· لم يكن تجديد البطاقة الشخصية ، في اعتفادي، سوى قفزة إنصرافية لوضع السودان في مصاف دول الرفاهية، و هو بلد لا يزال في صراع مع الفقر المدقع و الجوع النهاش للبطون و الأمراض المميتة للفقراء.. و الناس عطشى على مقربة من نهر النيل؟
· و ربما تكون هناك مكاسب مادية، غير مرئية، تحت الطاولة و مكاسب سياسية للنظام يقرأها كل من ألِف مقدمات ألاعيب نظام المؤتمر للبقاء على دست الحكم..
· إن تكاليف المعدات و الأجهزة الاليكترونية المشتراة لاستخراج البطاقة الجديدة كفيلة بسد بعض النقص في مستشفياتنا العليلة، مثل أجهزة غسيل الكلى و ما إلى ذلك.. و كلنا نعلم أن ما ينقص الناس في السودان لا ينحصر في القطاع الصحي فقط.. بل يشمل كل القطاعات الحيوية الأخرى.. و ليس من بين الاحتياجات أي حاجة لأجهزة و معدات جديدة لاستخراج بطاقة شخصية طالما البطاقات الملغاة تؤدي واجبها في حدود بيئتنا و إمكاناتنا ( البسيطة)..
· لكن متنفذي النظام مغرمون بهدر الموارد جراءَ سوء استخدامها.. و هو نفس السوء و الهدر اللذين أضاعا ما يقارب المائة مليار دولار من أموال البترول في بند ( حمدو في بطنو).. ما أدى إلى تكوُّرت كروش المتنفذين.. و انتفاخ ( جضاضيمهم)..
· صرفوا صرف من لا يخشى الفقر للحصول على أجهزة و معدات استخراج البطاقة الملغاة من الخارج بالعملة الصعبة و دربوا العاملين عليها في الخارج بالعملة الصعبة.. ثم ألغوها، و لم يمضِ على استخدامها سوى ستة أعوام.. مع أنها لم تتوقف عن العمل..
· و تحدث الوزير عن استخدام البطاقة الجديدة في انتخابات عام 2020 .. و أن بإمكان الناخب أن يدلي بصوته من منزله هاتفياً باستخدام رقم البطاقة عند التصويت!
· و المعلوم أن هناك نظامين لتعداد أصوات الناخبين أولاهما الاعتماد على أوراق توضح اختيارات المقترعين لمرشحيهم.. و تسمى paper-based voting systems و يقابلها نظام يستخدم الحاسوب في العملية الانتخابية electronic voting systems و لكل منهما محاسنه و مساوئه.. و أن تكلفة الجهاز الواحد لا يقل عن 6000 دولار.. و الأنظمة المستخدمة للحاسوب في التصويت متعددة و طريقة عملها متعددة أيضاً..
· أي نوع من الأنظمة، يا تُرى، سوف يستخدمها المعنيون بالانتخابات القادمة؟ و كم عدد الأجهزة التي يحتاجون إليها لتغطية آلاف مراكز الاقتراع؟ و كم تكلف؟
· في ولاية ميريلاند الأمريكية، شكَّكَت مجموعة تُسمى ( حافظوا على أصواتنا) في أن شراء 19000 جهازاً قد وفر مالاً كما يدعي المسئولون عن الانتخابات هناك.. فوجدوا أن مبلغ 67 مليون دولار قد تم استدانته من خزانة الولاية لشراء الأجهزة خلال الفترة 2002 - 2003.. و تم تلجين الأجهزة من قِبَل الولاية في عام 2010 .. و استمرت الولاية في سداد المديونية حتى عام 2014 ... و و جدوا أن تكاليف صيانة الأجهزة المُلَجنة تبلغ 44 مليون دولار..
· و نتساءل:- أين سوف تذهب معدات و أجهزة استخراج البطاقة الشخصية الملغاة؟ و في حالة عدم التخلص منها، كيف يتم الحفاظ عليها صيانةً و تشغيلاً كي لا تتعطل..؟ و في حالة التخلص، كيف يتخلصون منها؟ هل ببيعها؟ و من يتطوع لشراء أجهزة و معدات استغنى عنها السودان؟! في اعتقادي أن مصير الأجهزة و المعدات سوف يكون ببيعها في مزادات الخردة هدراً، لا غير!
· و أضحكني حديث وزير الداخلية عن التصويت عبر الهاتف..
· إن نظام الاقتراع بالهاتف، عبر شبكة حاسب آلي ( خاص) أو الانترنت، نظام يفتح الأبواب لإدراج ما يشاؤون من أسماء لرفع عدد الناخبين.. و لتأكيد ارتفاع النسبة المئوية لمؤيدي النظام بكل بساطة.. طالما أرقام بطاقاتنا الجديدة جميعها في متناول قاعدة بيانات يستطيع النظام التلاعب فيها كيفما اتفق.. و ليس من المتوقع اجراء انتخابات شفافة و نزيهة تحت إشراف نظام موبوء بالفساد في كل شيئ..
· و سوغ يأتي مسئولو النظام للحديث عن انتخابات نزيهة أشرف عليها مراقبون دوليون.. لكن أحداث تزوير الانتخابات في كينيا قد أبانت أن المراقبين الدوليين لا يلمون بما يجري وراء الكواليس.. و قد ألغت السلطة القضائية نتائج الانتخابات التي أجريت هناك.. و طالبت بإجراء انتخابات جديدة..
· و قبل يومين هربت إلى أمريكا المسئولة عن الانتخابات في كينيا خوفاً على حياتها إثر تلقيها تهديدات من أنصار الحزب الحاكم، بعد فشلهم في اقناعها بالتعاون معهم.. و من أمريكا، أعلنت أنها لا تضمن اجراء انتخابات جديدة نزيهة..
· للسلطة القضائية الكينية القول الفصل.. و لم يملك رئيس الدولة ( العلمانية الكافرة) إلا الانصياع لحكم القضاء حين ألغى القضاء الانتخابات السابقة.. لكن القضاء في دولة السودان ( المسلمة) و البرلمان ( المسلم).. و علماء السلطان ( المسلمين) ينصاعون لرئيس جمهورية الفساد (الاسلامية) و يدافعون عن سرقاتها و موبقاتها بكرةً و عشية..
· أيها الناس، أعدوا أنفسكم للتصويت في الانتخابات القادمة بالبطاقة الشخصية عبر الهواتف من منازلكم، أو من أي مكان بعيد عن مراكز الاقتراع، و استعدوا لحدوث تزوير عالي التقانة، State- of- the art ، و على مستوىً واسع.. في انتخابات 2020!
· استعدوا للتصويت.. و سوف تصوتون حتى إن لم تصوتوا!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة