*تجئ ذكرة ثورة أكتوبر الشعبية التي إنتصرت فيها إرادة الشعب السوداني ضد الحكم الشمولي الأول في الحادي والعشرين من اكتوبر 1964م، والسودان أكثر حاجة لإستلهام دروسها للخروج من الدوامة السياسية التي مازالت تكبل مسيرة إنطلاقته لتحقيق التطلعات المشروعة لمواطنيه. **لن أتوقف عند الأحداث التي خلدتها الذاكرة الشعبية التي لا تنسى ولا تخون، لكن لابد من التوقف عند المعاني والقيم التي جسدتها ثورة أكتوبرالسودانية التي أكدت عبقرية الشعب السوداني وقدرته على تحقيق المعجزات كلما توحدت إرادته. *لذلك أقول عند كل إحتفال بإكتوبر 64 إننا لاننظر إليها بإعتبارها تجربة تأريخية من الماضي وإنما لكونها ملهمة دافعة للمستقبل، نحتاج إلي إسترجاعها وإستلهام قدراتها لإسترداد الإتفاق السوداني القومي اللازم لتحقيق السلام الشامل العادل والتحول الديمقراطي الحقيقي وبسط العدل والتنمية المتوازنة في كل ربوع السودان. *إننا ندرك حجم التحديات القائمة في ظل حالة التشظي وتنامي الكيانات الجهوية والقبلية التي أضعفت الحراك السياسي، لكننا لن نمل التنبيه إلى ضرورة تجاوز هذه التحديات وإعادة ترتيب الأحزاب السياسية والإتحادات المهنية والقطاعات النسوية والشبابية والطلابية، ومواجهة مؤامرات الإضعاف المتعمدة التي تشغلهم في معارك خاسرة ضد أنفسهم ومواطنيهم. *لم يعد هناك وقت للتلاوم وتبادل الإتهامات أو إستغلال الأمر الواقع، والإنفتاح الخارجي الفوقي الذي لايكاد يبين في حياة المواطنين، في إستمرار السياسات التي فشلت في الحفاظ على وحدة السودان ومازالت تهدد ما تبقى منه دون إعتبار للتجارب الكارثية التي مازالت تداعياتها المؤسفة تترى في بلدي السودان. *إننا في أمس الحاجة لإحياء وتنشيط فعاليات واليات توحيد الإرادة الشعبية بدلاً من تعزيز عوامل وأشكال الإنقسام والفرقة، ودفع الحراك السياسي والمجتمعي لتحقيق تطلعات المواطنين المشروعة في الحياة الحرة الكريمة في وطن يسع الجميع بلا وصاية أوقهر أو ظلم سياسي أو إجتماعي أو إقتصادي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
نور الدين مدني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست