· واصلت الكذب على السودانيين سنين عددا يا سيادة الرئيس.. و السودانيون يضحكون عليك مع كل كذبة سنين عددا.. ثم غادرت السودان حاملاً معك بذور الكذب إلى روسيا لتنشرها في وسائط اعلامها الذي لا يخفى عليها أنك تكذب..
· لماذا تجبرنا على الحديث عن كذبك الفاضح حول انتفاء أي وجود للفساد في السودان..؟ لماذا تجبرنا على الكتابة عنك بعد أن مللنا سيرتك في كتاباتنا و كتابات غيرنا من الحادبين على السودان الذي وقع فريسة لكم تزدردون من لحمه و تكسرون عظامه ..؟ لماذا لا تفتأ تنكأ جراحاتنا، فتزيد آلامنا آلاماً أنت السبب الرئيس في وجودها و تفاقمها..؟ لماذا تجبرنا على ذلك يا سيادة الرئيس؟
· و قد أضحكتني كثيراً و أضحكت أفراد شعبك يا سيادة الرئيس يوم سمعناك تقول على شاشة إحدى القنوات الروسية أن البلاد لا يوجد بها فساد.. " ضحكنا و كان الضحكُ منا سفاهةً و حُقَّ على البريةِ أن يبكوا!"..
· ألا تطلع على تقارير المراجع العام و هي تفضح الفساد في البلاد على مدى سنوات..؟
· لقد ظل زميلنا المراجع العام السابق/ أبوبكر عبدالله مارن يعلن كل عام أمام البرلمان عن تجاوزات كانت كفيلة بإجراء الاصلاح في بعض المؤسسات المتجاوزة للوائح و القوانين.. و كفيلة كانت بقطع رؤوس جماعات ( متمكنة) على المؤسسات.. و لكن لم يتم الاصلاح و لا قطع رؤوس الجماعة التي تجاوزت و خالفت النظم و اللوائح مع سبق الاصرار.. و كأنها ذهبت مذهب ( الإمام) د. نافع علي نافع: " الزارعنا غير الله اليجي يقلعنا!"
· و جاء المراجع العام الحالي/ الطاهر عبد القيوم و أعلن الاسبوع الماضي عن تجاوزات و مخالفات في عدد من المؤسسات العامة..
· ما معنى وجود تجاوزات و ما معنى وجود مخالفات لسنوات..؟ إن وجودهما يعني وجود فساد متحكر.. و أن ممارسي الفساد يسيئون إلى القانون ربما لأنهم يأمنون عدم المحاسبة.. أو ربما يكونون جاهلين بالقوانين و اللوائح.. أ و ربما يكونون غير مؤهلين لتسنم المناصب التي أقحمتهم سياسة ( التمكين) فيها.. لكن المؤكد تماماً هو وجود فساد في كل الأحوال..
· دعني أورد بعضاً من بعض ما جاء في التقرير المراجع العام الأخير.. و دعني أتحدث بلغة الجنيه الحقيقي لا بلغة الألف جنيه الذي أسميتموه الجنيه ( الجديد) اعتباطاً..
· تحدث تقرير المراجع العام، الطاهر عبد القيوم، عن تجاوزات مالية لشاغلي المناصب الدستورية بصرف مبلغ (1.3) مليار جنيه دون وجه حق، واتهم إدارة الجمارك بتجنيب مبلغ 43.6 مليار جنيه، عبارة عن عائدات بيع عربات في 21 مزاداً، وتحدث عن فرض رسوم غير قانونية بفئات مختلفة يتم الصرف منها ولا تظهر في الحساب الختامي..
· ماذا تسمي تلك الرسوم التي ( لا تظهر في الحسابات) سيدي الرئيس؟ و ماذا تسمي تحصيل وزارة النفط لفوائض تتصرف فيها كما تشاء.. ثم تخصم مبلغ 498 مليار جنيه من عائدات الخام المحلي من المنبع مباشرة..؟ و ماذا عن استرداد مبلغ 156 مليون دولار المسددة لديون الشركاء والتي لم تظهر في الحساب الختامي لرسوم العبور لعام 2016م..؟
· و بماذا تسمي عدم تطابق عائدات الخام المحلي، بين وزارة النفط، والحسابات الختامية لوزارة المالية، حيث بلغ العائد 7.7 تريليون جنيهاً في تقرير اللجنة المشتركة بين الوزارة والادارة العامة للإيرادات ، فيما اظهرت الحسابات ُالختاميةُ العائداتِ بمبلغ 6.9 تريليون جنيه بنقصان مبلغ 724 مليار جنيهاً منها 150 مليار جنيهاً تم توريدها نقداً و574 مليار جنيهاً مستحقاً لوزارة المالية.
· هذا فقط رأس الجليد من التجاوزات في عمليات النفط.. رأس الجليد فقط.. دعك عن الجليد كله منذ بدأ استخراج النفط في السودان..!!
· ثم، ماذا تسمي التجاوزات في لجنة التصرف في مرافق القطاع العام عند تجنيبها مبلغ 82 مليار جنيهاً هي اجمالي عائداتها في العام الماضي وعدم اظهارها في الحساب الختامي..؟ و كيف تفهم ما قاله المراجع العام عن تمادي بعض المصارف في المخالفات المصرفية..؟
· و ماذا تقول عن اعلان المراجع عن ارتفاع جرائم المال العام بالولايات خلال الفترة من سبتمبر 2016م الى يونيو 2017م ارتفاعاً إلى (7.2) مليار جنيهاً بزيادة 9% عن الفترة السابقة البالغة 6.6 مليار جنيهاً؟
· سيدي الرئيس، بماذا تفسر وجود كل ذلك التضارب الذي أعلنه المراجع العام في حجم الشركات التي تساهم الدولة في رؤوس اموالها والبالغة 120 شركة، بينما ما تم وضع الربط له في موازنة 2016م هو عدد 20 شركة منها فقط..؟
· كل ما ذكره المراجع العام هذا العام ليس سوى إبرة في كومة قش من الفساد..
· إذن، لماذا تنفي وجود فساد في السودان؟ هل يا تُراك ترى الاعتداء على المال العام لا يندرج تحت طائلة الفساد! أم يا تراك لا ترى الفساد لأنه أقرب إليك قرباً يجعلك لا تراه..؟! إنه أقربُ إليك من قربِ حبلِ الوريد إليك يا سيادة الرئيس! و تلك هي مصيبنا فيك و في من هم قريبون منك..
· إن مصيبتنا تلك لن تنتهي إلا بنهاية حكمك و نهاية بطانة السوء/ السوس الذي ينخر في ركائز سقف السودان.. و يخلخل تركيبته..
· الجميع يعلم بوجود الفساد يا سيادة الرئيس.. بما فيهم بطانة السوء من حولك و أنت وحدك من لا تريد أن تراه.. مع أنه بإمكانك أن تعترف بوجوده، و أنت تراه رأي العين المجردة،!
· إن اعتقدت أنك تخدع الشعب السوداني بالكذب عليه يا سيادة الرئيس، فأعلم أنك لا تخدعن إلا نفسك!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة