أرملة لم تتزوج..!! بقلم عبدالباقي الظافر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-05-2017, 03:52 PM

عبدالباقي الظافر
<aعبدالباقي الظافر
تاريخ التسجيل: 03-30-2015
مجموع المشاركات: 856

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أرملة لم تتزوج..!! بقلم عبدالباقي الظافر

    02:52 PM August, 05 2017

    سودانيز اون لاين
    عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    كنت أقف بجانب الفراش الابيض حيث يرقد زوجي في مشفى الشفاء الوطني.. قبل ساعات انصرف الزوار وتركوني وزوجي والخيوط البلاستيكية التي تربط قلبه وأنفه وحنجرته بشاشة حاسوب.. جاءني خاطر ان انزع هذه الاجهزة حتى يرتاح من هذا الألم.. سمعت من قبل بالموت الرحيم.. لعنت الشيطان ولكنه أتاني من زاوية اخرى لماذا تجعلي عبدالباسط يرتاح.. قبل ان اجيب عن السؤال كانت الممرضة الفلبينية تأتي مهرولة وتدفع الباب الموارب بشدة.. ادركت ان ثمة أمر طاريء قد حدث.. بدأت الممرضة الشابة تحاول انقاذ الموقف بشكل مضطرب فيما انا انظر الى هذه الدراما ببرود كأن مشاهدها في شاشة التلفزيون.
    بعد دقائق قليلة جداً دخل طبيب كهل الى ذات الغرفة.. استغرب في هدوئي.. سألني بانزعاج هل إنتي ابنته؟.. رددت بسرعة "لا انا زوجته".. بعدها أخرجني من الغرفة كمن يحاول عقابي على هذا البرود.. جلست بالخارج على مقعد وثير انتظر موت زوجي.. أغمضت عيني كأني اهرب من الواقع حتى لا اشعر بأنني امرأة سيئة.. كلما اتذكر من وجه عبدالباسط انه كان يأتي الى بيتنا في السجانة كل عام ليمكث ايام قليلة ثم يسافر الى البلد.. كان رجلا كريما يأتي لنا بهدايا الاغتراب.. فيما امي تحاول تبرير ذلك بأنه تربى في هذا البيت ودرس المدرسة الثانوية الصناعية قبل ان يهاجر.. حينما كبرت قليلا ادركت انه ابن عم ابي وبالتالى لم اكن أتردد في ان أخاطبه بعمو باسط.
    ذات عام كنت ابنة أربعة عشر عاما.. ادرس في المرحلة المتوسطة.. حينما عدت من المدرسة وجدت خروفا معلقا على مقدمة بيتنا الطيني.. حينما ولجت الى الداخل كانت امي كمن ينتظرني.. أخبرتني ان عبدالباسط وصل من السعودية.. حاولت بذلك الفرح الطفولي ان اهرع الى مكان تواجده بالصالون.. لكن امي ردتني بحزم.. ثم أخذتني الى غرفة نومها وأبي على غير العادة.. كانت قد أعدت لي ملابس أنيقة غير التي اعتدت على ارتدائها بالبيت.. ببراءة طلبت منها ان اسلم على عمو باسط.. نهرتني بحزم " تاني ما تقولي عمو باسط".. ثم بدأت تردد ليس من الضروري يا نعمة ان تدركي كل شيء الان.
    بدأت اركز قليلا حينما همست في أذني اختي الكبيرة ابتهال ناقلة لي خبر خطوبتي.. ضحكت لم اكن اعرف تحديدا معنى هذه الكلمة.. قبل ان أن تكتمل الصورة كانت امي ترتدي ثوبها ثم تطلب مني ان ارافقها لتحية عبدالباسط.. حينما وصلت الى الصالون نظر اليَّ الرجل الغريب نظرة لم أنسها أبدا.. بعدها هرعت الى الحمام وانا مصابة بغثيان مصحوب باستفراغ مفاجيء.. بعدها دخلت في موجة بكاء.. ادركت وقتها انني ومنذ اليوم غير مسموح لي بتبادل الرسائل مع اسامة ود الجيران الذي يسبقني بعامين.. بعد مفاوضات شاقة شارك فيها أبي وافق عبدالباسط على تأجيل الزواج الى الإجازة المقبلة.
    بعد عام وجدت نفسي كقطعة متاع أقف حائرة في مطار الخرطوم.. تم الزواج وعليَّ ان اسافر وحيدة الى مطار جدة.. الشركة لم تمنح زوجي إجازته.. نظرت اليَّ سيدة راشدة فقرأت الحزن في عيوني.. تركت مقعدها في الصالة البائسة وجاءت تواسيني.. طفرت دمعة واُخرى.. ظنت صديقتي العابرة انني حزينة على مفارقة الأهل والبلد.. في الحقيقة كنت خائفة.. لم أتمكن طوال عام من استبدال عمو باسط بوضعه الجديد كزوج.. في الحقيقة لم اكن ادرك ماذا يعني الزواج.. انتهت الصحبة القصيرة على نداء لركاب الطائرة السعودية.
    ثلاثة عشر عاماً مضت بشكل رتيب في مدينة جدة.. لم نغير حتى الشقة التي دخلتها من اول مرة.. أنجبت ثلاثة أطفال.. لم يكن عبدالباسط رجلا سيئاً لكنه لم يفهمني أبدا.. كان كريماً للغاية وشهماً لأبعد الحدود.. لكنه لم يكن رجلا رومانسيا.. ربما فرق العمر او الخلفية الريفية.. عوضت الفراغ بادمان المسلسلات.. كنت أعيش حياتي في ذاك العالم الافتراضي.. اعشق وأكره واحيانا ابكي.. صورة اسامة ود الجيران بذات ردائه الكاكي تداهمني احيانا.
    في هذه اللحظة مر امامي شاب كان يسامر فتاته.. بدلال غريب كانت تهتف "اسامة اسامة".. فتحت اعيني وانتصبت واقفة.. كان الشاب والشابة طبيبين في مدخل الخدمة يبدو ان الحب قد جمع بينهما.. حينما حاولت ان أوقفهما لأسدي لهما نصيحة كان الطبيب الكهل يقف امامي وبلغة جافة يقول لى "البركة فيكم يا مدام".


    assayha























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de