اتصل بي أمس بعض متابعي قضية أمطار.. ومتابعي بعض ما نكتب.. مبدين دهشتهم مما أثرنا بالأمس عن تلك الأمطار التي تعصف بإدارة وقاية النباتات الكائنة بناحية الخرطوم البحرية.. كما كان يكتب في أضابير الحكومة أيّام الاستعمار.. وحين نقول الأمطار التي تعصف فنحسب أن الاستخدام صحيح.. وحيث أن مرجعيتنا هي القرءان الكريم.. على غير ما قال في حقنا السيد رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان أمس.. فقد ثبت أن كلمة مطر بكل تصريفاتها ما وردت في كتاب الله العظيم إلا مقرونة بالعذاب.. فإن لم يكن العذاب عصفا فماذا يكون..؟ غير أننا للأمانة وللدقة أيضا قد أضفنا كلمة صديقة على الأمطار.. فإن كانت شركة أمطار خصما لإدارة وقاية النباتات ذات يوم.. فخصم الإدارة اليوم.. الذي يأبى لها استقرارا هو مديرها العام نفسه..! بالأمس أشرنا إلى الإجراءات التي اتخذت ضد مديرة إدارة الحجر الزراعي.. وفي الوقت الذي كانت تنتظر فيه هذه الخبيرة الوطنية مكافأة على ما بذلته وزميلاتها من جهد في سبيل الحفاظ على أرض السودان وعلى محصولاته الزراعية.. فوجئت بهذه العقوبة الغريبة من نوعها.. والمدير العام لم يكتف بنقلها فحسب.. بل نقلها إلى إدارة لا توجد إلا في مخيلته هو.. أما الهيكل التظيمي لوقاية النباتات.. فلم تظهر فيه حتى يوم الناس هذا إدارة اسمها الدراسات ونقل المعرفة.. التي نقلت لها بموجب قرار المدير العام دون أن يعرف أحد لهذه الإدارة مهاما أو مقرا أو عاملين.. ومثلها مثل أي موظف ملتزم فقد كتبت مذكرة احتجاج على هذه الإجراءات المتعسفة التي اتخذت ضدها.. والتزاما بلوائح العمل وضوابطه وأعرافه فقد رفعت مظلمتها هذه إلى رئيسها المباشر.. الذي هو المدير العام.. وانتظرت..! ولأن المسائل كلها تبدو غريبة.. فقد تجاهل المدير العام المظلمة أو الاحتجاج.. حتى مر أسبوعان.. ولأن ذات اللوائح التي تلزم الموظف برفع شكواه إلى رئيسه المباشر.. حتى ولو كان هو المشكو ضده.. فذات هذه اللوائح تنصف الموظف أيضا.. حين تعطيه الحق في أن يرفع مظلمته إلى الرئيس الأعلى.. إن لم يكن الرئيس الأدنى في مستوى المسؤولية التي تؤهله للنظر في شكاوى مرؤوسيه.. فمارست المسؤولة المستهدفه حقها القانوني.. فرفعت مظلمتها إلى السيد وكيل وزارة الزراعة والغابات.. لعله ينصفها..! غير أن المفاجأة التي لم يكن ينتظرها أكثر المتشائمين المتابعين لهذا المشهد أن يحرر المدير العام رسالة جديدة للمسؤولة صاحبة المظلمة.. خلاصتها أن عليها أولا أن تتسلم إدارة الدراسات ونقل المعرفة.. لينظر بعد ذلك في أمر التصديق بإجازتها السنوية مع ملاحظة أن طلب الإجازة قد تلقاه سيادته منذ التاسع من يوليو الجاري.. الطريف أن السيد المدير العام لا يتورع عن جعل موضوع خطابه الإجازة السنوية وليس تنفيذ النقل فنقرأ.. (الموضوع/ الإجازة السنوية.. بالإشارة إلى طلبكم المقدم بتاريخ 9/7/2017 والخاص بالإجازة السنوية أفيدكم بالرغم من نقلكم لإدارة الدراسات ونقل المعرفة ما زلت لم تتسلمي أعمال هذه الإدارة مما أدى لتعطيل العمل في هذه الإدارة الهامة عليه يجب أن تتم عملية تسليم الإدارة ومن بعد يتم النظر في التصديق لكم بالإجازة السنوية..).. وهكذا السيد المدير العام لا يتورع عن اتهام المسؤولة بتعطيل العمل في إدارة غير موجودة أصلا.. فماذا نسمي هذا..؟! نأمل أن يعفينا السيد وكيل وزارة الزراعة والغابات الموقر.. من كتابة الحلقة الثالثة..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة