أمس كان بيتر واتسون، المستشار السابق بالبيت الأبيض، في جولة سياحية في منطقة جبل أولياء بجنوب الخرطوم..شاب سوداني من (أولاد الحلة) دعا رجل الأعمال الأمريكي ومرافقيه لتناول كوب من الشاي في داره.. قدم الشاب مرافعة عن الآثار السالبة للعقوبات الأمريكية جعلت المواطن الأمريكي يتأثر للدرجة التي طالب بتسجيل إفادات الضحية السوداني في مقطع فيديو..لم يكتف مستر واتسون بمشاركتنا البكاء بل تعهد بتكوين منظمة خيرية في واشنطن للاهتمام بمشاريع الصحة والتعليم في بلدنا الجريح. أمس أعلن وزير الخارجية السوداني من المملكة العربية عن تراجع السودان عن قرار تجميد التعاون مع أمريكا ..وكان قرار جمهوري قد أوقف كافة أشكال التعاون مع واشنطن عقب صدور قرار من الرئيس ترمب أرجأ الرفع النهائي للعقوبات الأمريكية عن السودان لمدة تسعين يوماً..الوزير أرجع القرار الجديد استجابة لنصيحة من القيادة السعودية..ويبدو أن الحكومة السعودية كانت أكثر صدقاً مع شقيقتها السودانية حينما أسدت لها نصيحة غالية بضرورة عدم إغلاق منافذ التواصل مع دولة ذات بأس شديد . لكن السؤال المحرج أين المستشارون الوطنيون حتى يلتمس الرئيس الحكمة من الأشقاء..لماذا انخفضت كل الأصوات داخل الحكومة غير صوت مبارك الفاضل الذي طالب بالتريث والنظر إلى أفق بعيد..قبيل صدور القرار الامريكي نصح الشيخ إبراهيم أحمد عمر إخوته بعدم الانفعال إن حدث السيناريو السييء..لكن ذات الشيخ ترأس اجتماع هيئة البرلمان والذي بارك تجميد التعاون ..أما المكتب القيادي للحزب الحاكم فلم يملك غير أن يهز الرأس إيجاباً بعد الاستماع للتنوير الرئاسي رغم حساسية القضية. من المحرج جداً أن تفشل النخبة الحاكمة في التواصل مع الرئيس في السراء والضراء ..لكن الأكثر إحراجاً أن يجد الرئيس ضالته من النصيحة من وراء البحر الأحمر..بالطبع هنالك عدد كبير جداً من الخبراء السودانيين كانوا يَرَوْن ذات الرؤية السعودية لكن لأن أبواب التواصل مغلقة بين زوايا الهرم لم يجد هذا الاجتهاد السياسي أذناً صاغية..بالطبع هنالك من يعتقد أن من الأسلم الهرولة أمام متخذي القرار وتلمس رغباتهم وإن لم تكن في صالح الوطن..هنا تصبح النتيجة واحدة حينما لا تسمع الحكومة إلا صدى صوتها. بصراحة ..مطلوب بشكل ملح جداً إعادة بناء مراكز دراسات إستراتيجية..مراكز تستطيع أن تتنبأ بالمجهول وتضع أكثر من خطة لمواجهة السيناريوهات السيئة..ارتباك الحكومة في التعامل مع أمريكا كان في جزء كبير منه عدم القدرة على الإبصار في دهاليز الساحة الأمريكية ذات التقاطعات المزدوجة..تحت تأثير الصدمة جاء اضطراب الرؤى.
مستشارين شنو يا عبدالباقي ياخوي انت قاعد وين انت ماعارف ان الحكومة السودانية دي حكومة ون مان شو ما ياهو البشير هو البيقرر وهو البيوافق وهو البيعترض ولا يريهم الا مايرى مافي رجال للاسف واحد اهبل حاكم والباقين تمومة جرتق فرعون وحوله دمى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة