شرح حديث ((فإن المُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى))
-قال ابن الأثير في النهاية: وفيه: ((فإن المُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى)) بسم الله الرحمن الرحيم يقال للرجل إذا انقُطِع به في سفره وعطبت به راحلته: قد انْبَتَّ، من البَتّ: القطع، وهو مُطاوع "بَتَّ" يقال: بَتَّه وأبَتَّه، يريد أنه بقي في طريقه عاجزا عن مقصده، لم يقض وطره، وقد أعطب ظهر. انتهى. -وفي شرح الشيخ ابن جبير لحديث إن الدين يسر عند قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة)) قال: ((فإن المُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى)). المنبت: هو الذي يواصل السير مواصلة مستمرة، ثم يكون من آثار مواصلته أنه يسير مثلا خمسة أيام ما أراح نفسه ولا أراح جمله. ففي هذه الخمسة قد يسير ويقطع، يقطع مسيرة خمسة عشر يومًا في خمسة أيام، ثم يبرك به جمله ويهزل وينقطع به، فينقطع في برية يعني صحراء، فلا هو الذي رفق ببعيره حتى يوصله ولو بعد عشرين يومًا، ولا هو الذي قطع الأرض كلها، بل برك به بعيره في برية؛ وذلك لأنه كلف نفسه، وكلف بعيره فسار عليه حتى أهزله. هذا يسمى المنبت؛ لا أرضا قطع لا قطع الأرض كلها التي هي مسيرة شهر، ولا أبقى ظهره؛ يعني: رفق بظهره أي: ببعيره الذي يركب على ظهره. تسمى الرواحل ظهرا. أما إذا سار برفق؛ فإنه يصل ولو بعد مدة طويلة.م المراقب والمتابع للأوضاع فى السودان ،وفى مختلف المجالات وخاصةً السياسية والإقتصادية،يجد أنها تزداد سوءاً يوماً بعد يوم،فالحزب الحاكم بالرغم من قبضته القوية على مفاصل الدولة عن طريق القبضة الأمنية والمال والإعلام،إلا أنه عندما نأتى لنقيسه بمقاييس الأحزاب القوية والتى نشأت على فى بيئة ديمقراطية،تتبادل فيها الأحزاب السياسية السلطة بطريقة ديمقراطية يحرسها القانون،نجد ان هذا الحزب فى حالةٍ من الضعف لا مثيل لها،ولكنه يستقوى على أحزاب المعارضة الأكثر ضعفاً،بإمكانيات الدولة من مؤسسات أمنية ومالية وخلافها.لذا نجده يقوم بالمبادرات من أجل إلحاق بعض الأحزاب أو الأشخاص الذين يحبون الوظيفة،كلما ظهر فى الأفق تهديد حقيقى لوجوده فى السلطة،وأخر هذه المبادرات هى الحوار الوطنى والذى أفضى الى مخرجات،وهذه المخرجات لم تذهب أكثر من إستيعاب بعض الشخصيات فى مناصب دستورية،سواء كانت فى المركز أو الولايات ،وقطعاً لم تمس هذه المخرجات جذور المشكلة السودانية،والتى تتلخص فى كيف يُحكم السودان؟وليس من يَحكم السودان؟فالحزب الحاكم همه الأول والأخير المحافظة على السلطة بأى ثمن،ولا يهمه كيف يتحصل السواد الأعظم من السودانيين على لقمة العيش أو العلاج أوكيف يتم الصرف على تعليم الأبناء والبنات فى مراحل التعليم المختلفة؟فى الوقت الذى نجد فيه أن أعضاء الحزب الحاكم يعيشون حياةً مخملية،حيث السكن فى أرقى الأحياء والتعليم فى أحسن المؤسسات التعليم والعلاج بالخارج فى أشهر المشافى فى العالم. وخلاصة القول فإن مخرجات الحوارلم تفضى إلى أى حلول جذرية لمشاكل السودان المزمنة،فالحوار الوطنى لم يشمل الأحزاب الكبيرة ذات القواعد العريضة،كما أنه لم يشمل الحركات المسلحة،لذا لا بد من إيجاد حلول جديدة أو مبادرات ذات صبغة قومية ،بعيدة عن هيمنة الحزب الحاكم،تقنع المعارضة بشقيها السلمى والمسلح للوصول لمصالحة وطنية شاملة تقودنا ،لصياغة دستور يرتضيه كل أهل السودان ،مما يمهد الطريق لقيام دولة المؤسسات حيث المساواة بين جميع أفراد الدولة ،والعدل يستظل به كل مظلوم ،والحرية للجميع من غير فرز وفوق هذا سيادة حكم القانون،على الحاكم والمحكوم ،والغنى والفقير. وماذلك على الله بعزيز د/يوسف الطيب محمدتوم/المحامى [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة