*واضح أن أدواء السودان القديم بشقيه مزمنة ومعقدة وعصية التنبؤ بتداعياتها، خاصة في ظل العلاقات السودانية - السوداجنوبية "الرسمية" التي ألقت بظلالها السالبة على الشعب السوداني في البلدين. *هذا لايجعلنا نصرف النظر عن بصيص الضوء عند نهاية النفق الذي كثرت دهاليزه بسبب السياسات الفوقية من الطرفين الحاكمين التي عقدت الموقف وتسببت في كل الإختناقات القائمة في البلدين وبينهما. *بغض النظر عن الدواعي المحلية والإقليمية والدولية التي مهدت لرئيس دولة جنوب السودان سلفاكير لزيارة الخرطوم على رأس وفد وزاري رفيع المستوى وإجراء مباحثات ثنائية مع الرئيس البشير وما سبقهما من مباحثات وزارية مشتركة، فإنها أعادت فتح باب الأمل إذا صدقت النوايا وجد العزم وتوفرت الإرادة السياسية. *القراءة المحايدة لما تم في يومي الزيارة تشير إلى وجود رغبة مشتركة لفتح صفحة جديدة بين بلدي السودان وإحياء إتفاقيات التعاون الموقعة بينهما ورعاية تنفيذها. * هذا يتطلب معالجات جذرية من الحكومتين لقفل الطريق أمام من وصفوا بأنهم "مثيري الفتن والشائعات المغرضة" .. وتأكيد إلتزامهما بعدم السماح للمعارضين إستغلال أراض طرف ضد الاخر، وإستعجال فتح المعابر التي تم الإتفاق على فتحها فور تحديد أماكن إنشاء الأجهزة المختصة بتأمين الحدود بين البلدين. *أثبتت التجارب القديمة المتجددة في البلدين أن إثارة الفتن الداخلية وتأجيج النزاعات المسلحة تضر بمصالح شعب السودان في البلدين، وتعرقل المساعي الداخلية والإقليمية والدولية الهادفة لتحقيق السلام والإستقرار فيهما. * لا يكفي في هذا إعلان حسن النوايا الذي جاء في تصريحات الرئيسين البشير وسلفا في مؤتمرهما الصحفي عقب ختام المباحثات الثنائية بينهما، خاصة وأن مشروع التسوية السياسية الشاملة مازال متعثراً في السودان وفي جنوب السودان. إن ثمار هذه المباحثات والإتفاقات لن تتنزل على أرض الواقع إلا إذا توفرت الإرادة السياسية الجادة، ليس بين الحكومتين فقط وإنما بين كل طرف والاطراف السودانية الأخرى لإنجاز التسوية الشاملة اللازمة لتحقيق السلام والإستقرار في البلدين، لتحقيق ودفع خطوات التعاون المشترك لصالح الشعب السوداني في البلدين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة