كم سعدتُ لقرار الرئيس البشير بتكليف الصندوق القومي لرعاية الطلاب بدعم التعليم العام من خلال إنشاء البنيات التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للعملية التعليمية، فقد تأخر ذلك القرار كثيرًا في ظل انسحاب الدولة في معظم ولايات السودان عن دعم التعليم، الأمر الذي أرهق كاهل الأسر وحرم العاجِزة منها عن الوفاء بمطلوباته المُتزايدة مما أدى إلى انتشار الأمية بين الأطفال. مما يقطع نياط القلب أن تقرير منظمة اليونيسيف أكد وجود ثلاثة ملايين طفل سوداني خارج المدارس، في وقت نتحسّر فيه على وجود أكثر من عشرة ملايين أمي باعتراف وزير الدولة للتعليم، فهل من حسرة أكبر من أن تنتشر الأمية بين الأطفال في سن مرحلة الأساس؟! لذلك فإن صدور القرار الرئاسي الآن جاء في وقت تشتد فيه الحاجة إلى إخراج التعليم العام من الهوّة التي يتردَّى فيها فإن تأتي متأخّراً خير من ألا تأتي. صندوق رعاية الطلاب يستند إلى خبرة راسخة وواسعة في دعم التعليم العالي، ولا أستطيع أن أتخيّل حال التعليم الجامعي لو لم يقُم ذلك الصندوق (المبروك)، فقد تمكّن من إنشاء (160) مدينة كاملة الخدمات أو سمّها داخليات ضخمة في شتى ولايات السودان تتسع لإسكان (162) ألف طالب وطالبة مع كفالة الطلاب غير المقتدرين عبر الجمعيات ونظام التسليف وغير ذلك من الخدمات. مما يكشف عن اهتمام الدولة بالصندوق خلال المرحلة القادمة تولِّي النائب الأول ورئيس الوزراء القومي بكري حسن صالح رئاسة مجلس أمنائه. قد لا أجد فرصة أفضل من هذه لأُعبِّر عن الحسرة التي طغت عليَّ جراء تغيير وزيرة التربية والتعليم سعاد عبد الرازق التي غادرت الوزارة وهي في أوج توهّجها وعطائها وإلمامها بدقائق مهمتها الكبيرة، فقد جمعتنا الطائرة في رحلة العودة من سنار إبان الاحتفال بها عاصمة للثقافة الإسلامية، واستمعت إلى الخطط التي بدأت في إنفاذها ورأيت حماسها المتدفّق الذي استطاعت أن تُقنع به البنك الدولي لتوفير (76) مليون دولار لدعم تعليم الأساس والذي مكّن الوزارة من إنجاز أكثر من (200) فصل دراسي وما يربو على (12) مليون نسخة من الكتاب المدرسي، وشعرتُ بالأسف عندما استمعتُ إلى بديلها مؤخراً وقلت: لعن الله المحاصصات الحزبية والجهوية والقبلية التي ظلّت تعمل معولها تهشيمًا وتحطيماً لكل شيء جميل في وطننا المأزوم بحروب الأنفس الشّح ومراراتها المنتنة. قرأتُ أن أمين عام الصندوق بروف محمد عبد الله النقرابي صرّح بأن الأولوية ستُمنح للمناطق الضعيفة التي تأثرت بالحرب، وهذا توجُّهٌ صحيح، ونصيحتي للبروف الذي أشهد بأنه نجح بامتياز في وظيفته الأولى المتمثلة في دعم التعليم الجامعي.. نصيحتي أن يحدَّد أهدافاً دقيقة لمهمّته الجديدة، وأن يكون هدفه الأول، بالتعاون مع الجهات المعنية الأخرى، جعل تعليم الأساس إجبارياً في كل السودان، فلقد رفعت الدولة الشعار منذ عقودٍ من الزمان، وفشلت في تحقيقه بسبب عجزها عن توفير المعينات المطلوبة، فلكم رأينا صوراً ينفطر لها القلب لأطفال يفترشون الأرض في مدارس من القش في قُرانا الكئيبة، وللأسف فإن الواتساب (الفاضح) أسهم في توزيع تلك الصور البائسة ليشوّه بها صورة بلادنا المنكوبة. كذلك على البروف أن يُجري مسحاً على مستوى السودان ليعرف أكثر المناطق التي تنعدم فيها معينات تعليم الأساس وليبدأ بأطراف المدن، فذلك توجّه دولي يُسمّى بالنفاذ الشامل universal access أو الخدمة الشاملة Universal service حيث إن المطلوب أن تصل كل الخدمات إلى الأطراف المحرومة، وهو ما تعمل وزارة الاتصالات والهيئة القومية للاتصالات مثلاً على إنجازه لتوفير خدمات الاتصالات حتى لا تقتصر على المدن وما تعمل وزارة الصحة (الخرطوم) مثلاً على إنفاذه في الولاية. مما زاد من الهجرة إلى المدن وخاصة إلى الخرطوم أنه لا توجد مقارنة بينها وبين الولايات الأخرى - ولا يفوتني أن أشيد بوزير التعليم في الخرطوم د. فرح مصطفى فقد أتيح لي من خلال إشرافي على عدد من المجالس التربوية الاطلاع على جهده المتواصل والدؤوب - ولذلك لا أرى سبباً يجعل بروف النقرابي يضع ولاية غنية نسبياً مثل الخرطوم في أجندة مهمته. أخشى ما أخشاه أن تعتبر تلك المنحة - تكليف الصندوق بمهمة دعم تعليم الأساس - مبررًا لفرض الحكومة المركزية والحكومات الولائية مزيدًا من الضغوط على موازنة التعليم العام، ولذلك أرجو من رئاسة الجمهورية أن تتحقق من الموازنات المبذولة للتعليم في كل الولايات..
الأستاذ الطيب لك السلام والود الأستاذ الطيب قد فتحت موضوع فى غاية الأهمية وهو موضوع الصندوق القومي لرعاية الطلاب، حل مشاكل إسكان الطلاب موضوع فعلا يؤرق كافة أولياء الإمور والطلاب. والآن هناك مشكلة إسكان كما حكى لى أحد أقاربى تواجه الطلاب وخاصة الطالبات الجدد- كنانة الجزيرة أبا وعسلاية- الذين تم قبولهم بجامعة الإمام المهدى.. المشكلة قالوا لأولياء الإمور هو عدم تخريج بعض الدُفع التى كان من المفترض تخريجها. والجامعة سوف تستأنف الدراسة يوم 1/10/2017 الزمن ضيق جدا وليس هناك بوادر حل للمشكلة. فمن خلالك المرجو توصيل صوت هؤلاء الغلابة. وإفادتنا فى هذا الخيط حتى نطمئنهم أن حكومة الولاية والدكتور عبد الحميد موسى كاشا شاعرين بمشكلتهم، وهل الحكومة ساعية فى حلها يا أستاذ الطيب؟. ماتبخل عليهم يا أستاذ الطيب ودى
الأخ محمد صباح الخير وين ناس النيل الأبيض ( بحر أبيض ) لدعم ما قاله الأخ محمد فكرياً ومادياً هيا يا شيخ الطيب وصل مظلمة الغلابة للمسؤولين ينيبك ثواب بإذن الله
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست