|
Re: الجوع ثم الجوع والقلم موجوع ! بقلم حيدر خي� (Re: حيدر احمد خيرالله)
|
الأخ الفاضل / حيدر أحمد خير الله التحيات لكم وللقراء الكرام المشكلة الكبرى في هذا السودان أن الواقعة القاسية والحياة المعيشية الكالحة التي يكابدها السواد الأعظم من الشعب السوداني هي واقعة بعيدة جداً وغير متوفرة في عقلية المسئولين في هذا البلد ،، تلك القلة من الفئات المترفة التي لا تواجه الأحوال بالمثل ،، فهي فئات لا تبالي ولا تكترث كثيراً بمعدلات الغلاء التي تتوالي بمعدلات المتوالية الهندسية لأكثر من عشرين عاماً ،، وهي تظن أن صيحات الشعب السوداني من الغلاء الفاحش ومن الأوضاع المعيشية الصعبة القاسية هي مجرد فبركة من المعارضة السودانية ،، والإنسان الذي يده فوق الجمرة ليس كالإنسان الذي يده فوق الماء ،، تلك الفئة الظالمة المحتكرة للأوضاع الحالية في السودان لا تبكي حين يكون كيلو اللحم بمبلغ مائة وخمسون جنيهاً ,, ولا تهمه أسعار العلاج والدواء ،، ولا تعاني من مشاكل المواصلات ،، ولا تعاني من ارتفاع سعر أي سلعة من السلع الضرورية للحياة ،، فقط تريد التهليل والتكبير والتصفيق للنظام القائم ،، والشعب السوداني قد جرب ذلك الأمر في الماضي على أمل الانفراج ،، فقد هلل وكبر وصفق للنظام لسنوات وسنوات ،، ورقص تلك الرقصات الموصوفة برقصة القرود مع ( الرئيس الرقاص ) في حلبات النفاق ،، ومع ذلك خرج من المولد بدون حمص !! ،، ومن المؤلم والمؤسف حقاً أن كامل الجهاز الذي يساند توجهات النظام لا يزرف دمعة واحدة من أجل ذلك الشعب الذي يعاني ويعاني ويكابد ،، ولا نجد ذلك الجهاز إلا عند لحظات الجبايات والضرائب والعوائد والزكاة التعسفية ،، والقلع بالعافية ما في أيدي الغلابة .
في كل دول الجوار هنالك الرقابة اليومية المشددة على أسعار السلع الضرورية لحياة الإنسان ،، وهي أسعار تشكل الخطوط الحمراء التي لا تقبل التجاوز بأي شكل من الأشكال ،، أما في هذا السودان فالسلطات رادعة جدا في إسكات الأفواه التي تبكي من الجوع والمعاناة ،، وفي نفس الوقت هي سلطات مائعة وهزيلة وضعيفة وغير متواجدة لمواجهة أطماع الطامعين من التجار الفاسقين في هذا السودان ،، ما كان يضير السلطة والنظام لو أنها حددت أسعار اللحوم وأسعار الغاز وأسعار الخبز وأسعار السكر وأسعار الأدوية وأسعار السلع والخدمات الضرورية وتعريفة المواصلات بالقدر الذي يجاري مقدرات الدخل في هذا البلد ؟؟ .. لماذا يجوع الناس في سنوات الإنقاذ والإنقاذ همه الأوحد هو التواجد في مسيرة السودان لأطول فترة ممكنة حتى يقال فيما بعد ؟؟؟ ،، لماذا تكثر دموع الأطفال والأرامل والفقراء والمساكين جوعا وشقاءً وبهدلة ومرمطة بمعية نظام الإنقاذ في هذا السودان ؟؟،، والنظام همه فقط التواجد لأطول فترة ممكنة وذلك فقط من أجل التحدي في ساحات السياسة ؟؟. وليس همه بناء السودان وتنمية البلد وإسعاد الشعب السوداني ؟؟ ،، ولو قال أحدهم ذلك نقول له لقد كذبت يا كاذب وأمامك الأوضاع السائدة كالشمس في كبد السماء ،، أين تلك الطفرة التي وعدوا بها الشعب السوداني ؟؟ ـ, أين تلك الآلاف من مؤسسات الإنتاج التي تدور عجلاتها بالخير في أرجاء البلاد ؟.؟ .. أين تلك المخططات الاقتصادية الكبيرة التي تحرك عجلة الاقتصاد في هذا البلد ؟.؟ ,, بالقدر الذي توفر الوظائف والخانات للملايين من أبناء البلد العاطلين ؟.؟ ,, ومصير الخريج السوداني هو أن يكون سائق ( ركشة ) في نهاية المطاف ،، تلك هي الواقعة المريرة التي أوجدها نظام الإنقاذ في حياة الشعب السوداني ،، بجانب هجرة العقول الماهرة لخارج السودان ،، ولسان حال الشعب السوداني اليوم يقول متى يذهب هذا النظام الذي جاء بذريعة ( الإنقاذ ) ،، فإذا بالشعب يتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يأتي منقذ ينقذ السودان وشعب السودان من ( نظام الإنقاذ ) .
شطـــة خضــــراء
| |
|
|
|
|