· صار حديث المعارضة عن اسقاط النظام مثاراً للسخرية.. و المآسي تتكالب عليها و على الغلابى و المحرومين.. و التعديات على الحقوق ( بالقانون) تطال الجميع و تسجن المعارضة في دورها.. و المعارضة مشلولة لا تستطيع فعل أي شيئ.. بل و تستجدي النظام كي يسمح لها بممارسة واجبها الدستوري في كل الأوقات..
· و لدى الشارع العام أسئلة معلقة تحتاج إلى إجابات تضِّن بها المعارضة.. و النظام يسرح و يبرطع في ساحات السياسة السودانية حتى موعد انتخابات 2020، و كأن ساحات السياسة السودانية ملك خاص لا يجوز الدخول فيها لغيره.. و لا ملامح لانتفاضة هادرة تطيح به..
· و خارطة طريق أمبيكي تظهر ثم تختفي.. ثم تظهر لتختفي.. و في الأجواء غيوم كثيفة تشكِّل عدم ثقة المؤتمر الشعبي في المؤتمر الوطني.. و الجدل حول مخرجات حوار قاعة الصداقة يطل بين الفينة و الفينة.. و تطبيق المخرجات أقرب إلى خبر كان..
· كسب المؤتمر الوطني طابوراً طويلاً من انتهازيي المعارضة و المتسلقين، أثناء وبعد الحوار.. طابوراً انضم إلى ركابه المتأرجح.. والقافلة تائهةٌ، بلا بوصلة، تترنح ذات اليمين و ذات اليسار.. شرقاً و غرباً، من الصين و دول الخليج إلى أمريكا.. و ظهرها مثقل بالدستوريين.. و غيرهم من حملة الحصانات الدستورية..
· نظام يضج بالعجائب! كسب (كمية) من الانتهازيين، و لم يكسب المعارضة السودانية الحقيقية، رغم ضعفها ( المستَتَر)..
· المعارضة أقوى مما تعتقد هي و أقوى مما يعتقد النظام حين يحتقرها و في مخيلته ضغوطات تمارسها الدول الغربية عليها لتدخلها بيت طاعته عبر الوساطة الأفريقية، بدون شروط مسبقة..
· و يكمن ضعف أحزاب المعارضة في عدم ادراكها أن قوتها الكامنة تفوق القوة الكامنة للنظام! و لن تعرف مدى قوتها إلا إذا طرحت الظن في قوة شكيمة النظام جانباً، و توجهت للبحث عن مصادر قوتها المهولة و عملت على صقلها إعداداً لليوم ( المنتظر).. و اليوم آتٍ، لا ريب في مجيئه قبل يوم قيامة المهمش ( الما نافع)..
· إن قوة النظام تتآكل.. و عضويته ( القديمة) تتنصل مبتعدة عنه.. و يتوجس المؤتمر الشعبي و الحركة الاسلامية خيفة من أن يكون النظام قد تحوُّل بكلياته نحو أمريكا على حسابهما، و التبدل و التحول و الغدر والخيانة سمة من سمات النظام مع ( إخوانه) و حلفائه، ليضيف خلالها المزيد من سنوات بقائه على دست الحكم..
· ما انفك النظام يخشى المعارضة خشيةً لها ما يبررها.. و ما فتئت المعارضة تخاف النظام دون مبرر..
· تتجلى خشية النظام من المعارضة في منعها من إقامة أي احتفال بثورة أكتوبر 21.. و منع سفر أقطاب المعارضة إلى الخارج، كما حدث للدكتورة/ مريم المنصورة بعد وصولها المطار! و يتجلى خوف المعارضة من النظام في انصياعها لما يصدره من تقييد لفعالياتها في حدود تلتزم بعدم تخطيها.. و كأنها راضية عن كبت حريتها و الحريات و الحقوق العامة..
· تحدثت الصحف عن أن جماهير حزب الأمة طالبت السيد الإمام/ الصادق المهدي بإعطائها ( الإشارة) للخروج إلى الشارع ضد الطغاة.. لكن الامام رد على الجماهير بأنه هو الذي ( ينتظر).. و أن ثمة حديث آخر/ ( كلام تاني!) سوف يصدر منه يوم يخطب في ميدان الخليفة..
· إلى متى ( الانتظار) يا سيدي الإمام!، و إلى متى تظلون تتحدثون عن أنكم سوف تقودون الثورة ضد النظام حين ( تُتَاح) لكم الفرصة للخطاب في ميدان الخليفة.؟ ثم من الذي سوف يتيح لكم تلك الفرصة سواكم أنتم، يا سيدي؟
· ماذا تنتظرون، سيدي الامام؟ ماذا تنتظرون و بيدكم مفتاح خروج أنصاركم إلى الشارع، و ما أكثر أنصاركم و ما أوسع الشارع؟! لماذا لا تقيمون ندواتكم في كل ميادين السودان دون استئذان من أحد، و ليكُّن ما يكون؟
· نعلم أن هناك دماءً سوف تسيل مدراراً متى خرج الشباب إلى الشارع.. و ربما استفحل الأمر بحدوث إبادات جماعية، لا قدر الله، لكن لا تغيير يحدث ضد الأنظمة الدكتاتورية دون تضحيات و دماء..! و لا بد مما ليس منه بد لتحقيق مطلوبات الحرية..
· إن حكمة الشيوخ مطلوبة في مواقف.. غير أن ركوب الشباب للمخاطر هو المحرك الدائم نحو حرية الشعوب و تقدمها في أي زمان و مكان.. سلموا الراية للشباب.. ولتكن مهامكم إسداء النصح و الارشاد..
· سيدي الامام.. أنتم من تعطون النظام قوته كلما انصعتم لقراراته المجحفة دون مقاومة حينما تكون المقاومة فرض عين.. و هي متاحة بين يديكم بسند جماهيري حاشد عدا عن جماهيركم.. فلماذا تعتمدون على ( القدر المكتوب) دون أن ( تعقلوها) و من ثم تتوكلون على الله..؟
· إن النظام في حالة خصومة مع كل أو جُل المجتمع.. و المجتمع ظل ينتظر التغيير طويلاً.. طويلاً إلى أن تسرب إليه اليأس و مجَّ مرارة الانتظار.. أدركوه و أدركوا أنفسكم.. و تصالحوا معه و مع أنفسكم.. إن معتقلَ الانتظار معتقلٌ أشد مضاضة من معتقلات النظام..
· لا ترهقوا الناس في انتظار لا يؤدي إلى تغيير واقعنا البائس تحت حكم يرعى البؤس و الشقاء في كل البلد..
· إن المنوط بقيادات المعارضة الالتحام مع الجماهير.. و إقامة الندوات العامة.. و دعوة جماهيرها للخروج إلى الشارع ضد الطغيان الجاثم فوق الصدور.. لا أن يحدث العكس، فتطالب الجماهيرُ قياداتها بالسماح لها بالخروج إلى الشارع لاجتثاث النظام الفاسد من جذوره.. مهما كانت التضحيات..
· سيدي الامام.. لم تعد أحاديث المعارضة عن اسقاط النظام، دون فعلٍ مرئيٍّ، سوى كلامٍ.. أي كلام.. و السلام!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة