توقفنا في الجزء الاول من هذا المقال عند ازمة الحكومة البرامجية، والرؤية الكلية، لما تعانيه الولاية من مشاكل وازمات، فكل الحكومات السابقة جاءت في تكويناتها الثلاثة، غارقة في شبر (موية)، تائهة، إفتعلت معارك بلا معترك ، بداية بهيكلة الادارة الاهلية، ثم تشبثها ببند الصراعات القبلية واخيرا توقفت عند حملة جمع السلاح؟؟ فالعناوين الثلاثة اعلاها هي فروع لبرنامج عمل كلي، وجزء من ازمات عضال تتطلب الحل،لكن للاسف في ظل غياب الرؤية، نجد انها عطلت بقية المحاور الاخرى، والاهتمام بها، من صحة وتعليم وغيرها!! الحزب الحاكم في الولاية لم يقنع عضويته قبل الاخرين، باي تقدم يذكر في شان المشروعات المتعلقة بمعاش الناس وحياتهم، او ايما إهتمام بإنسان الولاية، كبشر تسخر الحكومات لخدمته،لا للتسيد عليه، هذا الاحساس قاد المواطن الى التشاؤم و تضاءلت طموحاته،وفقد العشم في خيرا فيها،لانها حكومة اتسمت في كل عهودها السابقة، بالضعف البين، والهشاشة والترهل، بل اضحت منهكة و مكلفة لخزينة الدولة، لان الصرف على جيش جرار من الدستوريين والموظفين في وظائف هلامية، يعد حالة من حالات الافقار المتعمد للولاية؟؟ المحاصصات الضيقة واللوبيهات الضاغطة كانت سيدة الموقف، في فرض التشكيل الوزاري، وليست الاسس والمعايير واللوائح، صحيح ان لكل حزب رؤيته في من يقدم او يؤخر، ولكن عليه ان يعلم ان المواطن والمراقب حصيف،وله رأيه في كل ما يجري ، لان الولاية ليست ( حاكورة)يصبح فيها البقاء للاقوى؟؟! حكومة (جمع السلاح الوطني) وليس الوفاق الوطني كما سميت، اتت في وقت انطلقت فيه كل الولايات ببرامج طموحة ترضي على اقل تقدير ولو بجزء يسير، جماهير واحزاب حكومة الوفاق الوطني، حتى ولو ( تباري) مخرجات الحوار، او تتشبه بها،لتكون قد بدأت خطوة في الاتجاه الصحيح. فالاحزاب ذات الوزن والقيمة، والرؤية، لا يمكن ان يكون غاية طموحها،جمع السلاح؟؟! فجمع السلاح مطلب لكل فرد في الولاية، لكل من يبحث عن الامن والاستقرار , لكن الحديث سيظل عن كيفية جمع السلاح؟؟ لا اعتقد ان الذين ادوا القسم من وزراء لحزب المؤتمر الوطني، او احزاب (الشنطة) التي يحملها المؤتمر الوطني في طياته، قادرون على صنع المستحيل، من اجل بث روح الامل، وتغيير الصورة النمطية الشاحبة التي عرفت بها الولاية، ولن يكون معهم التغيير ميسورا، ولو مجرد حلم لان فاقد الشئ لا يعطيه؟؟!! احزاب الوفاق الوطني التي اشركتها الولاية في الحكومة هي فتات من شظايا احزاب، لا تستطيع ان تدفع ولو (بكلمة) واحد كبرنامج او رؤية تصلح برنامج عمل لحل مشاكل الولاية التي تعاني منها، والدليل على ذلك انها هي ذات الاحزاب التي كانت جزءا من المشاركة في حكومة ما عرف (باحزاب الوحدة الوطنية) في الحكومة السابقة، ولان الضعفاء دوما يبحثون عن امثالهم، كان لابد للمؤتمر الوطني في الولاية من الاتكاءة على هذه الاحزاب التي ما سمعنا بها في آبائنا الاولين؟؟! عكس الولايات الاخرى التي توفرت لها رؤية ورغبة في التغيير والنهوض الى الامام وتحسين أدائها، فإختارت من العناصر والاحزاب اصلبها وقبلت بالتحدي من اجل المستقبل؟؟ ظلت غرب كردفان تعاني من ازمة (التدخلات الفوقية) او ما اسطلح عليه بين اهلها (بالكباتن) و لو سلمنا جدلا ان ظاهرة (الكباتن)قد إختفت، او أحجموا، وبدأت ظاهرة (الكابتن) الفز، فتلك ايضا ازمة جديدة !! فما كان حلالا على (بلابل الدوح، يجب ألا يكن حراما على الطير من كل جنس) فالولاية أشواقها في تغيير حقيقي يأتي بأهل الرأي والرأي الاخر، من احزاب واشخاص اهل دراية و رؤية وفكر، لا (ترهبهم) او (ترغبهم) أشواك (الباصمين) بالعشرة، على كل ما يطلبه المتنفذون.. الوان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عوض فلسطيني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست