اثارت مقترحات نائب وزير الخارجية الامريكي جون سوليفان خلال زيارته للخرطوم التي انتهت يوم الجمعة الماضية بعقد إجتماع استغرق نصف الساعة بعدد من رجال الدين واﻷكاديميين والمنظمات واﻷحزاب السياسية الذي استضافته جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بقاعة مسجد النيلين وقاعة الشهداء بالجامعة اثارت حفيظة العلماء،؟ لان الادارة الامريكية إشترطت على لسان موفدها، الحرية السياسية والحرية الدينية اللتان عبر عنهما جون بكلمته (نراهما نحن الأميركيين من الأهمية بمكان) والحرية الدينية جاءت واحدة من اهم الشروط وفيها اشارات متعددة ما يحتم على السودان ادارة حوار بين رجال الدين الاسلامي والمسيحي او ما اسموه الامريكان من وجهة نظرهم بالحريات الدينية والتعايش الديني!! امريكا ترى ان قياس العلاقة بينها والسودان في الفترة القادمة يقوم على احترام السودان لحقوق اﻹنسان وهذه الحريات الدينية التي ربما دخلت فيها مسائل تجديدية كانت محل جدل فقهي مثير بين فقهاء وعلماء السودان على راسهم الراحل الدكتور الترابي، وحتى التعديلات الدستورية التي اشتملت على كثير من المواد احدثت جدلا فقهيا واسعا، هجمت عليها هيئة علماء السودان هجمة لم تشهدها الساحة السياسية والفقهية من قبل؟! الآن تعود ذات القضايا محل الجدل الفقهي هذه المرة من خارج الحدود ، من (النصارى والكفار) كما يحلو للبعض؟؟! السادة العماء لم يجدوا سبيلا للمقارعة بالحجة فلجأوا الى العبارات التي اكل الدهر عليها وشرب،؟ بان الشريعة (خط احمر) ، ولا (تراجع عن ثوابت الامة)؟؟ دعوة وإشتراطات نائب وزير الخارجة هي فرصة ثمينة لم تتوفر من قبل وهي دعوة حرة في طبق من ذهب لإدارة حوار ديني بين الغرب والاسلام ، حوار بمعاني وقيم الدين التي يفهمها الغرب الآ بالطريقة (المقلوبة) الامر لا يتطلب الهجوم بردة الفعل التي تنم عن عجز القائمين عليه، لان الرسول (صل الله عليه وسلم) في صلح الحديبية عندما قال له المشركين، والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب " محمد بن عبد الله، لم يقل لهم (انا رسول الله خط احمر) بل تزود بهدى الدين القائل في محكم تنزيله(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) صدق الله العظيم. مهما زعمت امريكا بان هناك انتهاكا دينيا او احكاما لا تتماشى وعصرهم لن يفلح احد ان يقدم للدعوة الاسلامية خدمة من شاكلة (نرفص) او(هذا خط احمر) تكمن الحاجة اليوم في علماء معاصرين مجددين قادرين ومؤهلين لقيادة حوار حقيقي لبطلان ما تزعم امريكا صحته، وهذه هي اشواق امتنا، ونخشى ان تقود اشواك عجز هيئة علماء المسلمين الى نقض عُرى الاسلام عروةً عروة و علماءنا لا يفقهون. الوان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة