عقدت الحركة الإسلامية السودانية، الشهر الماضي، مؤتمر الشورى، الذي تعقده سنوياً.. ولقد كان أهم قرارات ذلك المؤتمر، تأجيل المؤتمر العام للحركة الإسلامية، حتى العام القادم. ولم يكن تأجيل المؤتمر العام للحركة الإسلامية، أمراً عرضياً، أو تنظيمياً، كما حاولوا تبريره .. وإنما كان نتيجة للصراع داخل الحركة وأقطاب إنشقاقاتها من جهة، ومطالب الحلفاء الإقليميين والدوليين، في جبهة مكافحة الإرهاب، من الجهة الأخرى. ولقد خاطب المؤتمر في جلسته الختامية، السيد رئيس الهيئة القيادية العليا للحركة الإسلامية السودانية، السيد رئيس الجمهورية. وكان مما ذكره في حديثه أن المشروع الإسلامي في السودان، قد كان ناجحاً، بدليل إنتشار المساجد وارتياد الشباب لها ... كما ذكر التوسع في صلاة التراوايح، كدليل آخر، على نجاح المشروع الإسلامي في السودان !! (الصحافة 6 نوفمبر 2017م).
ومن الشخصيات الهامة، في حركة الإخوان المسلمين، والتي همشت تماماً، فلم يعد يسمع لها صوت، السيد علي عثمان محمد طه .. والذي أبعد عن منصبه كنائب لرئيس الجمهورية، وأبعد عن كافة مسؤولياته في الحكومة وفي الحزب، وأصبح كأن لم يكن.. علي عثمان هذا، خاطب نفس هذا المؤتمر، في العام قبل الفائت، وكان مما جاء في كلمته ( ونعلنها من هنا أن الحركة الإسلامية تعقد العزم وتعاهد أخواتها في كل الحركات الإسلامية في العالم أن نعد مشروعاً لنهضة الأمة لخير الأمة نفعّل فيه قدراتها ونبني فيه عزتها كفانا استضعافاً كفانا إستلاباً كفانا هواناً كفانا ذلاً لابد أن نرفع الراية ونرفع الصوت لا مجال للحديث عن حماسة ولا عن إندفاع عاطفي بل هو رفع الصوت كما يترفع الآذان بالتكبير الله اكبر الله أكبر الله أكبر لنصرة الأمة الله أكبر لدحر الظالمين الله أكبر لكسر شوكة المعتدين الله أكبر لنصرة المستضعفين الله أكبر لتحرير القدس الله أكبر لتحرير فلسطين ... لا للأمم المتحدة لا لمجلس الأمن لا لمجلس الظلم العالمي الإسلام قادم الإسلام قادم من السودان قادم من مصر آت من ليبيا يتقدم من نيجيريا زاحف ... تحت راية الرسول ندك الباطل نلقى الله شهداء .. يارسول الله يا رب السماء ما غادر الرماة مواقعهم الرماة على الجبال الرماة على أُحد ليس فينا من طلب الدنيا ليس فينا من خان العهد نحن للشهداء نحن للعهد نحن للقضية نحن للإسلام ...)(فيديو مسجل- وسائل التواصل الاجتماعي).
فإذا كانت الحركة الإسلامية، قد قامت بالإنقلاب العسكري، لتقيم الشريعة الإسلامية، ثم بعد ثمانية وعشرين عاماً من الحكم، يعتبر رئيسها الذي ذكر من قبل أنهم يطبقون شريعة " مدغمسة"، كثرة المساجد هي الدليل على نجاح مشروعها الإسلامي، فإنه شعور حقيقي بالفشل مهما حاولوا إخفائه .. أما حديث السيد علي عثمان القديم، والذي ذكرنا به وضعهم المتهالك الحاضر، فقد كان خطبة حماسية جوفاء !! فهو قد تحدث عن أنهم سينهضون بالأمة الإسلامية، ويرفعونها من هوانها، مع أنهم عجزوا لربع قرن أن ينهضوا بالشعب السوداني، بل زادوه هواناً، وضعفاً .. وهو يرفض الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ويتحدث عن زحف اسلامي قادم من السودان، ومصر، وليبيا، ونيجيريا، ليدمر هذه المؤسسات الدولية، ويقيم مكانها صرحاً إسلامياً !! وهو يعلم أن حكومته، ورئيس هيئته الإسلامية العليا، يتعاملان مع هذه المؤسسات الدولية، ويخضعان لقراراتها، ولقد قبلت حكومته القوات الأجنبية في دارفور نزولاً عند رغبة الأمم المتحدة، بل إن جماعته وحكومته، فرحوا جميعاً برفع الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات، بعد استجابوا لمطالبها في دعم حربها على الإرهاب، الذي تمثله نفس الجماعات، التي إستنفرها على عثمان لتحطيم النظم الدولية قبل ثلاثة أعوام ولم تفعل شيئاً !! فهل رأى الناس مثل هذا الكذب وهذه المداهنة ؟! وعلي عثمان يدعي في خطبته الحماسية أن الاخوان المسلمين سيحررون فلسطين من اليهود، وهو يعلم أن حكومته كانت دائماً تتجه سراً الى تطبيع علاقتها بإسرائيل !! ونلاحظ أن أن السيد علي عثمان قد أخذه الصراخ، وتجاوب الرجال معه بالهتاف والتكبير، و (أخوات نسيبة) بالوقوف والبكاء، إلى موجة عارمة من الهوس الديني، جعلته يقرر أن الحرب بين المسلمين والكفار قائمة الآن !! وأن الرماة ما زالوا واقفين في جبل أحد، كناية عن أنهم ما زالوا على العهد الديني والسلوك الديني .. وقال ( ليس فينا من طلب الدنيا .. لي فينا من خان العهد ) !! وهذا كذب صراح، يعلم علي نفسه، أنه مجاف تماماً للحقيقة .. فإن لم يطلب قادة الاخوان المسلمين، والنافذين في الحزب والحكومة، الدنيا، فليخبرنا علي عثمان عن واحد منهم، إبتداء من السيد الرئيس، وحتى ولاة الأقاليم، لا زال يسكن في نفس بيته المتواضع، الذي كان يسكنه قبل الإنقلاب !! ثم ألم تكن المفاصلة وظهور الشعبي والوطني، وإفقار الأول وإثراء الثاني، من خيانة العهد؟! ثم ألا يعتقد السيد على عثمان، اليوم، أن إبعاده عن منصبه كنائب للرئيس، هو نتاج صراع في طلب الدنيا ؟! ألا يعتقد أن في إبعاد الشيخ حسن الترابي رحمه الله ، وهو قد كان المرشد للتنظيم، ورميه في السجن، خيانة للعهد ؟! أليس في إعتقال إخوان مسلمين، بواسطة جهاز الأمن السوداني، وتسليمهم للمخابرات المركزية الأمريكية، خيانة للعهد ؟! أما القرارات الهامة التي خرج بها مؤتمر الشورى فهي: 1- تأجيل المؤتمر العام التاسع وفعالياته إلي العام المقبل.
2- يبارك المجلس جهود الحكومة والمؤتمر الوطني ومضيهما في إنفاذ مخرجات الوثيقة الوطنية والتعاون المنتج مع شركاء الوطن من خلال حكومة الوفاق الوطني والمؤسسات الأخرى.
3- إعداد المواعين والبيئة الإقتصادية المواتية لمقابلة المتغيرات المحلية والأقليمية والدولية والسعي المستمر لمعالجة مشكلات الإقتصاد الوطني وتجديد الدعوة لزيادة الإنتاج وإدخال التقانات الحديثة والسعى لتحسين معاش الناس.
4- يبارك المجلس الجهود التي تبذلها الدولة في إعمار العلاقات الخارجية بقيادة مباشرة من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية مما عزز علاقاتنا بالجوار الأفريقي والأمة العربية وعزز علاقاتنا الإقليمية والدولية ونستبشر بمرحلة ما بعد رفع الحظر الأمريكي والمطالبة بالإستمرار في بذل الجهود لرفع أسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
5- يشيد المجلس بقرار الحكومة الصارم بجمع وحظر إستخدام السلاح وحصره في أيدي القوات النظامية ويدعو المجلس كأفة أعضاء الحركة الإسلامية بالبلاد العمل علي إسناد هذا المشروع في المنابر الدعوية والتربوية والتوجيهية والواجهات التنظيمية كافة .
6- يجدد المجلس موقفة الثابت من دعم ومساندة القضايا العادلة للشعوب المقهورة بقارة أفريقيا والأمتين العربية والإسلامية على الصعيدين الأقليمي والعالمي .(أخبار السودان 29/10/2017م).
لقد فشلت حركة الإخوان المسلمين، رغم استغلالها لميزانية الدولة السودانية، أن تقيم مؤتمرها العام !! وحين أقامت بدلاً عنه مؤتمر شورى الحركة الإسلامية، لم تستطع مناقشة قضاياها بوضوح، وصدق، وشفافيه، وبدلاً من ان تصارح عضويتها، وتصارح الشعب بإخفاقاتها، حاولت إخفاء المشاكل والصراعات، التي أوشكت أن تعصف بها، تحت دخان هائل، من الخطب الحماسية الفارغة. إن القضايا التي كانت العضوية من الشباب تتوقع أن تنور فيها، وما كان ينتظره الشعب السوداني من الحركة الإسلامية، هو إلقاء الضوء على نتائج حكم الحركة الإسلامية للسودان، والمشروع الحضاري، وما دخلت فيه الحركة من حروب هل كان ذلك لمصلحة الإسلام أو لمصلحة السودان ؟! إن حركة الاخوان المسلمين لو كانت حركة دينية، أو جماعة أخلاقية، ذات أي قدر من القيم، لكان مؤتمرها قد تطرق للقضايا التالية:
1-حين قامت حركة الإخوان المسلمين بالإنقلاب في عام 1989م، وجهت سياستها الخارجية، لتتماهي تماماً، مع محور التطرف والإرهاب .. فكان أن آوت أسامة بن لادن، رحمه الله، وكافة المتطرفين، من أمثال "كارلوس" ، و عمر عبد الرحمن وغيرهم .. ومنحت كثير منهم جوازات سفر سودانية، وهم من دول مختلفة. كما أنها كانت ذات علاقات قوية مع إيران، وتلقت أسلحة منها، كما دربت الحركة الإسلامية كوادرها على البطش والتعذيب في إيران. وحتى بعد ظهور "داعش" مؤخراً، كانت حكومة الإخوان تغض الطرف عن عناصرها، وتجند الطلاب من خلال جامعة مأمون حميدة، ليلحقوا ب"داعش" في سوريا أو ليبيا. وفجأة غيرت حكومة الاخوان المسلمين سياستها، وطردت بعض الإرهابيين، وسلمت بعضهم لأمريكا ودول أخرى، وتعاونت مع وكالة المخابرات الأمريكية في مكافحة الإرهاب .. ثم قطعت علاقتها بإيران، وأغلقت المراكز الثقافية الشيعية، التي كانت قد نشرتها من قبل في السودان. ثم إنضمت الحكومة السودانية للمحور الذي تقوده السعودية، وتشرف عليه أمريكا، وتنصلت من علاقتها بقطر، وبحماس، وبالإخوان المسلمين المصريين !! وهذا تحول كبير، فما موقعه من فكر الإخوان المسلمين ؟! والسؤال الذي كان يجب أن يناقشه مؤتمر شورى الإخوان هو : ما هو الحق في هذه القضية وما هو الباطل ؟! هل الحق في موالاة أيران ودعم القاعدة وداعش، والقتال معهم، وإيواء عناصرهم، أم ان الحق هو محاربتهم، والوقوف الى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، والدول العربية المناهضة للإرهاب والتطرف ؟! والحركة الإسلامية السودانية وقفت الموقفين !! ولا يمكن أن يكون كلا موقفيها حق، لأنه ما بعد الحق إلا الضلال .. فلماذا لم تعلن الحركة في مؤتمرها الموقف الصحيح، وتدين نفسها على تبنيها الآخر ولو لفترة معينة من الزمن ؟! 2- في عام 2003 م إندلعت الحرب في دارفور، وقامت حكومة الإخوان المسلمين، بتسليح القبائل العربية ضد قبائل الزرقة.. وكونت مليشيات "الجنجويد"، التي قامت بمساعدة الجيش، وقوات الأمن، بقتل أهالي دارفور، وحرق القرى، ونهب الأموال، وإغتصاب النساء .. ولقد اشارت الإحصاءات التي رفعتها منظمات دولية، إلى أن عدد القتلى تجاوز ال 250 ألف مواطن، وتشرد نحو 2 مليون شخص، بين معسكرات النزوح ومعسكرات اللجوء.. ولقد ذكرت الحكومة أن عدد القتلى حوالي 10 ألف شخص. ولقد أدان السيد رئيس الجمهورية نفسه، وحكومته، واتباعه، على ما حدث في دارفور، فقال ( ... فكيف ربنا يستجيب دعانا ونحنا بقول نحنا يا جماعة و نحنا دا من الرئيس عمر البشير مروراً بالتيجاني ولغاية ما نصل لغاية آخر واحد شايل بندقية .. كلنا كل واحد عايز إنو ربنا يستجيب دعاه ويتقبل عملو كيف دا ونحنا بنقتل ونسفك دماء المسلمين لأتفه الأسباب أنا بقول لأتفه الأسباب .. مافي حدث كبير في دارفور واللي حصد المئات لما جينا شفنا البداية لقيناها والله ما تستحق الزول يضبح فيها خروف خلي يضبح بني آدم .. كيف نحنا استحلينا دماء المسلمين ونحنا نعلم تماماً إنو زوال الكعبة أهون عند الله من قتل نفس مؤمنة)( فيديو مسجل للحديث بمنزل التيجاني السيسي في يوليو 2013م- مواقع التواصل). إن الحركة الإسلامية لو كانت فعلاً حركة دينية، لطالبت بالقصاص لأهالي دارفور .. وهي حين أيدت في مؤتمرها هذا ، جمع السلاح من أهالي دارفور، استثنت "الجنجويد" الجدد بقيادة حميدتي، وهم الذين يقومون الآن بكافة الجرائم في دارفور. كيف يمكن لحركة تدعي الإسلام، تحدث كل هذه المجازر، وتهدر كل هذه الدماء، وحزبها هو المتولي للسلطة، ثم تناقش هذه الحركة مشاكل الوطن، في مؤتمرها، ولا تتعرض لمشكلة مثل مشكلة دارفور ؟!
3-لقد قدم د. حسن عبد الله الترابي، مرشد الحركة الإسلامية، رحمه الله، شهادته للتاريخ، في برنامج قناة الجزيرة، "شاهد على العصر" .. وقام الترابي في تلك الحلقات، بنقد جماعته، بصورة لم تبق لها من الدين ولا قلامة ظفر !! حيث شهد على أعضاء الحركة الإسلامية، الذين استلموا مناصب رفيعة في السلطة، بأنهم فاسدين، وبأنهم سرقوا المال العام، وبأنهم جاروا على الشعب، وبأنهم تآمروا عليه، وقسموا الحركة بسبب أطماع دنيوية.. فلماذا تتجنب الحركة شهادة زعيمها ؟! فهذا الإتهام الخطير أما أن يكون باطلاً فتبرئ الحركة نفسها منه، وتدين مرشدها على هذا الإتهام الباطل، أو يكون حقاً، فعنئذ يجب على الحركة أن تقف عنده، وتعترف بجرائمها في حق الدين والوطن، وتقلع عن الحكم الذي ساقها الى هذه الجرائم، لأن من شروط التوبة الاقلاع الفوري، والندم على ما مضى، والإصرار على عدم العودة. فمن حق الشباب الذين انضموا للاخوان المسلمين بسبب قراءة كتيبات الترابي، أو سماع محاضراته، أن يطرح مؤتمر الشورى ما أدلى به لقناة الجزيرة، على بساط البحث، فيؤيده أو يرفضه على أسس معلومة .. ولا يجوز أن يهمل كلام المرشد للحركة الإسلامية، في مؤتمرات الحركة، التي ينبغي أن تقيم كافة نشاطها.
4-لقد أشارت تقارير المراجع العام، خلال فترة حكم الاخوان المسلمين، مرات عديدات، الى الفساد في أجهزة الدولة، والوزارات، والمناصب العليا، التي يتمتع بها قادة التنظيم .. ولم يحاسب المفسدون، حتى تراكم الفساد، فأزكمت رائحته الأنوف، وأصبح نهب المال العام، هو القاعدة، وعن آخر قصص الفساد المالي جاء ( وقال مسار في تصريحات صحف أمس إن تكلفة مصنع سكر النيل الأبيض كانت 450 مليون دولار لكن في التنفيذ تجاوزت 900 مليون دولار. وأوضح ان المصنع يعاني من مشاكل أدت الى انخفاض إنتاجه الى 40 ألف طن فقط في العام) وأكد (كان يجب ان تراجع الأموال ويعرف فيم تم صرفها )( حريات 4/11/2017م). ولقد باعت الحكومة، قبل إتفاقية السلام، البترول لعدة سنوات .. وبلغت عائداته حوالي 60 مليار دولار، ولم تدخل هذه الأموال الخزينة العامة للدولة، وإلا لتحسن الوضع الإقتصادي، فأين ذهبت عائدات النفط ؟! أليس من أبلغ صور الفساد، ألا تسأل الحركة الإسلامية في مؤتمرها عن الفساد، الذي قام به أعضاؤها، لتحاسبهم دفاعاً عن قيم الإسلام، التي لا تعرف المجاملة في الحق ؟! لماذا لم يتطرق مؤتمر الحركة الإسلامية، لدمغ منسوبيها بالفساد ؟! ولماذا لم يطالب بعقوبة المفسدين الذين أساءوا للحركة الإسلامية ؟!
5- أما الفساد الأخلاقي، فقد صرح منسوبي الحركة الإسلامية، في أول عهدهم، أنهم جاءوا ليقضوا على الرذيلة، وطرحوا ما عرف ب"المشروع الحضاري" .. ولكن بعد فترة من حكمهم بدأوا يذكرون أن الفساد قد زاد بأكثر مما كان عليه !! وصرح بعض قادتهم أمثال محمد محي الدين الجميعابي، وبعض نواب البرلمان بارتفاع معدلات إغتصاب الأطفال، وزواج المثليين، بصورة لم تعهد في السودان من قبل .. فإذا كان من اهداف حركة الاخوان المسلمين، في قيامها بالانقلاب، القضاء على الرذيلة، ثم إن الرذيلة زادت تحت حكومتهم، ألا يستدعي هذا الموضوع الخطير، أن يطرح في مؤتمر الشورى، ويسأل المؤتمرون أنفسهم، لماذا زاد الفساد الأخلاقي في عهدنا ونحن ندّعي أننا حماة الفضيلة ؟! إن حركة الإخوان المسلمين، لا علاقة لها بالاسلام، من قريب أو بعيد .. فهي حركة سياسية، إنتهازية، ذرائعية، مجرمة .. وصلت للسلطة بإنقلاب عسكري، أنكرت به هويتها، حتى تكشفت في الزمن .. ولقد كان وصولها الى سدة الحكم في السودان، إمتحان حقيقي لها.. لأن الإسلام ليس شعارات، ولا مظاهر، ولا بناء مساجد، وإطالة لحى، وكثرة حج. الإسلام سلوك، وأخلاق، ومعاملة للرب، وللخلق بالإحسان .. ولعجزها الأخلاقي، وجهلها بحقائق الإسلام، فشلت حركة الإخوان المسلمين، ولم تسعفها مظاهر الدين، وشعاراته. فولغت النفوس الضعيفة، في نهب أموال الشعب، وحتى تحمي نفسها، وتستمر في فسادها، سلطت جهاز الأمن على المواطنين الشرفاء، وعذبتهم، ثم شنت الحروب، وقتلت العزل الأبرياء، وشردتهم .. ورغم أن الشعب السوداني قد دفع ثمناً باهظاً، إلا أنه كان ثمناً لمعرفته لهذه الجماعة، وخروجها من قلبه، وهي بذلك توشك أن تخرج من أرضه، وتصير نسياً منسيا. د. عمر القراي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة