قتل هنا و هناك ، سلب و نهب هنا و هناك ، طائفية كل يوم هنا و هناك ، فوضى و خراب و دمار و سفك دماء و زهق أرواح و تهجير قسري و نزوح بالملايين كلها جرائم فاقت كل التصورات حتى أزكمت روائحها النتنة أنوف الأحرار و الشرفاء في العالم بأسره فأصبح العراق على إثرها ساحة لتصفية الحسابات حتى باتت البلاد على شفير الهاوية لكن هل جاءت تلك الأحوال و الظروف السيئة من فراغ أم أنها وليدة مشاريع و مخططات اشتركت على تكوينها العديد من القوى التي تؤمن بمنطق القتل و سفك الدماء ؟ نعم الواقع العراقي يؤكد أن ما يجري لم يأتِ من فراغ بل بسبب قوى شيطانية تعددت عناوينها و كلها تشترك في وحدة الهدف خدمة لمصالحها و مشاريعها الفاسدة و مخططاتها القذرة و على حساب الشعب العراقي الذي أصبح ضحية لتلك المؤامرات الدنيئة و الإرادات الشيطانية العالمية التي استطاعت و بأسهل الطرق و أقل الخسائر من حصد ثمار مخططاتها التي حاكتها خلف الكواليس وليس بالغريب أن هذه الأيادي الخبيثة التي تسعى لدمار و هلاك العراق تمثلت أولاً بالمحتلين و أذنابهم الفاسدين من سياسيين عملاء مفسدين و عمائم سوء و جهل و غباء كانت و لا تزال أسوء قيادة شهدتها البلاد فالمعروف أن رجل الدين يتلخص عمله في أمور الدين و لا يتدخل في السياسة و الحروب العسكرية لأنه غير ملم بخفاياهما و دقائق أمورهما و بهذا سيكون مثالاً واضحاً للحكمة القائلة ( فاقد الشيء لا يعطيه ) فكيف إذاً بمرجعية لا تعرف التكلم باللغة العربية كيف لها أن تدير بلدٍ بأكمله ؟ وكيف بمرجع يجهل أساساً شؤون الحرب و خططها و تدابيرها و إدارة المعارك و اتخاذ التدابير اللازمة في الحروب سواء في السراء أو الضراء ؟ وهذا ما يفسر لنا حقيقة العلاقات المشبوهة القائمة بين المحتلين و المرجعية الفارسية في العراق والتي شهدت تطوراً كبيراً خلال الآونة الأخيرة تمخض عنها عودة طائفية بين العراقيين من جديد ولعل ما يجري من قتال عنيف بين مليشيات هذه المرجعية و مليشيات البيشمركة في كركوك وما يتبعها مستقبلاً من باقي مدن الشمال لهو خير شاهد على الخيانة و الدور الكبير الذي تلعبه تلك المرجعية الإيرانية و عمليتها السياسية الفاسدة في تحقيق مآرب أعداء العراق و سعيهم الجاد في تقسيم البلاد و خلق الفوضى و إراقة الدماء تحت مسمى الاحتكام إلى الدستور و حفظ وحدة البلاد ، و لكنه في الحقيقة أي دستور خرم هذا فالكثير من السياسيين و الشخصيات المرموقة العراقية كشفوا حقيقته وما يشوبه من هفوات و شحطات أظهرت للرأي العام مدى حجم جهل و غباء لهذه المرجعية البالية التي أوجبت على العراقيين التصويت لصالحه و اتخاذه دستوراً بدل القران الكريم فلولاها لما حصل هذا الخراب و الدمار و القتل و التهجير و النزوح في بلاد الرافدين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة