· إن سألت أي سوداني في الشارع العام، اليوم، عما إذا كانت ( هي لله) كلمة تخرج من قلوب متنفذي النظام صافيةً حين قاموا بالانقلاب على السلطة يوم 30/6/1989،لقال لك: ( ديل حرامية)..
· كونهم حرامية، حديثُ سودانيٌّ متفق عليه!
· و إن قلت: " ديل حرامية!"، دون أن تذكر مَن تعني بتلك الجملة، لفهم كل من سمعها، مصادفةً، أنك تشير، بالضرورة، إلى العصابة التي اغتصبت السلطة في ذلك اليوم المشئوم..
· و لذلك، و دون تردد، صدق الجميع حديث موسى هلال، زعيم قبيلة المحاميد، حين اتهم النائب الأول/ حسبو محمد عبدالرحمن قائلاً: "عندما كنا ندافع عن الوطن كان حسبو وقتها يسرق في المليارات من مفوضية الشؤون الانسانية التي يرأسها، ويسرق في العدس والزيوت والمواد التموينية والخيم التي وفرّتها المنظمات للمحتاجين، وكان يسرق في الخدمات الانسانية، وخرج من المفوضية بعد ان نهب وسرق، وكل الشعب السوداني يعرف ذلك."
· لنترك السؤال عن ( الوطن) الذي كان يدافع موسى هلال و الجنجويد عنه جانباً..
· خلفت الأمطار و السيول و الفيضانات دماراً رهيباً في الارواح و الممتلكات في عام 2007..
· تدفقت مشاعر الانسان، في كل العالم، نحو أخيه الانسان المنكوب في السودان، و امتدت الأيادي الرحيمة لغوثه.. و كانت دول الخليج سباقة الى الإغاثة كماً و نوعاً.. و قد واصلت طائرات الشحن رحلات متتالية تحمل في طياتها من الخيام أفخرها.. و من الاجهزة المختلفة أفخمها.. و من المؤن الغذائية ما لا يتلف مع الزمن، و من معدات الطبخ ما لم يدخل بيوت الجالوص في أطراف المدينة... و من المفارش ما لم يشاهده سوى المغتربين من السودانيين و ذويهم...
· المواد التموينية والخيام كانت تنهال على البلاد بكثرة..
· كنت أعمل في مكتب وزير وزارة الشئون الانسانية التي تم ( خلقها) بعد اتفاقية نيفاشا.. و كنت على صلة بإحدى المنظمات الخيرية.. حين جاء خريف عام 2007 يحمل الدمار و الخراب على الطبقات التي تعيش في المناطق الشعبية حيث بيوت الجالوص و بلوكات الطين..
· جاءتني مسئولة الخدمات الاجتماعية بإحدى المنظمات الخيرية المحلية طالبة مني مساعدتها لدى المسئولين بالوزارة في غوث بعض المنكوبين في منطقتها، و أصرت على مرافقتي إياها إلى إحدى المناطق في أم بدة الحارة 16 لأرى المشهد بأم عيني قبل السعي لمساعدتها ..
· ذهبت معها إلى المكان المرصود.. كانت البيوت منهارة تماماً و برك مياه آسنة و أُسر و أطفال و بهائم ترقد بين الناس هنا و هناك.. و أسٍرة مكسورة و فرش مبتلة و ملوثة بالطين.. و مآسٍ عديدة يكشفها العراء حيث لا أسرار..!
· عدتُ و كتبتُ خطاباً إلى المسئول عن الاغاثات بمفوضية الشئون الانسانية أشرح فيه المأساة بحذافيرها.. تعاطف المسئول مع المنكوبين.. و كتب مذكرة للمعنيين من موظفي المفوضية الذين اتخذوا من عربات السكة الحديد بالخرطوم مخازن كدسوا فيها المؤن التي تأتي من المطار.. و وصف لي مكان تواجد العربات بالضبط..
· كان المكان مزدحماً.. و كان هناك بعض مندوبي المنظمات الخيرية المحلية ( التمكينية) و بعض المواطنين، الملهوفين و غير الملهوفين، و كثير من السماسرة..
· و حين جاء دوري، مددت المذكرة إلى الشخص المعني.. كنت أعرفه بحكم عملي مع الوزير.. قرأ المذكرة ثم قال لي، في حسرة. أن الخيام قد نفدت.. و حين أشرتُ إلى حاوية عرفني البعض بأن بها خيام، أفادني المسئول بأن هناك 25 خيمة محجوزة لمولانا.. و مولانا ذاك هو أحمد هارون، والي كردفان الحالي، و وزيرً الدولة بوزارة الشئون الانسانية سابقاً..
· صدمتني الحقيقة المُرّة، حقيقة ( دس المحافير) لأن تلك المؤَن الاغاثية أتت من بلاد ظن مسئولوها أنهم يقدمون خدمة لله و الانسانية، بينما مسئولونا ( يدسونها) عن المستهدفين بها، اللهم إلا اليسير.. اليسير منها فحسب..
· ربما اعتقد أولئك المسئولون أن تلك المؤن لا ( تشبه) سكان تلك الحارات المنكوبة.. فأخذت المؤن الفاخرة طريقها إلى بيوت المتنفذين و بيوت أقربائهم و أصحابهم.. و إلى تجار يتعاملون مع متنفذي نظام البشير في التجارة غير المشروعة..
· و يبقى السؤال:- هل امتدت يد حسبو محمد عبدالرحمن إليها؟ لا أستطيع أن أجزم بذلك..
· لكن لماذا لم يرد على اتهامات موسى هلال الذي فتح بلاغاً في محكمة الشعب متهماً إياه بسرقة المساعدات الانسانية من خيم وعدس وزيت ، ابان كان مسؤولا بالمفوضية الانسانية .
· على السيد/ حسبو أن يرد على التهمة الخطيرة تلك و يطالب برد اشرف..
· هذا، و جاء في صحيفة الراكوبة بتاريخ 23/8/2017 على لسان عبدالرحيم محمد حسين لأحد أقاربه: " إننا نعلم الفساد ونعرفه جيداً، بل نعيش وسط الفساد ولا يمكن أن نحاربه، لأننا بذلك نحارب أنفسنا ونحارب حكومة الانقاذ. ."
· قال: هي لله.. هي لله! لا للسلطة و لا للجاه، قال!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة