قبل أيام كان على محافظ بنك السودان أن يفرك فروة رأسه مرة وأخرى قبل أن يُمرر قلمه الأخضر..محافظ أسبق للبنك المركزي تم انتخابه رئيساً لمجلس إدارة بنك له أسم جذاب..المشكلة تكمن أن ذات الرجل المنتخب يجلس على رئاسة بنك كبير..تضارب المصالح واضح وأسرار البنوك كثيرة..رغم ذلك نال الرجل النافذ استثناءاً ليجمع بين الأختين. ليس على المحافظ الأسبق حرج كبير..معظم أعضاء مجالس الإدارات يجمعون بين عضوية مجالس متنافسة..بل أن بعضهم ينال نصيب الأسد بشكل غير مباشر في كل عمليات التمويل..لكن الأدهى والأمر ماذا يفعل هؤلاء...حسب المتوقع أنهم يمثلون الجسد المخطط للنجاح..لكن في معظم الأحيان لا يحدث ذلك..أعضاء المجالس بعضهم لا يحضر إلا اجتماع توزيع الغنائم في آخر السنة. فيما الآخرين يجسد دور الضيف الثقيل الذي يداوم بصفة مزعجة. قبل سنوات أصدر السيد الرئيس قراراً حرّم الجمع بين العمل التنفيذي ورئاسة محالس الإدارات..لكن القرار تم تجاوزه بشكل صريح..الآن معظم الوزراء يتمتعون بالرئاسات الشرفية ذات العوائد المجزية..بل في كثير من الأحيان تحاول بعض المؤسسات حماية نفسها بتوظيف حُراس أشداء في هذه المجالس من فئة النافذين..هذه الأوضاع المختلفة تُفرز أوضاعاً أكثر اختلالاً على صعيد المنافسة. الآن في معظم المؤسسات ينال رؤساء وأعضاء مجالس الإدارات مخصصات مليارية..بعض المؤسسات تدفع حوافز صخمة فقط لحضور الاجتماعات ..في نهاية العام يطبخ هؤلاء الرجال ما يجعلهم الأثرياء في العام المقبل..لا توجد لوائح تُحدد سقوف عليا لحوافز الاجتماعات ولا ضوابط تُحدد من هو الشخص المؤهل للقيام بهذه المهمة . حينما داهمت الأزمة المالية واشنطن اتخذت الحكومة إجراءات فوق المعتاد. من بين ذلك وضعت قيوداً على مرتبات ومخصصات شاغلي المناصب العليا في المؤسسات المالية خاصة قطاع المصارف..بل قامت الحكومة بتعيين مديرين على شركات خاصة أشبه بالحارس الحكومى..كان ذلك منطق مهم باعتبار أن هذه المؤسسات ليست خاصة جداً لأن قاعدة المستفيدين منها أوسع بكثير من مصالح عدد محدود من الأفراد. بصراحة..مطلوب قانون يُحدد مواصفات ومخصصات شاغلي هذه المناصب..الآن الاقتصاد يدار عبر دائرة ضيقة تتبادل الكرة فيما بينها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة