قبل أيام استقبلت حاجّة آمنة مكالمة رسمية تنقل لها أخباراً سارة.. أخيراً قررت حكومة الشمالية احترام الأحكام القضائية والسماح للسيدة الفضلى بزراعة أرضها نواحي دنقلا.. قررت حاجة آمنة أن ترد على كرم الحكومة فسمحت للمزارعين بالاستفادة الكاملة من الإنتاج.. لكن في اللحظات الأخيرة تغيّر السيناريو بالكامل.. ربما تدخل شخص نافذ، أو تنزلت تعليمات.. المهم غيّرت الحكومة رأيها بالكامل.. أحد الكبار طلب من المواطنة الحائزة على أحكام نهائية من القضاء أن تتخيّر أعلى خيلها.. عادت حاجة آمنة ولسان حالها يتوسل للمولى عز وجل أن يقصم ظهر الجبارين. قبل سنوات كان وزير الاستثمار السوداني يمر بصحبة مستثمر خليجي على المحكمة الخاصة بالاستثمار.. الوزير يسأل مولانا القاضي عن فترة التقاضي في خلافات الاستثمار.. القاضي المحترم يمتنع عن الرد.. فيما المستثمر يسأل نفسه لماذا عدالة خاصة بالمستثمرين.. هذا التمييز السالب هو عنوان لاختلال ميزان العدالة.. دبي ظلت البقعة المفضلة لرجال الأعمال ليس بها محاكم خاصة... سنغافورة بها أكبر مصفاة نفط رغم أنها لا تستخرج برميل نفط واحد من ترابها الوطني.. فقط هنالك سيادة حكم القانون... وحرية التجارة وسهولة حركة المستثمرين ورؤوس أموالهم.. هذا كل ما يحتاجه المستثمر الأجنبي حينما يفاضل بين الخيارات. الآن أزيلت عقبة كأداء أمام حركة استقطاب الاستثمارات الأجنبية.. نهاية فاصل العقوبات الأمريكية يجعل بلدنا تحت بصر كل رجال الأعمال.. حدث ذلك الاهتمام في العراق بعد نهاية حرب الخليج.. وفي إيران بعد الاتفاق النووي مع أمريكا.. رجال الأعمال لديهم كشافات تسمح لهم بالنظر لظهر الأرض وباطنها.. هذا الواقع يلقي بمهمة صعبة أمام حكومتنا.. لم تعد هنالك شماعة نعلق عليها الفشل.. حان وقت العمل. الحقيقة أن هنالك صعوبات جمة تواجه الاستثمار الأجنبي.. دخول أي مواطن أجنبي يقتضي إجراءات معقدة في السفارات السودانية وإعادة فحص لكل المستندات بالخرطوم.. في حين بلدنا مفتوح أمام السوريين ليدخلوا متى ما شاءوا.. في سوريا الآن تسرح وتمرح المنظمات الإرهابية.. حدودنا مفتوحة على دول كثيرة التوترات.. رغم ذلك ينتظر المواطن الغربي نحو أسبوعين ليدخل السودان.. حينما يصل الفندق يجد رجال الشرطة في انتظاره تحت مسمى شرطة السياحة. في تقديري.. مطلوب أن نفتح صفحة جديدة.. ليس متاح للسودان تحقيق اختراق كبير في الوقت الراهن إلا بجذب استثمارات أجنبية. لهذا من الأوجب انتهاج سياسة الأبواب المفتوحة أمام الآخر.. هذا لا يعني الفوضى ولكن علينا تجاوز عقلية المؤامرة أو تضخيم الذات.. الأهم من ذلك سيادة حكم القانون.. أن يتساوى في ذلك كل الناس.. كما من المهم إزالة البيروقراطية التي باتت حجر عثرة أمام تدفق الاستثمارات.. كل ذلك محاط بحرية السوق والاستناد على قواعد العرض والطلب. بصراحة.. وزارة الخارجية تمكنت من صنع معجزة دبلوماسية.. لكن جذب المستثمرين يصبح مسؤولية كل الوزارات.. من وزارة الداخلية حتى وزارة السياحة ووزارة البيئة.. المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالباقي الظافر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست