وإستخدامه، أصبح المواطن الأعزل في دارفور وكردفان هدفاً مشروعاً ، و أصبح ماله محاطا بحزام أسلحة النهب التي تحملها جماعات لا تعد ولاتحصى، وتكتفي السلطات هناك باتهام من تصفهم بالمتفلتين في تعكير صفو الأمان والسلام .. فالطبيعة لاتقبل الفراغ، غياب هيبة الدولة يعني (سطوة القبيلة)، وهكذا كان حال السودان بدارفور ..!! :: وما إنتشر السلاح بدارفور إلا بإنحراف مساره من قنوات الدولة الرسمية والنظامية إلى قنوات آخرى ذات (أجندة مختلفة)..وكما تعلمون، فان لشعبنا حكمة تقول : ( البلد المحن لابد يلولي صغارهن)، وأخرى تقول : ( التسوي بي إيدك يغلب أجاويدك).. والمعارك بين قوات الدعم السريع و المسماة بقوات مجلس الصحوة - يتزعمها موسى هلال - تَشير إلى أن الحكومة والناس والبلد على موعد مع حصاد زرع سنوات العبث، وهذا طبيعي، فمن يزرع الفوضى لا يحصد غير الحرب..ومع ذلك، لأن العجز عن إحتكار السلاح من معايير الدول الفاشلة، فلتتواصل عمليات جمع و نزع السلاح - بكل الوسائل - حتى ينعم مواطن دارفور بالسلام والأمان .. !! fb
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست